إزاي تعرف إن الدوخة سببها نفسي أو عصبي؟ د. كريم سلامة يجيب
كتبت سلوى متولي

أن تشعر بالدوخة أمر مزعج، لكن أن تعيش معها يوميًا دون تفسير طبي واضح، فهذه معاناة مضاعفة. كثير من المرضى يتنقلون بين عيادات الأذن، القلب، والباطنة، ويجرون فحوصًا عديدة – جميعها طبيعية – ومع ذلك تستمر الدوخة وتعيق حياتهم. في هذه الحالات، يكون السبب عصبيًا أو نفسيًا خالصًا، وهو ما يُعرف بـالدوخة العصبية أو الدوخة الوظيفية.
منصة “طب توداي” ناقشت هذا الملف مع د. كريم سلامة، استشاري المخ والأعصاب، الذي أكد أن “الدوخة المزمنة غير المرتبطة بخلل عضوي تُعد من الحالات المنتشرة والتي كثيرًا ما تُشخص خطأ، بينما العلاج الحقيقي يكون نفسيًا وعصبيًا، وليس دوائيًا فقط.”
🔄 ما هي الدوخة العصبية؟
الدوخة العصبية هي إحساس غير مفسر بعدم الاتزان أو دوران خفيف في الرأس، قد يستمر لثوانٍ أو لساعات، ولا يرتبط بمؤشر عضوي واضح مثل:
- مشاكل الأذن الداخلية
- اضطرابات الضغط
- فقر الدم
- أمراض القلب
ويضيف د. كريم: “يصفها المرضى أحيانًا بأنها دوار خفيف، شعور بأن الأرض غير ثابتة، أو خوف من السقوط، رغم أن التوازن الفعلي سليم.”
🧠 الأسباب العصبية والنفسية الشائعة
- القلق العام واضطرابات الهلع
- من أكثر الأسباب انتشارًا
- يرافقه خفقان، ضيق نفس، وتعرق
- قد يظهر بعد مواقف توتر مفاجئة
- الصداع النصفي الدهليزي (Vestibular Migraine)
- صداع يأتي أحيانًا بدون ألم، ولكن مع دوخة، غثيان، وحساسية للضوء
- يصيب النساء بشكل أكبر
- اضطراب الإدراك الحسي المزمن (PPPD)
- حالة موصوفة حديثًا
- يعاني فيها المريض من شعور دائم بعدم الاتزان
- يزداد في الأماكن المفتوحة أو المزدحمة
- مشكلات الجهاز العصبي المركزي (نادرة)
- مثل التصلب المتعدد أو نقص التروية الدماغية
- تظهر معها أعراض أخرى مثل ضعف الأطراف أو ازدواج الرؤية
🧪 لماذا تظهر الفحوص طبيعية رغم استمرار الدوخة؟
الدوخة العصبية لا تُسبب تغيرًا واضحًا في رسم المخ أو الأشعة أو تحاليل الدم، لأنها اضطراب في طريقة تفسير الدماغ للإشارات الحسية، لا خللًا في الجهاز نفسه. وهذا ما يجعل المريض يشعر بالدوار رغم أن أذنه، عينه، وضغطه… جميعها سليمة.
❓ متى نشتبه أن السبب نفسي أو عصبي؟
تشير “نصائح طب توداي” إلى أن الدوخة تكون عصبية أو نفسية إذا:
- استمرت لأكثر من 3 أشهر دون سبب عضوي واضح
- ازدادت في المواقف الاجتماعية أو عند التوتر
- كانت مصحوبة بأعراض مثل: تنميل الأطراف، القلق، أو اضطرابات النوم
- تحسنت مع العلاج النفسي أو جلسات الاسترخاء
🩺 خطوات التشخيص الدقيقة
يؤكد د. كريم أن التشخيص السليم هو مفتاح العلاج، ويتضمن:
- استبعاد الأسباب العضوية (الأذن، القلب، الضغط، فقر الدم)
- إجراء اختبار التوازن واختبار “رومبيرغ”
- تصوير المخ إذا استمرت الأعراض بشكل غريب أو ظهرت أعراض عصبية مصاحبة
- تقييم نفسي إذا وُجد تاريخ من القلق أو نوبات الهلع
💊 كيف تُعالج الدوخة العصبية؟
1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
يُعد من أنجح الأساليب العلاجية، ويهدف إلى:
- كسر حلقة الخوف – التوتر – الدوخة
- إعادة تدريب الدماغ على تفسير الإشارات بشكل سليم
- تقليل التركيز المفرط في الإحساس بعدم الاتزان
2. تمارين التوازن وإعادة التأهيل الحسي
- تُستخدم لتحسين ثقة المريض في حركته
- تقلل الاعتماد المفرط على البصر والشعور الداخلي بالحركة
3. الأدوية (حسب الحالة):
- أدوية مضادة للقلق مثل SSRI
- أحيانًا مسكنات خفيفة أو مضادات للدوخة لفترات قصيرة
🧘♂️ هل يمكن أن تساعد تمارين التنفس والتأمل؟
نعم، وبشكل لافت. توضح “نصائح طب توداي” أن التمارين التالية تُساعد بشكل كبير:
- التنفس العميق من البطن
- تأمل اليقظة (Mindfulness)
- تمارين الإطالة والتنفس صباحًا
- تقنيات Grounding التي تربط الشخص بالواقع الحسي
💡 قصص حقيقية من العيادات
يقول د. كريم: “الكثير من المرضى يعودون إلى حياتهم الطبيعية بعد أشهر من العلاج النفسي والتمارين، رغم أنهم اعتقدوا أن حالتهم مستعصية. كل ما يحتاجونه هو تشخيص صحيح، وصبر على خطة العلاج.”
✅ خلاصة “نصائح طب توداي”:
- الدوخة العصبية حالة حقيقية وليست وهمًا نفسيًا
- لا تُشخّص إلا بعد استبعاد الأسباب العضوية
- العلاج السلوكي وتمارين التوازن أثبتا فعالية كبيرة
- لا تفرط في الفحوص أو تغير الأطباء، بل اطلب تقييمًا متخصصًا
- لا يوجد دواء سحري، بل برنامج علاجي متكامل
🧠 منصة “طب توداي”… حيث تبدأ رحلة الاتزان
“طب توداي” هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية، تجمع بين المعلومة الطبية الموثوقة والأسلوب المبسط، لتكون مرجعك الأول في فهم الأعراض المعقدة، ومفتاحك لراحة البال والجسد.