اطمئن على صدرك.. الصحة تدعو المواطنين للفحص المبكر عن أورام الرئة مجانًا
كتبت/ مي السايح

سرطان الرئة من أخطر أنواع السرطان، ليس لأنه الأكثر شيوعًا فقط، بل لأنه غالبًا ما يُكتشف في مراحل متأخرة بعد أن يكون قد أثّر بالفعل على وظائف الرئة وباقي أعضاء الجسم.
الحملة التوعوية التي أطلقتها وزارة الصحة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، تهدف بالأساس إلى تغيير هذه المعادلة: أن ننتقل من الاكتشاف المتأخر إلى الاكتشاف المبكر، وبالتالي إنقاذ حياة الآلاف.
ما هو سرطان الرئة؟
سرطان الرئة هو نمو غير طبيعي لخلايا خبيثة داخل نسيج الرئة؛ هذه الخلايا تبدأ في الانقسام بصورة غير منضبطة، وتكوّن أورامًا تؤثر على قدرة الرئة على القيام بوظيفتها الأساسية: تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. مع الوقت، يمكن أن ينتشر الورم إلى العقد الليمفاوية أو العظام أو الكبد أو المخ، ولذلك يعد من السرطانات شديدة الخطورة إذا لم يُكتشف مبكرًا.
الأعراض التي لا يجب تجاهلها
وزارة الصحة كشفت عن مجموعة من الأعراض المهمة، والتي قد يستهين بها البعض أو يظن أنها «دور برد» أو حساسية مزمنة، لكنها في الحقيقة قد تكون جرس إنذار مبكر:
- الكحة المستمرة وقد تكون مصحوبة بدم
كحة لا تتحسن مع الأدوية المعتادة، تستمر لأسابيع أو شهور، أو يتغير شكلها عند شخص مدخن كان معتادًا على “كحة الصبح”، يجب أن تدفعه فورًا لزيارة الطبيب. ظهور دم مع الكحة علامة خطيرة تستدعي التقييم العاجل. - ضيق التنفس
الشعور بتنهّد سريع، أو صعوبة في صعود السلم أو المشي لمسافات قصيرة بعد أن كان الشخص يؤدي هذه الأنشطة بسهولة، قد يدل على وجود مشكلة بالرئة، منها سرطان الرئة أو أمراض أخرى تحتاج تشخيصًا مبكرًا. - ألم بالعظام
أحيانًا لا تكون الشكوى الأساسية من الصدر، بل من العظام، خصوصًا الظهر أو الضلوع. ذلك لأن بعض أورام الرئة يمكن أن تنتشر إلى العظام مسببة آلامًا مزمنة لا تستجيب للمسكنات البسيطة. - فقدان ملحوظ بالوزن دون سبب واضح
النزول في الوزن بدون رجيم أو مجهود زائد، مع فقدان الشهية أو تعب عام، من العلامات التي يجب أن تُؤخذ بجدية، خاصة عند المدخنين أو من لديهم عوامل خطورة أخرى.
وجود واحد من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود سرطان، لكن تجاهلها تمامًا هو الخطأ الأكبر. الفكرة الأساسية هي: أي عرض تنفسي أو تغيّر مزعج ومستمر = يحتاج تقييم طبي مبكر.
من هم الأكثر عُرضة للإصابة؟
- المدخنون: سواء المدخن المباشر أو من يتعرض للتدخين السلبي داخل المنزل أو العمل.
- العاملون في بيئات ملوّثة بالغازات أو الغبار لفترات طويلة دون وسائل حماية.
- من لديهم تاريخ عائلي لأورام الرئة.
- مرضى الأمراض المزمنة في الجهاز التنفسي كـ”الانسداد الرئوي المزمن”.
لا يعني ذلك أن غير المدخنين في أمان كامل، لكن الخطر لديهم أقل، ومع ذلك يبقى الوعي بالأعراض والمتابعة الطبية مهمًا للجميع.
لماذا الكشف المبكر مهم؟
سرطان الرئة في مراحله الأولى يكون محدودًا داخل الرئة، وقد يمكن استئصاله جراحيًا أو علاجه بالعلاج الموجّه أو الإشعاعي بنسب نجاح أعلى بكثير. أما عند اكتشافه بعد الانتشار، تصبح الخيارات العلاجية أصعب، وترتبط بجلسات علاج كيميائي وإشعاعي طويلة، مع تأثير كبير على جودة حياة المريض.
الكشف المبكر يعني:
- فرصة أكبر للشفاء أو السيطرة على المرض.
- تجنب المضاعفات الشديدة مثل فشل التنفس أو انتشار الورم للعظام والمخ.
- تكلفة علاج أقل بكثير من المراحل المتقدمة.
دور مبادرة «اطمئن على صحتك»
مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية توفر عيادات متخصصة للكشف المبكر عن سرطان الرئة وغيره من السرطانات، مع فحص مجاني أو بتكلفة رمزية، ومتابعة منظمة للحالات المشتبه بها.
الخطوات ببساطة:
- التوجه لأقرب عيادة مشاركة في المبادرة.
- عرض الأعراض وتاريخ التدخين أو الأمراض المزمنة على الطبيب.
- إجراء الفحوص المبدئية (كشف إكلينيكي، أشعة، تحاليل).
- إذا استلزم الأمر، يتم تحويل الحالة لمراكز متخصصة لاستكمال الفحوص والعلاج.
هذه الخدمة لا تقتصر على من تظهر عليهم أعراض فقط، بل يمكن لمن لديهم عوامل خطورة عالية أن يطمئنوا دوريًا، خاصة المدخنين لفترات طويلة.
كيف تحمي نفسك؟
إلى جانب الاستفادة من خدمات الكشف المبكر، هناك خطوات أساسية لوقاية الرئة:
- الإقلاع عن التدخين: وهو أهم وأقوى قرار لصحة الرئة والقلب والمناعة بالكامل.
- تجنب أماكن التدخين المغلقة قدر الإمكان.
- استخدام وسائل حماية في أماكن العمل المعرّضة للأدخنة أو الغازات.
- الاهتمام بأي عرض تنفسي غير طبيعي وعدم التهاون فيه.
- الفحص الدوري، خاصة بعد سن الأربعين أو عند وجود تاريخ عائلي مرضي
شاهد أيضًا: وزارة الصحة تغلق مستشفى “السفارات” بمدينة نصر لمخالفة اشتراطات الترخيص




