“استشاري قلب: نمط الحياة السيئ يقتل قلوب الشباب ويسبب الموت المفاجئ .. ويجيب: لماذا ارتفعت إصابات القلب بين الشباب؟

كتبت رانيا علوي

في الماضي، كان يُنظر إلى أمراض القلب باعتبارها مشكلات صحية تهاجم الكبار فقط، خاصة من تجاوزوا سن الستين. لكن الواقع اليوم يبدو أكثر قسوة، فغرف العناية المركزة في مستشفيات القلب باتت تستقبل شبابًا في الثلاثينيات والأربعينيات، بل وأحيانًا العشرينيات، مصابين بذبحة صدرية أو جلطة قلبية!

فما الأسباب؟ وهل تغيرت أعراض القلب وأصبحت أكثر غموضًا؟ وكيف يمكن الوقاية من كارثة قلبية في سن الشباب؟

في هذا التحقيق نستعرض آراء المتخصصين ونكشف المفاجآت الطبية الجديدة حول أمراض القلب لدى الشباب، ونتحدث مع الدكتور عادل سليمان، استشاري القلب والقسطرة وجراحة القلب، الذي يكشف لنا الأسباب، وطرق الوقاية، وأهمية الفحص المبكر حتى في غياب الأعراض.


لماذا ارتفعت إصابات القلب بين الشباب؟

يشير د. عادل سليمان إلى “تحول نمط الحياة” كأخطر ما يهدد صحة القلب لدى الشباب، موضحًا أن:

“قلة الحركة، والإفراط في تناول الدهون والوجبات السريعة، والتدخين، والتوتر النفسي، كلها أصبحت سمومًا يومية تسري في حياة الشاب قبل أن يتجاوز الثلاثين”.

ويضيف:

“كنا نرى احتشاء عضلة القلب في سن الستين والسبعين.. اليوم نراه في عمر 30، وأحيانًا 25. وهذا لم يعد استثناءً بل أصبح شائعًا في العيادات وأقسام الطوارئ”.


هل تختلف أعراض الذبحة القلبية عند الشباب؟

نعم، تختلف بشكل كبير، وهذا ما يجعل التشخيص صعبًا وخطيرًا أحيانًا.
يقول د. سليمان:

“الشباب في كثير من الأحيان لا يعانون من الألم الكلاسيكي في منتصف الصدر، بل يشعرون بأعراض غريبة مثل ضيق في التنفس، أو تعب غير مبرر، أو حتى آلام في الكتف الأيسر أو الفك”.

ويؤكد أن:

“هذه الأعراض غير التقليدية تجعل الكثيرين يتجاهلونها، وقد يتوجهون لطبيب باطنة أو عظام، حتى تحدث الكارثة”.


من هم الشباب المعرضون للخطر؟

لا ينجو أحد من الخطر، لكن توجد عوامل تزيد احتمال إصابة الشباب بجلطات القلب، منها:

  • التاريخ العائلي: وجود أحد الوالدين أو الأقارب من الدرجة الأولى أصيب بمرض قلبي مبكر.
  • التدخين: سواء السجائر أو الشيشة أو حتى السجائر الإلكترونية.
  • السمنة: خصوصًا السمنة البطنية.
  • ضغط الدم المرتفع: حتى لو كان بسيطًا.
  • السكري أو مقدمات السكري.
  • نمط الحياة الخامل.
  • الإجهاد النفسي المزمن.

هل القسطرة كافية لعلاج الجلطة في سن الشباب؟

يشير د. عادل سليمان إلى أن:

“القسطرة علاج فعال جدًا في فتح الشرايين المسدودة، لكن العلاج الحقيقي لا يبدأ في غرفة العمليات، بل يبدأ من تغيير نمط الحياة بعد الجلطة”.

ويؤكد أن:

“الشاب الذي أُصيب بالجلطة يجب أن يعلم أنه أمام مفترق طرق؛ إما أن يغيّر سلوكه ويعيش سنوات طويلة بصحة جيدة، أو يستمر في الأخطاء ويفاجأ بجلطة جديدة”.


الفحص المبكر: متى نحتاجه؟

رغم أن الكثيرين يظنون أن أمراض القلب لا تُكشف إلا بعد الشعور بالأعراض، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا.
يقول د. سليمان:

“أحيانًا تكون أول أعراض القلب هي الموت المفاجئ، خاصة في الشباب. لذلك ننصح بإجراء فحص دوري إذا كان هناك عامل خطر واحد على الأقل”.

ومن أهم الفحوصات التي يمكن أن تنقذ الحياة:

  • رسم القلب
  • تحليل الدهون والسكري
  • فحص إنزيمات القلب إذا ظهرت أعراض مقلقة
  • الموجات فوق الصوتية (الإيكو)
  • اختبار الجهد

نمط الحياة.. سلاح مزدوج

يلفت د. عادل سليمان النظر إلى أن:

“كل قرار نتخذه يوميًا، من نوع الطعام إلى وقت النوم، إما يضيف لصحة قلوبنا أو يخصم منها”.

ولذلك ينصح الشباب بـ:

  • الابتعاد عن التدخين بكل أنواعه
  • تقليل تناول الدهون الحيوانية والمقليات
  • ممارسة الرياضة ولو لنصف ساعة يوميًا
  • شرب الماء بانتظام
  • النوم الجيد (7–8 ساعات)
  • التحكم في القلق والتوتر

كلمة أخيرة من طبيب القلب

يختتم د. سليمان حديثه بتحذير واضح:

“أمراض القلب لا تستأذن.. والجلطة لا تفرق بين عمر 20 أو 60. الفرق الوحيد هو الوعي، والقرار الذي تتخذه اليوم ليحمي قلبك غدًا”.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى