التهابات الأذن عند الأطفال: دليل الأمهات للوقاية والعلاج
د. كريم عبد العليم
يُعد التهاب الأذن الوسطى من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال، خاصة في السنوات الأولى من العمر، وقد يتسبب في بكاء مستمر، اضطرابات نوم، أو حتى فقدان مؤقت للسمع.
ويشير د. كريم عبد العليم، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، في حديثه لمنصة “طب توداي”، إلى أن التعامل الخاطئ مع هذه الحالات قد يؤدي لمضاعفات، في حين أن التدخل المبكر والرعاية المنزلية الجيدة يمكن أن يقللا بشكل كبير من تكرار الإصابة.
ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
هو عدوى تصيب المساحة المملوءة بالهواء خلف طبلة الأذن، وعادة ما تحدث بعد الإصابة بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي. وغالبًا ما يتراكم السائل خلف الطبلة، مما يسبب ضغطًا وألمًا.
لماذا يصاب الأطفال أكثر من الكبار؟
- قناة استاكيوس أقصر وأفقية: ما يسهل انتقال البكتيريا والفيروسات من الحلق إلى الأذن.
- ضعف المناعة في السنوات الأولى: يجعل الطفل أكثر عرضة للعدوى.
- الرضاعة أثناء الاستلقاء: تزيد من احتمالية انتقال السوائل نحو الأذن.
- التحاق مبكر بالحضانات: يعرض الطفل لعدد أكبر من مسببات العدوى.
كيف تعرف أن طفلك يعاني من التهاب الأذن؟
انتبه للأعراض التالية:
- شدّ الأذن أو فركها باستمرار
- البكاء أكثر من المعتاد
- الحُمى وارتفاع درجة الحرارة
- اضطراب في النوم أو الاستيقاظ المفاجئ
- فقدان الشهية
- خروج سوائل من الأذن (علامة متأخرة)
هل يحتاج كل التهاب للمضاد الحيوي؟
بحسب د. كريم عبد العليم، لا ينبغي إعطاء المضادات الحيوية بشكل تلقائي، إذ أن 60% من الحالات تتحسن تلقائيًا خلال 48-72 ساعة، خاصة إذا كانت العدوى فيروسية. في حالات العدوى البكتيرية المؤكدة أو تكرار الالتهاب، يقرر الطبيب وصف مضاد حيوي مناسب.
التشخيص: دقيق وبسيط
- يستخدم الطبيب منظار الأذن لرؤية طبلة الأذن
- في حالات متكررة أو مزمنة، قد يُطلب اختبار سمع أو تخطيط طبلة الأذن
- يتم تقييم شدة الحالة بناءً على الأعراض ومدة استمرارها
خيارات العلاج المتاحة
1. المراقبة والمتابعة:
في الحالات الخفيفة دون حُمى شديدة، يُنصح بالمراقبة لـ 48 ساعة.
2. المسكنات وخافضات الحرارة:
مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى.
3. المضادات الحيوية:
يُوصف عادة للأطفال الأقل من سنتين، أو في حالات الألم الشديد وخروج صديد.
4. تركيب أنابيب تهوية (أنابيب طبلة):
في حالات الالتهاب المزمن أو تراكم السوائل لأكثر من 3 أشهر، ما قد يؤثر على السمع.
المضاعفات المحتملة إذا أُهمل العلاج
- ضعف السمع المؤقت أو الدائم
- ثقوب في طبلة الأذن
- التهاب الأذن الوسطى المزمن
- التهابات متكررة قد تؤثر على الكلام والنمو المعرفي للطفل
نصائح منزلية للوقاية من التهاب الأذن
- الرضاعة بوضعية شبه جلوس
- تجنب التدخين السلبي داخل المنزل
- غسل اليدين باستمرار لمنع العدوى
- تقليل التعرض لنزلات البرد خاصة في الشتاء
- التأكد من حصول الطفل على تطعيماته الأساسية
دور التطعيمات في الوقاية
يؤكد د. كريم عبد العليم أن بعض اللقاحات، مثل لقاح المكورات الرئوية (PCV) والأنفلونزا الموسمية، لها دور كبير في تقليل معدلات الإصابة بالتهاب الأذن، خاصة في السنوات الثلاث الأولى من العمر.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38.5°C
- بكاء متواصل لأكثر من 3 ساعات
- خروج صديد من الأذن
- تكرار الالتهاب أكثر من 4 مرات في 6 أشهر
- شكوى من ضعف السمع أو اضطراب في الكلام
التهابات الأذن والحضانة: علاقة طردية
تشير الإحصاءات إلى أن الأطفال الذين يلتحقون بالحضانة مبكرًا يُصابون بالتهابات الأذن الوسطى بنسبة تزيد على 50% مقارنة بالأطفال في المنزل، بسبب انتشار العدوى التنفسية بشكل أسرع.
متى تنتهي المعاناة؟
مع نمو الطفل وتطوّر جهازه المناعي وتوسّع قناة استاكيوس، تقل بشكل كبير فرص الإصابة، وغالبًا ما يصبح الالتهاب أقل تكرارًا بعد عمر 6 سنوات.
التكنولوجيا في خدمة الأطفال
تتوفر الآن أجهزة فحص الأذن المحمولة التي يمكن للأهل استخدامها لمراقبة حالة الأذن، لكنها لا تغني عن التشخيص الطبي المتخصص.
الأهل شريك في الوقاية والعلاج
يؤكد د. كريم عبد العليم أن وعي الأسرة بمخاطر الإهمال هو أساس الوقاية، وأن إدراك العلامات المبكرة والالتزام بالعلاج الموصوف يساهمان في تقليل المضاعفات طويلة الأمد.
الخلاصة
التهابات الأذن الوسطى شائعة لكن يمكن الوقاية منها وتقليل آثارها. الاهتمام بنظافة الطفل، متابعة حالته الصحية، والالتزام بالتطعيمات، كلها خطوات مهمة لحمايته من الألم والمضاعفات. والأهم: لا تتردد في استشارة الطبيب عند أول علامة غير معتادة.
🔹 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي.
🔹 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.
