“قلب الطفل مراية لأهله… علمه الحنية ما تعلموش القسوة”
كتبت مي علوش

قال الدكتور حسام صلاح، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، إن الأطفال لا يولدون طيبين أو قاسين بالفطرة، بل يتعلمون السلوك العاطفي من خلال ما يرونه ويشعرون به داخل المنزل.
وأوضح أن الحنية، مثلها مثل القسوة، سلوك مكتسب، مشيرًا إلى أن البيئة الأسرية الداعمة والعاطفة الصادقة تصنع أبناء أكثر اتزانًا وتعاطفًا في المستقبل.
وأشار الدكتور حسام إلى أن طبطبة الأم أو الأب على طفلهم وهو حزين، تُعلّمه كيف يُعبّر عن مشاعره ويتعامل معها، وتجعله بدوره أكثر قدرة على احتواء مشاعر الآخرين.
وقال: “لو طفلك اتعلم إنك بتقدّر غضبه، هو كمان هيحاول يقدّر مشاعرك لما تكوني متنرفزة… دي معادلة بسيطة بس فعالة جدًا”.
وأكد أن الاهتمام باحتياجات الطفل النفسية، ومساعدته في المهام البسيطة، يعزز شعور الطفل بالأمان والدعم، ويجعله أكثر تعاونًا واستجابة، بل ويغرس فيه قيمة المساعدة والاحترام المتبادل. وأضاف: “الطفل اللي بيحس إن حد واقف جنبه، لما يكبر بيقف جنب الناس… أما اللي اتحرم من الحنية، غالبًا بيكون زوج بارد، صديق قاسي، أو إنسان أناني”.
وشدّد الدكتور حسام على أن تجاهل مشاعر الطفل أو استخدام القسوة والتقليل من احتياجاته العاطفية، يخلق شخصية غير سوية، فاقدة للتعاطف أو حتى قاسية على نفسها والآخرين. وختم حديثه بقوله: “صدقوني، الفرق بيبدأ من حضن صغير أو كلمة طيبة… الحنية مش ضعف، الحنية بتربي إنسان سوي”.