الصابون السائل بين التنظيف والخطر.. وتحذيرات من سرطان المعدة والقولون
كتبت رنا مسعود

في كل بيت، يعتبر غسل الأواني والمواعين من المهام اليومية الأساسية التي لا غنى عنها، وغالبًا ما يتم باستخدام الصابون السائل الذي نعتقد جميعًا أنه آمن وفعال. لكن خلف هذه العادة الروتينية قد تختبئ مخاطر صحية كبيرة لا ينتبه لها كثيرون. فهل يمكن أن يسبب الصابون السائل أمراضًا خطيرة مثل سرطان المعدة أو سرطان القولون؟
في هذا التقرير من منصة طب توداي، نسلط الضوء على الحقائق العلمية، ونكشف ما يجب أن تعرفه لتغسل أوانيك بأمان دون أن تغسل صحتك معها.
الصابون السائل.. ما مكوناته؟
تحتوي معظم أنواع الصابون السائل المنزلي على مزيج من المواد الكيميائية التي تعمل على إزالة الدهون والبقع، وأشهرها:
-
المواد الفعالة سطحياً مثل SLS وSLES
-
العطور الصناعية
-
الألوان الكيميائية
-
مواد حافظة
-
أحيانًا مواد مضادة للبكتيريا
هذه التركيبة تثير تساؤلات عديدة حول تأثيرها على الصحة، خاصةً عند بقاء بقايا الصابون على الأواني التي نأكل فيها.
متى يتحول الصابون السائل إلى خطر؟
عند استخدام الصابون بكميات كبيرة أو عدم شطف الأواني جيدًا، قد تظل آثار كيميائية صغيرة على الأطباق، تدخل إلى الجسم مع الطعام والشراب.
ومع التكرار اليومي، تتراكم هذه المواد داخل الجسم، وقد تساهم في حدوث اضطرابات بالجهاز الهضمي على المدى الطويل.
العلاقة بين الصابون السائل وسرطان المعدة
بحسب بعض الدراسات، هناك علاقة محتملة بين الابتلاع المزمن لبقايا المنظفات وتهيج الغشاء المخاطي للمعدة.
هذا التهيج المزمن قد:
-
يضعف المناعة الموضعية للمعدة
-
يغير طبيعة الإفرازات الحمضية
-
يسبب التهابات مزمنة
وهذه التغيرات تُعد من العوامل التي قد تمهد لحدوث سرطان المعدة، خصوصًا مع وجود عوامل أخرى مثل سوء التغذية أو الجرثومة الحلزونية.
الصابون وسرطان القولون.. هل هناك خطر حقيقي؟
رغم عدم وجود إثبات علمي قاطع أن الصابون السائل يسبب سرطان القولون بشكل مباشر، فإن الابتلاع المزمن للمواد الكيميائية التي تدخل في تركيبه قد يؤدي إلى:
-
تغير في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء
-
التهابات في القولون على المدى البعيد
-
تهيج مزمن للبطانة المخاطية
وهي عوامل تم ربطها في بعض الدراسات بزيادة فرص سرطان القولون لدى فئات معينة.
أعراض تحذيرية مبكرة يجب الانتباه لها
إذا كنت تستخدم الصابون السائل بشكل مكثف وتشعر بالأعراض التالية، فالأمر يستحق إعادة النظر في روتين التنظيف:
-
انتفاخات مستمرة
-
آلام في المعدة بعد الأكل
-
تغير في حركة الأمعاء
-
شعور بحموضة مزمنة
-
نزيف بسيط مع البراز (نادرًا)
رأي الأطباء وتحذيرات الخبراء
تشير نصائح خبراء الصحة إلى أن الاستخدام غير الصحيح للصابون السائل قد يكون له أثر تراكمي ضار، خاصة مع الأنواع رديئة الجودة والمقلدة.
وتوصي منصة طب توداي بما يلي:
-
عدم استخدام كميات كبيرة من الصابون
-
شطف الأواني جيدًا بالماء الساخن
-
عدم ترك الرغوة تجف على الأطباق
-
اختيار منتجات معروفة المصدر وآمنة
بدائل طبيعية آمنة لغسيل الأواني
يمكن استخدام بعض المواد الطبيعية كبدائل فعالة وآمنة، منها:
1. الخل الأبيض
مطهر طبيعي يزيل الدهون وله خصائص مضادة للبكتيريا.
2. بيكربونات الصوديوم
فعالة في تنظيف البقع الصعبة دون أي مواد سامة.
3. الليمون
يعطي لمعانًا ونظافة طبيعية، ويزيل الروائح الكريهة.
ماذا عن الصابون السائل المخصص للأطفال؟
تروج بعض الشركات لمنتجات “أكثر أمانًا” للأطفال، لكنها تحتوي أيضًا على مواد كيماوية خفيفة. الأفضل دائمًا هو تقليل استخدامها، أو غسل أدوات الأطفال بالماء والخل، أو بمحلول خفيف من بيكربونات الصوديوم.
نصائح طب توداي لغسيل آمن:
-
استخدم إسفنجة نظيفة وغير متهالكة
-
لا تخلط الصابون بأنواع أخرى من المنظفات
-
اشطف الأواني لمدة لا تقل عن 10 ثوانٍ
-
لا تترك الصابون داخل زجاجة مكشوفة أو معرضة للشمس
-
خزّن الصابون بعيدًا عن حرارة المطبخ العالية
-
لا تغسل الفواكه أو الخضروات بالصابون السائل إطلاقًا
خلاصة التقرير
غسيل المواعين جزء من روتين حياتنا، لكن إذا لم يتم بطريقة صحيحة، قد يتحول إلى خطر صامت يهدد صحة الجهاز الهضمي والمناعي.
اختر منتجاتك بعناية، واشطف جيدًا، وابتعد عن الإفراط، لأن السلامة تبدأ من المطبخ.
منصة طب توداي تؤكد أن الوعي بمكونات ما نستخدمه في حياتنا اليومية هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض، والوقاية تبدأ بمعرفة التفاصيل الصغيرة.