بعد سنوات من رحيل شقيقها طبيبة الامتياز سلمى حبيش تلحق به وهي في ثياب العمل داخل قصر العيني، والسكتة القلبية تخطفها وسط العرق والشرف والعطاء

كتبت – سارة منصور

في مشهد أبكى القلوب وأوجع الوجدان، ودّعت الأسرة الطبية والوسط الجامعي واحدة من أنبل بناتها، طبيبة الامتياز سلمى محمد حبيش، ابنة مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، والتي رحلت عن عالمنا أمس إثر سكتة قلبية مفاجئة وهبوط حاد في الدورة الدموية، بينما كانت تؤدي واجبها الإنساني داخل مستشفيات جامعة القاهرة – قصر العيني – مرتدية ثياب العمل المبللة بعرق الجهد والعطاء.

الراحلة كانت مثالًا للطبيبة المجتهدة، إذ واصلت العمل لفترتين متتاليتين “شفتين” دون أن تتناول وجبة، لتستجيب لنداء ضميرها في رعاية مرضاها، لكن قلبها لم يحتمل ضغط الإرهاق الشديد، ليسقط الجسد الذي ظل شامخًا في خدمة الآخرين حتى آخر لحظة.

لقطة إنسانية خالدة
قبل سنوات، فقدت سلمى شقيقها في حادث مأساوي، وظلت صورته لا تفارق قلبها وذاكرتها. وفي إحدى الصور المؤثرة التي تداولها زملاؤها بعد رحيلها، ظهرت وهي تحمل صورة أخيها بحب ووفاء، وكأنها تحتضن ذكراه. اليوم، يراها الجميع وقد لحقته إلى دار الحق، لتجتمع الأرواح بعد أن فرقتها دنيا الألم.

نعى وحزن واسع
وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بالصور والكلمات المؤثرة، فيما نعاه الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب الأسبق، قائلًا:

“بالسكتة القلبية والهبوط الحاد والموت المفاجئ، طبيبة الامتياز سلمى حبيش تموت وهي في ثياب العمل… ثياب الشرف والعطاء… تقبلها الله شهيدة عنده.”

كما عبر زملاؤها في قصر العيني عن حزنهم البالغ لفقدان طبيبة عرفوها بابتسامتها الطيبة وروحها المتفانية في خدمة المرضى، مؤكدين أن غيابها ترك فراغًا لا يُملأ.

موكب الوداع الأخير
من المقرر أن تشيع الجنازة عقب صلاة الظهر من مسجد عبد الحي خليل بمسقط رأسها في المحلة الكبرى، وسط حضور حاشد من الأهالي والأطباء وأصدقاء الطفولة، الذين سيتقدمهم مشهد مؤثر لأم فقدت اثنين من فلذات كبدها في أقل من عقد.

عزاء رئيس تحرير “طب توداي”
وفي ختام هذا الحزن الكبير، يتقدم محمد طنطاوي، رئيس تحرير منصة طب توداي، بخالص العزاء لأسرة الطبيبة الراحلة، ولزملائها وأساتذتها في جامعة القاهرة، داعيًا الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

 

الطبيبة الراحلة تحمل صورة شقيقها والذي توفي قبل سنوات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى