الجلطات الدماغية بعد الستين.. نصائح د. شريف عبد الرازق للوقاية منها

كتبت - سلوى متولي

مع ازدياد متوسط الأعمار عالميًا، باتت الجلطات الدماغية واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين كبار السن، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية تزداد بشكل ملحوظ بعد سن الستين. يقول د. شريف عبد الرازق، استشاري المخ والأعصاب، في تصريحات لمنصة “طب توداي”، إن “العوامل المرتبطة بالعمر مثل تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب، تضع الجسم في حالة تأهب دائم لحدوث جلطة، ما لم يتم التدخل الوقائي مبكرًا”.


ما الجلطة الدماغية؟ وما أسبابها؟

الجلطة الدماغية تحدث عندما يتوقف أو ينخفض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يحرم أنسجة المخ من الأكسجين والعناصر الغذائية، ويؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ خلال دقائق.
تتعدد أسباب السكتة الدماغية، ومنها:

  • تصلب الشرايين
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن
  • الرجفان الأذيني
  • داء السكري
  • ارتفاع الكوليسترول
  • التدخين
  • السمنة
  • قلة الحركة
  • عوامل وراثية

لماذا يزداد الخطر مع التقدم في العمر؟

يشرح د. شريف عبد الرازق أن “الشيخوخة تؤدي إلى تآكل الأوعية الدموية وفقدان مرونتها، مما يزيد من احتمالية التجلط”.
كما أن أمراضًا شائعة لدى كبار السن، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وداء السكري، تلعب دورًا أساسيًا في تحفيز الإصابة بالجلطة.
الأمر لا يتوقف عند ذلك، فحتى نمط الحياة الخامل، وزيادة الوزن، وتعاطي بعض الأدوية لفترات طويلة، كلها عوامل تُسهِم في زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية مع العمر.


الأعراض لا يجب تجاهلها

مع التقدم في السن، قد تكون أعراض الجلطة خفية أو تُنسب بالخطأ إلى التعب أو التقدم في العمر. ومن أبرز العلامات التي يجب الانتباه لها:

  • ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم
  • صعوبة في الكلام أو فهم الآخرين
  • اضطراب في الرؤية
  • دوخة أو فقدان التوازن
  • صداع حاد مفاجئ دون سبب واضح

الجلطة الصامتة: الخطر المجهول

من الأمور التي تزداد شيوعًا مع التقدم في السن، ما يعرف بـ”الجلطة الصامتة”، وهي جلطة دماغية لا يصاحبها أعراض واضحة، ولكنها تؤثر تدريجيًا على الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والتركيز.
يؤكد د. شريف عبد الرازق أن “الكشف الدوري في هذه المرحلة العمرية مهم جدًا، لأنه يمكن اكتشاف آثار الجلطة الصامتة في التصوير بالرنين المغناطيسي، حتى لو لم يكن المريض على علم بها”.


هل يمكن الوقاية من الجلطة مع التقدم في العمر؟

الخبر الجيد أن الجلطة ليست حتمية رغم التقدم في العمر. إليك أهم النصائح التي يقدمها د. شريف عبد الرازق:

  • السيطرة على ضغط الدم: المحافظة على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية يقلل من خطر الجلطة بشكل كبير
  • التوقف عن التدخين فورًا
  • ممارسة الرياضة: حتى المشي يوميًا لمدة نصف ساعة مفيد جدًا
  • نظام غذائي صحي: تقليل الدهون والسكريات وزيادة تناول الفواكه والخضروات
  • إدارة الأمراض المزمنة: مثل السكر والدهون والقلب
  • تجنب التوتر النفسي المزمن
  • تناول الأدوية الموصوفة بانتظام دون إهمال
  • الكشف الدوري على القلب والأوعية والمخ

التكنولوجيا والتشخيص المبكر

أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المتطور أصبحت أدوات فعالة في الكشف المبكر عن العلامات التحذيرية للجلطة الدماغية.
ويوضح د. شريف عبد الرازق أن “منصة طب توداي تشجع المرضى فوق سن الخمسين على إجراء فحص شامل سنوي للمخ والأوعية، لتفادي أي مخاطر مبكرة”.


بعد الجلطة: هل هناك أمل؟

نعم، فمع التدخل العلاجي السريع خلال الساعات الأولى، يمكن تقليل الأضرار بشكل كبير. أما في حال التأخر، فإن التأهيل العصبي والعلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في استعادة بعض الوظائف المفقودة.


خلاصة القول:

الجلطة الدماغية ليست حتمًا مع التقدم في السن، لكنها احتمال يزداد إذا لم ننتبه لمؤشرات الجسم ونعتني بصحتنا.
ويؤكد د. شريف عبد الرازق أن “العمر ليس عذرًا للإهمال، بل دافع أقوى للعناية بالنفس”، داعيًا كبار السن وأسرهم إلى التثقيف والوقاية، فدقيقة وقاية قد تساوي حياة كاملة.


حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى