الصيام والكوليسترول الجيد (HDL): كيف يساعدك الامتناع عن الطعام في الوقاية من أمراض القلب؟

كتبت - ريم عبد العزيز

تُعد النوبات القلبية من أخطر المشكلات الصحية التي تهدد حياة الملايين حول العالم، حيث تحدث نتيجة انسداد الشرايين بسبب تراكم الدهون والكوليسترول، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى القلب، لكن هل تعلم أن الصيام قد يكون له تأثير إيجابي كبير في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية؟

تشير العديد من الدراسات إلى أن الامتناع عن تناول الطعام لساعات طويلة يساعد الجسم على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بطرق مختلفة، من بينها تقليل الالتهابات، وتحسين مستويات الكوليسترول، وتنظيم ضغط الدم. في هذا المقال، نستعرض كيف يمكن للصيام أن يكون وسيلة طبيعية لتعزيز صحة القلب وتقليل خطر النوبات القلبية.

كيف يساعد الصيام في حماية القلب؟

خفض مستويات الكوليسترول الضار

يلعب الصيام دورًا مهمًا في تقليل نسبة الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، والذي يعتبر من العوامل الرئيسية التي تسبب تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

تحسين حساسية الأنسولين وتقليل خطر السكري

يعتبر مرض السكري من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. يساعد الصيام في تحسين استجابة الجسم للأنسولين، مما يقلل من احتمالية ارتفاع مستويات السكر في الدم، وبالتالي يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تقليل الالتهابات في الجسم

الالتهابات المزمنة تُعتبر من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب. أثناء الصيام، يقل إنتاج الجسم للمواد الالتهابية، مما يحسن صحة الأوعية الدموية ويقلل من احتمالية حدوث تجلطات دموية قد تؤدي إلى نوبة قلبية.

تنظيم ضغط الدم

يساعد الصيام على خفض ضغط الدم المرتفع، الذي يُعد عاملًا رئيسيًا في الإصابة بالنوبات القلبية. يعود ذلك إلى تقليل تناول الصوديوم، وتحفيز إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يساعد في توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.

تحفيز عملية تنظيف الخلايا (الالتهام الذاتي)

يعمل الصيام على تنشيط عملية “الالتهام الذاتي”، التي تساعد الجسم في التخلص من الخلايا التالفة والدهون المتراكمة في الشرايين، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

التحديات والنصائح لضمان صيام صحي للقلب

رغم الفوائد العديدة للصيام، يجب اتباع بعض النصائح لضمان الاستفادة منه دون تعريض الصحة للخطر، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات قلبية:

شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب الجفاف.
تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات، حيث يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول والسكر في الدم.
الاعتماد على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، التي تساعد في تقوية القلب.
ممارسة نشاط بدني معتدل بعد الإفطار، مثل المشي، لتحسين الدورة الدموية.
استشارة الطبيب قبل الصيام إذا كنت تعاني من مشكلات قلبية مزمنة.

ختامًا

الصيام ليس مجرد عبادة روحية، بل هو أيضًا وسيلة فعالة لتحسين صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية. عندما يُمارس الصيام بطريقة صحية ومتوازنة، فإنه يمكن أن يسهم في تقليل الكوليسترول، وتحسين حساسية الأنسولين، وتنظيم ضغط الدم، مما يجعله سلاحًا طبيعيًا لحماية القلب. ومع ذلك، ينصح دائمًا بمراجعة الطبيب قبل الصيام، خاصة لمن يعانون من أمراض القلب المزمنة.

الوسوم