التصبغات الجلدية بعد حب الشباب: هل الليزر هو الحل الأمثل؟

كتبت هند محمود

رغم انتهاء معركة حب الشباب، يبدأ كثير من الناس صراعًا آخر مع البقع الداكنة التي تتركها هذه الحبوب خلفها، خاصة على الوجه والظهر والذراعين. هذه التصبغات قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات، وتؤثر على ثقة الشخص بمظهره، خصوصًا عند فئة الشباب. وهنا يتبادر السؤال الأهم: هل الليزر هو العلاج الأفضل لإزالة آثار حب الشباب؟ أم أن هناك حلولًا بديلة تناسب أنواع البشرة المختلفة دون تعريضها لمخاطر إضافية؟


ما أسباب التصبغات بعد حب الشباب؟

تقول د. هالة فوزي، استشارية الأمراض الجلدية والتجميل:

“عندما يصاب الجلد بالتهاب نتيجة حب الشباب، يفرز الجسم كميات كبيرة من الميلانين كجزء من عملية التعافي. لكن عند بعض الأشخاص، لا يزول الميلانين بعد شفاء الالتهاب، مما يترك وراءه بقعًا داكنة تُعرف باسم التصبغات التالية للالتهاب (Post-inflammatory Hyperpigmentation).”

ومن العوامل التي تزيد من احتمالية بقاء هذه التصبغات:

  • البشرة السمراء أو الزيتية
  • التعرض للشمس دون واقٍ
  • الضغط أو العبث بالبثور أثناء وجودها
  • تأخر أو سوء علاج حب الشباب

هل الليزر هو الحل السحري؟

الليزر يعتبر من أكثر التقنيات شيوعًا في علاج التصبغات، لكن ليس دائمًا هو الخيار الأمثل للجميع.

توضح د. إيمان توفيق، أخصائية الجلدية والعلاج بالليزر بمركز طب توداي:

“هناك أنواع متعددة من الليزر، بعضها مناسب لتصبغات البشرة الفاتحة مثل ليزر Q-switched، والبعض الآخر يناسب البشرة السمراء مثل Fractional Laser، ولكن لا بد من تقييم كل حالة على حدة، فهناك مخاطر من فرط التصبغ أو الحروق إذا تم استخدام نوع غير مناسب.”

ومن أبرز تقنيات الليزر المستخدمة:

  • ليزر Q-switched: يستهدف صبغة الميلانين ويفتتها تدريجيًا.
  • الليزر الكربوني: يدمج بين تقشير خفيف وتنشيط الخلايا.
  • Fractional CO2: فعال لكن يُستخدم بحذر مع البشرة الداكنة.

هل هناك بدائل آمنة؟

نعم، هناك العديد من الخيارات العلاجية غير الجراحية والتي تُظهر نتائج مرضية خاصة مع الحالات الخفيفة أو المتوسطة، منها:

1. التقشير الكيميائي

التقشير باستخدام أحماض مثل حمض الجليكوليك أو الساليسيليك يزيل الطبقة السطحية من الجلد، ما يساهم في تفتيح البقع الداكنة.

تقول د. ناهد الحسيني، أخصائية التجميل والعناية بالبشرة في طب توداي:

“نستخدم تقشيرًا كيميائيًا خفيفًا بشكل متدرج للحالات التي تخاف من الليزر، وغالبًا ما نبدأ بتركيزات منخفضة لتفادي التهيج، خصوصًا لأصحاب البشرة الحساسة.”

2. الكريمات الموضعية

مثل الهيدروكينون، الريتينويد، النياسيناميد، وفيتامين C، وهي فعالة نسبيًا عند استخدامها بشكل منتظم وتحت إشراف طبي.

3. الميكرونيدلينغ (Microneedling)

تقنية تعتمد على وخز الجلد بإبر دقيقة لتحفيز إنتاج الكولاجين وتفتيح التصبغات تدريجيًا.


حسب نوع بشرتك.. العلاج يختلف

الاختيار بين الليزر أو البدائل الأخرى يجب أن يكون بناءً على نوع البشرة وشدة التصبغ ودرجة الحساسية.

“البشرة السمراء أكثر عرضة لفرط التصبغ بعد الليزر إذا لم يتم ضبط الإعدادات بعناية، لذا نميل أحيانًا لاستخدام العلاجات التدريجية معها أولًا،”
تقول د. هالة فوزي.


العناية المنزلية جزء من العلاج

حتى مع استخدام الليزر أو الكريمات، تبقى العناية اليومية بالبشرة ضرورية لمنع عودة التصبغات. وتشمل النصائح الأساسية:

  • استخدام واقي شمس بمعامل حماية لا يقل عن SPF 50
  • عدم فرك أو لمس الحبوب
  • تنظيف البشرة بلطف مرتين يوميًا
  • ترطيب البشرة يوميًا لتقليل الالتهاب

متى أبدأ بالعلاج؟

كلما بدأ العلاج مبكرًا بعد شفاء الحبوب، كانت النتائج أسرع وأكثر فاعلية. تأخير العلاج يزيد من عمق التصبغ ويجعل التخلص منه أكثر صعوبة.


كم جلسة أحتاج؟ ومتى تظهر النتائج؟

العلاجات مثل الليزر تحتاج إلى جلسات متعددة (من 3 إلى 6 غالبًا) حسب نوع البشرة وشدة البقع، وتبدأ النتائج في الظهور تدريجيًا بعد الجلسة الثانية أو الثالثة.

أما الكريمات والتقشير الكيميائي، فقد تتطلب من شهرين إلى 6 أشهر للوصول إلى نتائج ملحوظة، مع تفاوت كبير حسب استجابة الجسم.


مخاطر الليزر: ما الذي يجب معرفته؟

  • احتمال الحروق أو الاحمرار المؤقت
  • فرط التصبغ في بعض أنواع البشرة
  • نتائج غير متوقعة إذا تم استخدام جهاز غير معتمد أو من قبل غير مختص

لذلك يُنصح دائمًا بإجراء الجلسات تحت إشراف طبيب جلدية متخصص وفي مركز طبي معتمد مثل “طب توداي”.


رأي “طب توداي”: الجمع بين العلاجات هو المفتاح

يرى أطباء “طب توداي” أن الاستراتيجية الأكثر فعالية للتعامل مع التصبغات بعد حب الشباب هي الدمج بين العلاجات:

  • البدء بكريمات مبيضة مع تقشير خفيف
  • ثم التدرج نحو الليزر أو الميكرونيدلينغ حسب الحاجة
  • متابعة دورية كل شهرين لتقييم النتائج وضبط الخطة

خلاصة التقرير

التصبغات التي تلي حب الشباب مشكلة جلدية شائعة، لكن التعامل معها يتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعة البشرة ونوع التصبغ. الليزر يمكن أن يكون علاجًا فعالًا وآمنًا، لكن بشرط أن يتم بإشراف طبيب مختص، وبعد تقييم البدائل الأنسب لكل حالة. تقنيات مثل التقشير الكيميائي والميكرونيدلينغ أثبتت فعاليتها أيضًا، خاصة إذا تم دمجها مع روتين عناية يومي مدروس.

 


🔖 حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي
🩺 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى