“ازاي تربي طفلك وتطلعيه راجل… نصائح ذهبية من د. أحمد منصور
كتبت/ سارة محمود

تربية الأبناء مسؤولية جسيمة تقع على عاتق كل أسرة، غير أن تربية الذكور على وجه التحديد تثير تساؤلات عديدة حول معنى الرجولة الحقيقي وكيفية غرسه في شخصية الطفل منذ الصغر.
ففي مجتمعاتنا العربية، يُعطى لمفهوم “الرجولة” وزن كبير، إلا أن بعض الأسر تقع في خطأ الخلط بين الرجولة الحقيقية وبين القسوة أو التدليل المفرط، وهو ما قد يؤدي إلى تشويه شخصية الابن وإبعاده عن قيم الرجولة الحقة.
في هذا السياق، يؤكد الدكتور أحمد منصور، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أن الرجولة لا تعني السيطرة أو كبت المشاعر، بل هي القدرة على تحمل المسؤولية، اتخاذ القرارات السليمة، التحلي بالرحمة، والاعتماد على النفس دون غرور أو قسوة.
منصة طب توداي: كيف تحوّل عناد طفلك إلى سلوك إيجابي؟ مع د. خالد عبد المنعم
كيف تحمي أسنان طفلك من تسوس الرضاعة؟ نصائح د. عمرو عبد الوهاب بدير
لما طفلك يقولك عايز موبايل زي صحابي .. تقوليله إيه ؟
القدوة أبلغ من الكلام
يشير د. منصور إلى أن الطفل يتعلم أكثر مما يراه لا مما يسمعه؛ فإذا كان الأب يتحدث عن الالتزام بينما حياته مليئة بالفوضى، فلن ينجح في غرس قيمة المسؤولية. كما أن للأم دورًا محوريًا في ترسيخ صورة “الرجل المحترم” داخل البيت، سواء في تعاملها مع الزوج أو الأبناء.
التربية تبدأ مبكرًا
من الأخطاء الشائعة اعتقاد بعض الأسر أن التربية تبدأ عند بلوغ الابن سن المراهقة، بينما الحقيقة أن شخصية الطفل تتشكل منذ السنوات الثلاث الأولى من عمره. في هذه المرحلة المبكرة، ينبغي تعليمه النظام، حب المشاركة، والتعبير عن مشاعره بوضوح.
التدريب على المسؤولية
غرس مفهوم الرجولة يبدأ بخطوات عملية بسيطة:
- ترتيب السرير يوميًا.
- المشاركة في تنظيم الألعاب.
- تعلم إدارة مصروفه الشخصي.
- المساعدة في أعمال المنزل بما يتناسب مع عمره.
هذه الممارسات الصغيرة تبني تدريجيًا شخصية مسؤولة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
الرحمة جزء من الرجولة
أحد المفاهيم المغلوطة المنتشرة أن التعاطف أو البكاء يتنافى مع الرجولة، بينما يؤكد د. منصور أن الرحمة هي جوهر الرجولة. يجب على الأهل تعليم الطفل أن يكون سندًا لأسرته، يعطف على الضعيف ويهتم بمشاعر الآخرين.
الحزم والحنان معًا
النجاح في التربية يقوم على التوازن بين الحزم الذي يعلّم الطفل القوانين والحدود، والحنان الذي يزرع في داخله الثقة بالنفس والأمان النفسي. الإفراط في أي منهما يؤدي إلى خلل في بناء الشخصية.
التحديات في زمن التكنولوجيا
أصبحت وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية تحديًا كبيرًا أمام الأسر، وهو ما يستلزم رقابة واعية على استخدام الأطفال للإنترنت، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة والهوايات التي تغذي شخصياتهم بعيدًا عن الانغماس الكامل في العالم الافتراضي.
تكامل أدوار الأب والأم
يرى الخبراء أن مسؤولية التربية لا تقتصر على الأب أو الأم منفردين؛ فغياب الأب أو إهماله يدفع الابن للبحث عن قدوة خارج الأسرة قد تكون سلبية، بينما القسوة الزائدة من الأم قد تترك آثارًا نفسية عميقة. الشراكة بين الوالدين هي الضمانة الحقيقية لتربية متوازنة.
القيم الدينية والأخلاقية
القيم الدينية تمثل حجر الأساس في تكوين شخصية الابن، إذ تعلّمه معنى الصدق، الأمانة، احترام الوالدين، وأهمية العبادة، ما يبني داخله ضميرًا حيًا يوجهه طوال حياته.
تربية الولد ليكون “رجلًا بحق” ليست مهمة تنجز في يوم وليلة، بل رحلة طويلة تُبنى عبر مواقف صغيرة تتجمع لتصنع شخصية متكاملة.
ويختتم د. أحمد منصور حديثه قائلاً: “إذا أردنا لأبنائنا أن يكونوا رجالاً بحق، علينا أن نمنحهم طفولة سليمة، وأن نوازن بين الحزم والرحمة، فالرجل الحقيقي ليس قاسيًا ولا متسلطًا، بل إنسان يتحمل المسؤولية ويعيش إنسانيته.”




