الجراحة بالمنظار لأورام المعدة.. من يصلح لها ومن لا؟
كتبت سهى عبد المنعم
شهدت جراحات الجهاز الهضمي تطورًا لافتًا في العقود الأخيرة، وباتت جراحات أورام المعدة بالمنظار من أبرز الحلول التي يُعوّل عليها الأطباء لتقليل المضاعفات وتسريع التعافي. ولكن، هل تصلح هذه التقنية لكل مريض مصاب بورم في المعدة؟ أم أن هناك اعتبارات دقيقة تحدد صلاحيتها؟
في هذا التقرير، يوضح د. هاني عبد الرازق، استشاري جراحة أورام الجهاز الهضمي، لمنصة “طب توداي”، حقيقة هذه الجراحات، ومتى تكون فعالة، ومتى لا تُنصح بها، وكيف تتغير فرص النجاة عند التدخل المبكر.
🔎 ما هي جراحة أورام المعدة بالمنظار؟
هي إجراء جراحي يُستخدم فيه المنظار لاستئصال الأورام من المعدة من خلال ثقوب صغيرة في البطن، بدلاً من الجراحة المفتوحة التقليدية.
يقول د. هاني عبد الرازق:
“الجراحة بالمنظار أقل ضررًا على أنسجة الجسم، وتُقلل من خطر العدوى وفقدان الدم، وتسمح للمريض بالتعافي خلال وقت أسرع.“
✅ متى تكون جراحة المنظار خيارًا مناسبًا؟
وفقًا لما أوضحه د. هاني، فإن جراحة المنظار تناسب حالات معينة فقط من أورام المعدة، وهي:
- الأورام الصغيرة (عادةً أقل من 5 سم)
- الأورام غير المنتشرة أو التي لم تخترق جدار المعدة بالكامل
- الأورام الموضعية دون غزو للغدد اللمفاوية أو الأعضاء المجاورة
- مرضى في حالة صحية جيدة لتحمّل التخدير الكامل
🚫 حالات لا يُنصح فيها باستخدام المنظار
رغم مزاياه، فإن جراحات المنظار لا تُناسب الجميع. فهناك حالات تتطلب التدخل التقليدي، مثل:
- الأورام الكبيرة أو المنتشرة
- الأورام التي وصلت إلى العقد اللمفاوية أو الكبد أو البنكرياس
- وجود التهابات شديدة أو التصاقات بالبطن
- مرضى لديهم أمراض مزمنة حادة لا يتحملون التخدير الكامل
ويضيف د. هاني:
“في بعض الحالات المتقدمة، قد يكون الجراح مضطرًا للانتقال من المنظار إلى الجراحة المفتوحة أثناء العملية لتحقيق أفضل نتائج.“
💡 مزايا المنظار في استئصال أورام المعدة
المنظار الجراحي يقدم عدة مزايا بارزة:
- جروح صغيرة أقل ألمًا وتشوهًا
- تقليل فرص العدوى والنزيف
- الإقامة بالمستشفى تكون أقصر (يوميْن إلى 4 أيام غالبًا)
- العودة للحياة الطبيعية بسرعة (خلال أسبوعين إلى ثلاثة)
ويشير د. هاني إلى أن “المنظار لا يقل كفاءة عن الجراحة المفتوحة إذا تم استخدامه في الحالات المناسبة وتحت يد جراح متخصص.”
🧬 هل يختلف الاستئصال حسب نوع الورم؟
نعم، نوع الورم يلعب دورًا كبيرًا في تحديد طريقة التدخل.
تشمل أورام المعدة:
- السرطان الغدي (Adenocarcinoma): الأكثر شيوعًا، وتُحدد خطورته بعمق الانتشار.
- الأورام اللمفاوية (Lymphoma): وقد تعالج دوائيًا أو بالمنظار حسب حجمها.
- أورام GIST: عادة ما تُستأصل جراحيًا بالمنظار إن كانت موضعية.
🧪 أهمية التشخيص المبكر قبل اختيار نوع الجراحة
التشخيص الدقيق هو المفتاح. يتضمن التشخيص:
- الأشعة المقطعية
- منظار المعدة التشخيصي
- الخزعة وتحليل الخلايا
- فحص العقد اللمفاوية
ويؤكد د. هاني:
“لا يمكن اختيار نوع الجراحة بناءً على الحجم فقط، بل يجب دراسة الانتشار والمرحلة بدقة.“
📋 خطوات ما قبل الجراحة: هل المنظار مناسب لك؟
قبل اتخاذ القرار، يخضع المريض لتقييم شامل يشمل:
- تقييم اللياقة البدنية والقلبية
- اختبار مدى انتشار الورم
- قياس مؤشرات التغذية ومخزون الحديد
- مناقشة المريض بشأن تفاصيل الجراحة والمضاعفات المحتملة
🔁 هل هناك مضاعفات للمنظار؟
رغم كونه إجراءً آمنًا، إلا أن المنظار قد يسبب:
- تسرب من مكان الجراحة (في حالات نادرة)
- ألم في الكتف بسبب الغاز المستخدم أثناء النفخ
- نزيف داخلي طفيف في الأيام الأولى
لكن وفقًا لـ د. هاني، فإن “نسبة حدوث هذه المضاعفات ضئيلة للغاية عند اختيار الحالة بدقة، وتنخفض بوضوح عن الجراحة المفتوحة.”
🎯 نصيحة د. هاني عبد الرازق: لا تؤجل القرار
ينصح د. هاني المرضى قائلاً:
“كلما تم اكتشاف الورم مبكرًا، زادت فرص استخدام المنظار الجراحي وقلت المضاعفات. التأخير قد يُخرج المريض من دائرة العلاج البسيط إلى الجراحة المعقدة.“
🩺 بعد العملية: كيف تكون المتابعة؟
- الراحة من 5 إلى 10 أيام
- تناول وجبات صغيرة وسهلة الهضم
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب
- إجراء أشعة دورية للاطمئنان على عدم عودة الورم
- الدعم النفسي والعودة التدريجية للحياة
📚 الخلاصة: هل المنظار هو المستقبل في جراحات أورام المعدة؟
المنظار ليس فقط خيارًا جراحيًا بل أصبح أداة فعالة في يد الأطباء لتحقيق نتائج علاجية ممتازة بأقل ضرر ممكن للمريض. لكن، يبقى القرار الطبي فرديًا، يُحدد وفقًا لتقييم الحالة بدقة وليس بناءً على التفضيل الشخصي للمريض أو الطبيب فقط.
🛡️ حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط
