احتياطات واجبة لمرضى الجيوب الأنفية في عيد الأضحى
كتبت داليا عمارة

تعد فترة عيد الأضحى من المواسم التي تزداد فيها مظاهر الشواء والاحتفالات العائلية، مما يؤدي إلى كثرة تعرض الأفراد إلى دخان الشواء المتصاعد في الهواء. ورغم الأجواء الاحتفالية والسرور، إلا أن هذا الدخان يمثل خطرًا صحيًا مهمًا على الجهاز التنفسي وخاصة الأذن والأنف والحنجرة. يزداد الأمر خطورة لدى مرضى الجيوب الأنفية الذين يعانون من حساسية أو التهاب مزمن في هذه المناطق. في هذا التقرير سنناقش بالتفصيل كيف يؤثر دخان الشواء على صحة الأذن والأنف والحنجرة، ما هي الأعراض التي قد تظهر، وكيف يمكن التعامل مع هذه الاضطرابات، مع التركيز على الوقاية والعلاج المناسب.
تأثير دخان الشواء على الجهاز التنفسي العلوي
دخان الشواء يحتوي على مجموعة كبيرة من الجزيئات الضارة والمواد الكيميائية الناتجة عن احتراق الدهون واللحوم والمواد العضوية. هذه الجزيئات الدقيقة تدخل عبر الأنف والفم وتصل إلى مناطق الأذن والأنف والحنجرة، مسببة تهيجًا مباشرًا في الأغشية المخاطية.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي أو لديهم حساسية مفرطة، يكونون أكثر عرضة لتفاقم الأعراض وتدهور حالتهم الصحية عند التعرض لدخان الشواء لفترات طويلة أو بكثافة.
أعراض اضطرابات الأذن والأنف والحنجرة الناتجة عن دخان الشواء
1. الأعراض الأنفية:
-
انسداد الأنف واحتقانه نتيجة تورم الأغشية المخاطية.
-
سيلان الأنف بشكل مستمر أو متقطع.
-
العطس المتكرر، خاصة لمن يعانون من الحساسية.
-
الشعور بجفاف أو حكة داخل الأنف.
-
تفاقم أعراض الجيوب الأنفية مثل الألم والضغط في منطقة الجبهة والوجه.
2. أعراض الحنجرة:
-
التهاب واحتقان الحنجرة مما يؤدي إلى بحة في الصوت أو فقدانه مؤقتًا.
-
الشعور بالحكة أو الجفاف في الحلق.
-
السعال الجاف والمستمر بسبب تهيج الحنجرة.
-
صعوبة في البلع أو الشعور بعدم الراحة أثناء البلع.
3. أعراض الأذن:
-
أحيانًا يصل تأثير الدخان إلى الأذن الوسطى مسببا التهابًا أو انسدادًا.
-
شعور بضغط أو طنين في الأذن.
-
زيادة احتمالية الإصابة بالتهابات الأذن خاصة لدى الأطفال أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
خاصة لمرضى الجيوب الأنفية: مخاطر أكبر واحتياطات ضرورية
مرضى الجيوب الأنفية يعانون أساسًا من التهاب في تجويفات الأنف التي تحيط بالأنف والوجه، وعندما يتعرض هؤلاء المرضى لدخان الشواء، يحدث تهيج شديد في الأغشية المخاطية للجيوب الأنفية.
قد يؤدي ذلك إلى:
-
تفاقم الالتهاب المزمن، مما يسبب ألمًا شديدًا في منطقة الجبهة والوجه.
-
زيادة إفراز المخاط والتورم، مما يعيق تصريف الجيوب الأنفية ويؤدي إلى احتقان أكبر.
-
إحساس بالضغط داخل الرأس والأذن.
-
ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية بسبب تهيج الأغشية المخاطية وضعف الدفاعات المناعية.
كيفية التعامل مع اضطرابات الأذن والأنف والحنجرة الناتجة عن دخان الشواء
1. الوقاية أولًا
-
تقليل التعرض للدخان: الحرص على البقاء بعيدًا عن أماكن الشواء، أو استخدام وسائل التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة أو شبه المغلقة.
-
استخدام الكمامات: يمكن ارتداء كمامات واقية لتقليل استنشاق الدخان، خاصة للأشخاص المعرضين أو المرضى.
-
ترطيب الهواء: استخدام مرطبات الجو في الأماكن التي يتواجد بها أفراد معرضون للحساسية أو التهيج.
-
تجنب التدخين المضاف: الامتناع عن التدخين أثناء فترة الشواء لأن التدخين يزيد من تأثير الدخان السلبي.
2. العناية الشخصية عند ظهور الأعراض
-
الراحة والابتعاد عن المثيرات: عند ظهور أعراض تهيج الأنف أو الحلق، يجب الابتعاد فورًا عن مصدر الدخان.
-
شرب كميات كبيرة من السوائل: لترطيب الحلق والمساعدة في تخفيف لزوجة المخاط.
-
استخدام المحلول الملحي الأنفي: يساعد على تنظيف الأنف وترطيب الأغشية المخاطية، وهو فعال جدًا لمرضى الجيوب الأنفية.
-
تجنب المهيجات الأخرى: كالروائح القوية أو المواد الكيميائية التي قد تزيد من تهيج الأغشية المخاطية.
3. العلاجات الدوائية
-
مضادات الهيستامين: تستخدم في حالة الحساسية المصاحبة لتعرض الدخان، لتقليل العطس والحكة.
-
مضادات الالتهاب: مثل بخاخات الكورتيزون الأنفية التي تساعد في تخفيف التورم والاحتقان في الأنف والجيوب الأنفية.
-
موسعات الشعب الهوائية: في الحالات التي تترافق مع ضيق في التنفس أو الربو.
-
المسكنات: للتخفيف من ألم الجيوب الأنفية والصداع المرتبط بها.
-
العلاج بالمضادات الحيوية: عند وجود عدوى بكتيرية مؤكدة من قبل الطبيب.
نصائح خاصة لمرضى الجيوب الأنفية خلال عيد الأضحى
-
الحرص على علاج الالتهاب بشكل مبكر: عند الشعور بأي أعراض يجب مراجعة الطبيب فورًا لتلقي العلاج المناسب.
-
المتابعة الدن المزدحمة والدخان بكثافة: حتى لا تتفاقم الأعراض وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
-
استخدام بخاخات الأنف الوقائية: خاصة قبل التعرض لمصادر الدخان إذا كان ذلك ضروريًا.
متى يجب استشارة الطبيب؟
-
إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع دون تحسن.
-
حدوث حمى مصاحبة لاحتقان الأنف أو ألم في الوجه.
-
ظهور إفرازات أنفية صفراء أو خضراء مع رائحة كريهة.
-
ضعف السمع أو ألم شديد في الأذن.
-
صعوبة في التنفس أو بحة مستمرة في الصوت.