“الزواج مش بس حب: دروس من الواقع العاطفي”
كتبت مي علوش

قال الدكتور يزن عبده، الاستشاري النفسي والأسري، إن الحب رغم كونه عنصرًا مهمًا في أي علاقة زوجية، إلا أنه لا يُعد كافيًا بمفرده لضمان الاستقرار والسعادة.
وأوضح أن النظرة الرومانسية التي تُروج لأن “الحب يغلب كل شيء” هي نظرة غير واقعية، وغالبًا ما تؤدي إلى خيبات أمل مؤلمة عندما تصطدم بالحياة اليومية ومتطلباتها.
وأشار د. يزن إلى أن الزواج الناجح لا يُبنى على المشاعر وحدها، بل على قرارات يومية تشمل الفهم، الصبر، الاحترام، والتقدير.
وقال: “أن تحب شريكك شيء جميل، لكن الأجمل أن تتعلم كيف تتعامل معه في لحظات الغضب، وأن تُقدّر جهوده، وتعتذر حين تُخطئ”.
وأكد أن كثيرًا من حالات الانفصال لا تحدث بسبب غياب الحب، بل نتيجة غياب مهارات التواصل والتفاهم، مضيفًا: “رأيت أزواجًا يحبون بعضهم، لكنهم فشلوا في العيش معًا لأنهم لم يتعلموا كيف يصغون، كيف يُديرون الخلافات، أو كيف يدعم أحدهم الآخر”.
وضرب مثالًا بقصة زوجين كانا يعيشان قصة حب لسنوات، لكنهما بعد الزواج دخلا في صراعات متكررة بسبب التوقعات المختلفة، وعدم التفاهم حول المسؤوليات.
وانتهت العلاقة بالطلاق رغم استمرار المشاعر، لأن الحب لم يكن كافيًا وحده لتجاوز التحديات.
واختتم د. يزن حديثه بقوله: “الحب هو الشرارة الأولى، لكنه يحتاج إلى وقود مستمر من الوعي والاحترام والتفاهم. من دون ذلك، يتحول إلى وجع بدلًا من أن يكون سندًا”.
وأكد أن على الشباب أن يتعلموا أن العلاقة الناجحة تُبنى، لا تُمنح، وأن الحب الحقيقي لا ينجو وحده، بل يحتاج من يعتنيبه كل يوم.