الاختلافات بين الرجل والمرأة.. تكامل أم صراع؟.. استشارية الصحة النفسية د.سالي غلوش توضح الفروقات
كتبت/ مي السايح

لطالما كانت الفروق بين الرجل والمرأة محل نقاش طويل يمتد منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا. هذه الفروق التي تشمل الجوانب البيولوجية والنفسية والاجتماعية لا تعني بالضرورة تفوق جنس على الآخر، بل تشير إلى طرق مختلفة في التفكير والتفاعل مع الحياة.
فبينما تميل المرأة إلى التعبير عن مشاعرها والبوح بما تشعر به، نجد الرجل أكثر ميلاً إلى الصمت أو التحكم في عواطفه، وهو ما يخلق أحيانًا فجوة في الفهم المتبادل داخل العلاقات الإنسانية.
حوار خاص مع الدكتورة سالي غلوش: كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) على حياتنا وكيفية التعافي منه؟
الفروق البيولوجية والنفسية
أوضحت الدكتورة سالي غلوش استشارية الصحة النفسية بجامعة ليدز، في مناقشة لها في جامعة الإسكندرية، أن ظهرت دراسات علم الأعصاب أن الرجال والنساء يختلفون في المعالجة العاطفية؛ فالرجال يظهرون استجابات عصبية في القشرة البصرية للدماغ، مما يساعدهم على إبعاد التأثير العاطفي للصور عن وعيهم، في حين تحتفظ النساء بمشاعرهن بدرجة أكبر نتيجة نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن الإحساس والعاطفة.
كذلك، في مجال الذاكرة، أثبتت الأبحاث أن النساء أكثر قدرة على تذكر الصور الإيجابية واسترجاع التفاصيل بدقة، بينما يتفوق الرجال في المهام الحركية والقدرات المكانية. أما على مستوى التعرف على الانفعالات، فالنساء يمتلكن قدرة أعلى على فك الشفرة غير اللفظية وقراءة لغة الجسد.
وأوضحت غلوش، أن هذه الاختلافات ليست نقاط قوة أو ضعف، بل سمات طبيعية صُممت لتكمل بعضها البعض، وتقول: “الفروق النفسية بين الرجل والمرأة ليست تنافسية، بل تكاملية، فالرجل يميل إلى التفكير التحليلي بينما تبرع المرأة في التفاصيل والانتباه للمشاعر، وهذا التوازن ضروري لاستمرار العلاقات.”
استشارية الصحة النفسية د. سالي غلوش تكشف أسرار التوازن النفسي في حوار خاص مع طب توداي
الاختلافات في التفكير والتواصل
يتضح كذلك أن الدماغ البشري يختلف في تركيبه بين الجنسين؛ حيث تكون الروابط الداخلية في دماغ المرأة أقوى، مما يمنحها قدرة أعلى على التفكير البديهي واستخلاص النتائج، بينما يميل الرجال إلى التفكير الأكثر مباشرة والتركيز على المهام العملية.
وعلى مستوى التواصل، تميل النساء إلى الحديث التفصيلي والتعبير عن المشاعر بصراحة، بينما يفضل الرجال التحدث بصورة مجردة وأكثر اختصارًا. هذه الاختلافات قد تخلق أحيانًا سوء فهم بين الطرفين، لكنها أيضًا تمنح مساحة للتكامل إذا أُديرت بحكمة.
ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
وأشارت غلوش إلى كتاب شهير “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” (1992)، حيث أشار الطبيب النفسي الأمريكي جون غراي إلى أن الفروق بين الجنسين جوهرية في تكوين الشخصية وطريقة التعبير عن المشاعر. هذا ما أكدته أيضًا دراسة نشرت عام 2019 في مجلة الشخصية، حيث وُجد أن معرفة السمات الشخصية للفرد يمكن أن تحدد جنسه بنسبة دقة وصلت إلى 85%.
د. سالي غلوش: التشخيص المبكر والعلاج السلوكي قد ينقذ المصابين باضطراب الشخصية الحدي
لكن، وعلى الرغم من هذه النتائج، يشير علماء النفس إلى أن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل السلوكيات. فالتنشئة والتجارب الحياتية قد تزيد أو تقلل من حدة هذه الفروق.
وكشفت د. سالي غلوش إن الاختلافات بين الرجل والمرأة ليست ساحة للصراع أو التفوق، بل إطار للتكامل والتوازن. فالرجل والمرأة يتشابهان في كونهما بشريين لهما نفس الاحتياجات الأساسية من الحب، الأمان، والانتماء، لكنهما يختلفان في الطرق التي يعبّران بها عن هذه الاحتياجات.
وتختم د. سالي غلوش بقولها: “العلاقات الناجحة تقوم على تقبّل الاختلافات وفهمها، لا على محاولة تغيير الطرف الآخر. حين ندرك أن التنوع بين الرجل والمرأة هو مصدر قوة، نصبح أكثر قدرة على بناء علاقات إنسانية صحية ومستقرة”.
شاهد أيضًا:
طرق علاج التصبغات الجلدية بعد الشمس مع د. ليلى خليل استشاري الجلدية والليزر
10 أسرار نفسية لبناء زواج ناجح