الطفل آدم… قادته عملية اللوز إلى الموت: من يحاسب المخطئ؟”
كتبت - منى ضياء

في واحدة من أكثر القصص التي تُدمي القلب وتكشف ثغرات كارثية في المنظومة الطبية، يروي والد الطفل آدم عمرو محمد تفاصيل عامين من الوجع والمعاناة، بعد أن فقد ابنه داخل مستشفى الجراحة بجامعة عين شمس في واقعة يتهم فيها طبيبًا بالإهمال، وبمنظومة كاملوة تسترت على الخطأ ورفضت محاسبة المسئولين.
هذه القصة ليست مجرد كلمات، بل صرخة أب فقد فلذة كبده، وجرى عامين كاملين بين نيابات وتقارير وشكاوى… بلا نتيجة.
منصة طب توداي تنشر القصة كاملة كما رواها الأب، احترامًا لحقه في إيصال صوته، ولتذكير الجميع بأن السلامة الطبية حق… وليست رفاهية.
🔴 “دخل ابني سليم… ورجع لي جثة” — بداية القصة
بدأ كل شيء عندما دخل الطفل “آدم” — 6 سنوات و7 شهور و9 أيام — لإجراء عملية بسيطة نسبيًا:
استئصال لوز ولحمية.
لكن ما حدث داخل غرفة العمليات — بحسب رواية الأب — قلب العملية الروتينية إلى مأساة:
- الطبيب المسؤول عن العملية هو مدرس مساعد (طبيب/ ج. م. ش).
- أجرى العملية للطفل دون وجود عضو هيئة تدريس كما تقضي اللوائح.
- بعد الجراحة، غادر غرفة العمليات قبل أن يستيقظ الطفل من التخدير، وخرج ليتغير ملابسه… ثم غادر المستشفى.
الأب يؤكد أن التمريض ودكتور التخدير فوجئوا بنزيف خطير من الطفل… بينما الجراح لم يكن موجودًا في المستشفى أصلًا.
🔴 دقائق من الرعب… ولا طبيب جراح داخل العمليات
وفق شهادة الأب:
- التمريض خرج مهرولًا تبحث عن الجراح.
- تم إبلاغ والد الطفل: “ابنك بينزف.. كلم الدكتور بسرعة”.
- عندما بحث الأب عنه، أخبره العامل المسؤول بأن الطبيب غادر بالفعل وركب ميكروباص.
- تم محاولة السيطرة على النزيف بوضع أتروبين فقط… بدون تدخل جراحي.
عاد الطبيب بعد الاتصال به، لكنه — وفقًا للأب — لم يتدخل، ولم يربط أو يكوي مصدر النزيف.
ثم تم حجز الطفل 3 أيام داخل المستشفى…
“بدون حتى إجراء صورة دم واحدة للتأكد من نسبة الهيموجلوبين بعد النزيف”.
🔴 نزيف مفاجئ… وسباق مع الموت
بعد خروج الطفل من المستشفى بثلاثة أيام، حدث ما هو أسوأ:
- نزيف جديد أثناء التزامه التام بالعلاج الموصوف.
- تم نقله لمستشفى عين شمس التخصصي في حالة حرجة.
- تم دفع رسوم كشف استقبال الطوارئ، وسحب تحليل ABG، وتجهيز دم لنقله.
لكن عضلة القلب لم تتحمل…
وبحسب الأب:
“الطفل توفى بسبب تجلطات دموية في القصبة الهوائية والرئتين بعد النزيف”.
فارق آدم الحياة… والقلب توقف إلى الأبد.
🔴 تقرير المستشفى… صدمة جديدة
هنا بدأت مأساة أخرى:
التقرير الرسمي — وفق الأب — ذكر أن الطفل وصل إلى المستشفى متوفيًا.
لكن:
- تم دفع رسوم استقبال طوارئ
- تم سحب تحليل غازات
- تم تجهيز دم
كيف تُجرى هذه الإجراءات لطفل وصل “متوفيًا”؟!
ثم ظهر تقرير آخر يصف الوفاة بأنها “تجلطات بالقصبة والرئتين”…
دون ذكر أن التجلطات جاءت بعد نزيف ما بعد العملية.
الأب يرى أن هذا “إخفاء للخطأ الطبي وتبرئة للجراح”.
🔴 عامان من الصراع… بلا عدالة
الأب اتخذ كل الطرق:
- شكوى لعميدة الكلية
- شكوى لوزير الصحة
- محضر رسمي في قسم الشرطة
- تظلم للنيابة
- طلب لجنة محايدة
- تقديم فيديوهات وشهود
- بلاغ جديد
لكن حسب روايته:
“كل مرة بيتحفظ المحضر… وبيترفض سماع الشهود”.
الأب يؤكد أن رواية الطبيب أمام النيابة “تغيرت”، وأن الجراح ادعى وجود مساعد معه بالرغم من أنه كان يعمل منفردًا.
ثم كانت الطعنة الأخيرة…
حين تم حفظ القضية نهائيًا.
🔴 الأب… يشاهد الطبيب يوميًا
الأب — الذي كان يعمل في مستشفى الدمرداش — يقول:
“كنت بشوف الطبيب اللي تسبب في وفاة ابني كل يوم… بيضحك لي بسخرية. ولما طلبت نقلي اتنقلت عشان مفيش مشكلة تحصل.”
اليوم… تمر الذكرى الثانية لوفاة “آدم”.
والأب يكتب:
“أنا والد ملاك الجنة آدم… وبطالب بالقصاص. الطبيب فوق القانون؟
أنا مش طالب تعويض… ابني مش هيرجع.
طالب بس حقه.”
⚠️ منصة طب توداي تؤكد
نحن لا نصدر أحكامًا، ولا ندين أحدًا…
لكننا نؤمن بحق كل أب مفجوع في أن يسمع صوته الجميع، وأن تتم مراجعة أي خطأ طبي مراجعة حقيقية، شفافة، وعادلة.
فالعدالة ليست رفاهية… بل هي سلام المجتمع وثقته في منظومته الصحية.






