بكتيريا الفم والسكري.. علاقة خفية تكشفها الأبحاث الحديثة
كتبت مي علوش
بدأت الأبحاث الطبية في تسليط الضوء على علاقة قد تكون غير متوقعة للكثيرين، وهي العلاقة بين صحة الفم ومرض السكري. بينما كان يُعتقد أن أمراض الفم والسكري مجرد مشكلتين منفصلتين، كشفت دراسات حديثة عن ارتباط وثيق بين الاثنين، يصل إلى حد التأثير المتبادل، بل ويؤثر كلٌ منهما على تطور الآخر.
تؤكد الأبحاث أن بكتيريا الفم الضارة، خاصة تلك المرتبطة بأمراض اللثة، لا تبقى محصورة في الفم فقط، بل يمكن أن تدخل إلى مجرى الدم وتسبب التهابات مزمنة تؤثر سلبًا على حساسية الجسم للأنسولين. هذا التأثير يمكن أن يسهم في تفاقم مرض السكري من النوع الثاني، أو حتى تسريع ظهوره لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به.
من ناحية أخرى، يؤثر السكري بدوره على صحة الفم، حيث يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة ويزيد من قابلية الجسم للعدوى، ما يجعل الفم بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا، ويزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات اللثة وتسوس الأسنان. كما أن ارتفاع مستويات السكر في الدم ينعكس على مستوى السكر في اللعاب، مما يهيئ بيئة خصبة للبكتيريا الفموية.
أظهرت بعض الدراسات أن تحسين نظافة الفم وعلاج أمراض اللثة قد يساعد في تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، مما يفتح الباب أمام نهج تكاملي في العلاج، يجمع بين الرعاية الفموية والتحكم في مستويات الجلوكوز.
تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم التعليمات للحفاظ على صحة الفم وتقليل خطر الإصابة أو تفاقم مرض السكري:
الاهتمام بغسل الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد.
استخدام الخيط الطبي أو الغسول المطهر للفم يوميًا.
إجراء زيارات دورية لطبيب الأسنان لفحص اللثة والأسنان.
تقليل استهلاك السكريات والأطعمة المصنعة التي تعزز نمو البكتيريا.
الإقلاع عن التدخين الذي يضاعف من مخاطر أمراض اللثة والسكري معًا.
متابعة مستويات السكر بشكل دوري، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض.
الاهتمام بصحة الفم بشكل خاص لدى مرضى السكري باعتبارها جزءًا من خطة العلاج.
إن صحة الفم ليست فقط مسألة جمالية أو راحة فموية، بل أصبحت اليوم مؤشرًا مهمًا على الصحة العامة، ويُنظر إليها بشكل متزايد على أنها نافذة يمكن من خلالها اكتشاف مشكلات أعمق مثل السكري وأمراض القلب.
