احذر ولا تستهِن بالصداع النصفي المتكرر
كتبت - نرمين حمدي

الدماغ محاط بالسوائل والحواجز العظمية التي تحميه، وتُحافظ على الضغط داخله في مستوى دقيق للغاية. هذا التوازن هو ما يُعرف بـ”الضغط داخل الجمجمة”، ويُقاس بالمليمتر الزئبقي (mmHg). عندما يرتفع هذا الضغط عن المعدل الطبيعي (7-15 mmHg في البالغين)، تبدأ الأعراض في الظهور، وقد يصل الأمر إلى تهديد الحياة في حال لم يتم التعامل معه بسرعة.
رأي الطب المختص: التشخيص المبكر هو طوق النجاة
د. أشرف عبد الرحيم، استشاري جراحة المخ والأعصاب، يوضح لمنصة طب توداي أن “اكتشاف العلامات المبكرة لارتفاع الضغط داخل الجمجمة هو ما يميز بين حالة تُعالج بسهولة، وحالة تتدهور بسرعة وقد تؤدي للغيبوبة أو حتى الوفاة.”
ويؤكد أن هناك أعراضًا لا ينبغي التغافل عنها أبدًا، حتى وإن بدت بسيطة في البداية.
الأعراض المقلقة: لا تستهِن بالصداع والقيء
علامات تحذيرية قد تراها وتغفل عنها
- صداع شديد ومستمر، لا يتحسن بمسكنات الألم العادية، ويزداد صباحًا أو عند السعال والعطس.
- الغثيان أو القيء المفاجئ دون سبب واضح، وخاصة عند الاستيقاظ.
- تشوش في الرؤية أو ازدواجية، بسبب الضغط على الأعصاب البصرية.
- نوبات تشنج أو إغماء، وهي علامات متقدمة تُشير إلى تفاقم الوضع.
- تغيرات سلوكية أو ضعف في الوعي والتركيز، قد تتطور إلى اضطرابات عصبية خطيرة.
- طنين في الأذن أو فقدان الاتزان أحيانًا.
اقرأ أيضا: احذر منها..9 أمراض تسببها تناول القهوة سريعة التحضير
اقرأ أيضا: لو تعرفها هتبطل على طول..ايه هيحصل لجسمك لما تبطل تدخين
الأطفال في دائرة الخطر: كيف يظهر الضغط عند الرضع؟
الأطفال لا يتكلمون، لكن أجسادهم تتكلم عنهم
عند الأطفال، خاصة الرضع، تختلف الأعراض قليلًا:
- انتفاخ اليافوخ (المنطقة اللينة في مقدمة الجمجمة)
- بكاء مستمر دون سبب واضح
- قيء متكرر
- خمول وكسل في الحركة
- تغيرات في شكل الرأس أو حجمها غير الطبيعي
تقول منصة طب توداي: “من المهم متابعة الطفل بشكل دوري وخاصة عند ملاحظة أي تغيرات في سلوكه أو نموه العصبي”.
الأسباب: ما الذي يرفع الضغط داخل الجمجمة؟
مسببات قد تكون خطيرة أو حميدة لكنها تحتاج تدخلًا سريعًا
- إصابات الرأس: نتيجة حوادث السير أو السقوط
- الأورام الدماغية: الحميدة أو الخبيثة
- النزيف الداخلي: نتيجة تمزق الأوعية الدموية داخل المخ
- الالتهابات: مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ
- الاستسقاء الدماغي: تراكم السائل النخاعي حول الدماغ
- أمراض الكبد أو الكلى المزمنة التي قد تؤدي لتورمات بالجسم بما فيها الدماغ
اقرأ أيضا: غير حياتك للأفضل.. كيف تؤثر العادات اليومية على صحتك النفسية؟
اقرأ أيضا: تعرف على 6 أشهر مشاكل العيون خلال فصل الشتا
التشخيص: لا مكان للتخمين في الطب العصبي
الفحوصات الأساسية المطلوبة
- الرنين المغناطيسي MRI
- الأشعة المقطعية CT Scan
- قياس الضغط داخل الجمجمة بواسطة أجهزة مخصصة
- تحليل السائل النخاعي في بعض الحالات
يقول د. أشرف عبد الرحيم: “أكثر الأخطاء شيوعًا هو الاعتماد على الأعراض فقط دون فحص دقيق، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وزيادة المخاطر.”
العلاج: بين الأدوية والتدخل الجراحي
العلاج حسب السبب والمستوى
- في الحالات البسيطة: مدرات البول، أو أدوية تقليل إفراز السائل الدماغي
- في الحالات الخطيرة: جراحة تصريف السوائل أو إزالة السبب مثل ورم أو نزيف
- الراحة التامة، وتجنب أي مجهود بدني أو ذهني يزيد من الضغط
- مراقبة الحالة بدقة في العناية المركزة
اقرأ أيضا: إعجاز طبي جديد..وحدة جراحة اليد بالقصر العيني تنجح في إعادة زرع يد مبتوره بالكامل
اقرأ أيضا: دراسة: السيدات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من الرجال
متى تذهب للطوارئ فورًا؟
علامات طارئة لا تقبل التأجيل
- فقدان الوعي أو الغيبوبة
- تشنجات متكررة
- صعوبة مفاجئة في النطق أو الحركة
- تغيرات حادة في الوعي أو السلوك
د. أحمد الطيب: السرطان لا يميز بين كؤوس قليلة أو كثيرة.. ابتعد عن الكحول الآن
الوقاية: هل يمكن تجنب الخطر؟
نصائح طب توداي للوقاية من الحالات المفاجئة
- استخدام حزام الأمان وتجنب حوادث الرأس
- علاج التهابات الأذن أو الجيوب الأنفية مبكرًا
- متابعة حالات الكبد والكلى التي قد تؤثر على الجهاز العصبي
- الكشف الدوري للأطفال خاصة في حالات نمو غير طبيعي
- تجنب الأدوية غير الموصوفة طبيًا والتي قد تؤثر على التوازن الداخلي للدماغ
حالات شهيرة تؤكد خطورة التأخير
في السنوات الأخيرة، سُجلت حالات لنجوم ومشاهير تعرضوا لارتفاع الضغط داخل الجمجمة نتيجة حوادث أو أورام، وبعضهم نجا بالتدخل السريع، بينما فقد آخرون حياتهم بسبب تأخر التشخيص.
في الختام: لا تستهِن بالأعراض
ارتفاع الضغط داخل الجمجمة ليس مرضًا شائعًا، لكنه من الحالات الخطيرة التي قد تمر بصمت، وتحتاج إلى وعي ويقظة طبية.
ويؤكد د. أشرف عبد الرحيم، استشاري جراحة المخ والأعصاب، لمنصة طب توداي أن “الحياة قد تتوقف على لحظة تشخيص صحيحة، لذا لا تستهِن بصداع متكرر أو غثيان صباحي متكرر، فقد يكون الدماغ يستغيث.”
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.