التمرة وقفت في زوره.. فريق عناية الأطفال ينقذ رضيعًا من الموت في مستشفى الأحرار بالزقازيق
كتبت/ مي السايح

في واقعة طبية كادت تنتهي بكارثة، نجح فريق عناية الأطفال بمستشفى الأحرار التعليمي في إنقاذ حياة طفل رضيع يبلغ من العمر شهرًا ونصف، بعد وصوله في حالة حرجة جدًّا، مصابًا بزُرقة شديدة، وتوقّف بعضلة القلب، ونزيف رئوي حاد، قبل أن يكتشف الأطباء أن السبب “تمرة” علقت في حلقه دون أن تلاحظ الأسرة.

الدكتور أسامة الوحلان، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، يروي تفاصيل الحالة، مؤكدًا أن الطفل وصل إلى الاستقبال “كان زي الفل من ساعة بس”، دون أي تاريخ مرضي سابق، ثم فجأة تعرّض لاختناق حاد تطوّر إلى توقّف في عضلة القلب، ما استدعى إطلاق نداء داخلي سريع داخل المستشفى.

على الفور توجّه أطباء عناية الأطفال إلى غرفة الاستقبال، وتم البدء في إنعاش قلبي رئوي للرضيع، مع تركيب أنبوبة حنجرية لتأمين مجرى الهواء، وإجراء أشعة عادية ومقطعية، وسحب تحاليل كاملة، ثم نقله بسرعة إلى عناية الأطفال ووضعه على جهاز تنفّس صناعي، وسط حالة من الترقّب والقلق الشديد من أهله والفريق الطبي.
شاهد أيضًا: حالة نادرة.. مريضة بتكتشف مسمارين جوا دماغها من غير ما تحس بحاجة
وخلال الساعات الأولى من المتابعة بالعناية المركزة للأطفال، ومع استمرار جلسات التنفّس والتشفّط المتكرر، فوجئ الفريق الطبي بوجود “تمرة / بلحة” مستقرة في الحلق، تسببت في انسداد مجرى الهواء بشكل شبه كامل.
وبمجرّد استخراجها، بدأ تنفّس الطفل في الانتظام سريعًا، وتحسّنت المؤشرات الحيوية بشكل ملحوظ، ما سمح للأطباء بفصله عن جهاز التنفّس الصناعي خلال وقت قصير، ثم البدء في تغذيته تدريجيًا بالرضاعة الطبيعية، ليعود إلى البكاء بصوت قوي، وتعود معه ابتسامة الأسرة بعد ساعات من الرعب.
وبحسب ما أوضحه الفريق المعالج، فإن شقيقة الطفل، البالغة من العمر ثلاث سنوات، كانت تحاول “تفطيره” على التمر على سبيل اللعب والحنان، دون أن تنتبه الأم لما حدث في اللحظات الأولى، وهو ما أدى إلى دخول قطعة التمر إلى حلق الرضيع والتسبب في الاختناق.
الدكتور أسامة الوحلان وجّه الشكر لفريق عناية الأطفال بمستشفى الأحرار التعليمي، من أطباء وتمريض وعمال، مشددًا على روح التعاون وسرعة التدخّل التي كانت السبب المباشر في إنقاذ حياة الطفل، مضيفًا أن ما حدث “نموذج مشرف لمستشفى الأحرار التعليمي وللهيئة العامة للمستشفيات التعليمية، ولمصر كلها”، مؤكدًا شعاره الدائم: “بالأمل والعمل”.
رسالة توعوية للآباء والأمهات
تسلّط هذه الواقعة الضوء على خطورة ترك الأطفال، خاصة الرضّع، في متناول أطعمة لا تناسب أعمارهم، مثل التمر، المكسرات، العنب، الحلوى الصلبة، وأي قطع صغيرة يمكن أن تُسبب انسدادًا مفاجئًا في مجرى الهواء.
كما تؤكد أهمية:
- عدم ترك الأشقاء الأكبر سنًا يطعمون الرضيع دون رقابة.
- التوجّه فورًا إلى أقرب مستشفى عند حدوث كحة شديدة مفاجئة، زرقة في الشفاه، صعوبة في التنفّس، أو فقدان للوعي.
- الوعي بأن الاختناق قد يحدث في ثوانٍ، وأن سرعة التصرف هي الفاصل بين الحياة والموت.




