أنت لا تُولد بالسرطان .. أنت تصنعه بجسمك من خلال هذه العادات
كتبت - منى دياب

أكد الدكتور وليد شوقي إن أغلب السرطانات ليست أمراضًا قدرية يولد بها الإنسان، بل هي نتيجة لتعرّض الخلايا لفترات طويلة لظروف غير طبيعية تُجبرها على التكيف بطريقة خطيرة، فتتحول إلى خلايا شاذة سريعة الانقسام، وهي ما نعرفه بالسرطان.
كيف يبدأ السرطان؟
يوضح د. شوقي أن الخلية الطبيعية قد تغيّر طبيعتها إذا تعرضت لتهيّج مستمر يجعلها غير قادرة على أداء وظيفتها. ومع الوقت تسعى هذه الخلية إلى التكيّف مع الظروف الجديدة، لكنها تتحول إلى نوع آخر من الخلايا لا ينتمي للأنسجة الأصلية، ومع زيادة الانقسام تتحول إلى ورم سرطاني.
أمثلة شائعة للتهيّج المستمر
- سنّ مكسورة: قد تحتكّ باستمرار باللسان، فيحاول نسيج اللسان التكيف ويتحول تدريجيًا إلى خلايا شبيهة بخلايا الجلد، مما يرفع خطر الإصابة بسرطان الفم.
- المشروبات شديدة السخونة: شرب سوائل مغلية يضر بطانة المريء ويجعلها تتحور، وهو ما قد يؤدي إلى سرطان المريء.
- التهاب الكبد المزمن: الفيروسات الكبدية مثل B وC تسبّب تهيّجًا مستمرًا في الخلايا الكبدية وقد تتطور إلى سرطان الكبد.
- الارتجاع الحمضي المزمن: الحمض الذي يرتد من المعدة إلى المريء يغيّر طبيعة بطانته لتصبح شبيهة ببطانة المعدة، ما يرفع احتمال تحولها إلى خلايا سرطانية.
- العلاجات الهرمونية الخاطئة: قد تؤثر سلبًا في أنسجة الثدي أو المبيض وتزيد خطر التحول السرطاني.
- النظام الغذائي غير الصحي: الإفراط في الصوديوم واللحوم المصنعة يزيد خطر سرطان المعدة والقولون.
- التدخين: يحتوي على عشرات المواد المسرطنة التي تُحدث تغييرات جينية في الخلايا.
هل للوراثة دور؟
يؤكد د. شوقي أن العوامل الوراثية تمثل نسبة صغيرة من حالات السرطان. ومع ذلك، فإن من لديهم تاريخ عائلي مع المرض يمكنهم إجراء فحوص جينية دورية ومتابعة طبية دقيقة لاكتشاف أي تغيرات مبكرًا.
الوقاية هي السلاح الأقوى
يبشّر د. شوقي بأن الخلايا المتهيّجة يمكنها العودة إلى طبيعتها إذا أُزيل السبب في الوقت المناسب، أي قبل تحوّلها إلى سرطان. لذا، يُنصح بالتدخل المبكر مثل:
- معالجة السن المكسورة أو القرحة المزمنة.
- تجنّب المشروبات شديدة السخونة.
- علاج الالتهابات المزمنة مثل فيروس الكبد.
- التوقف عن التدخين فورًا.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن.
- مراجعة الطبيب عند وجود أعراض غير مفسَّرة أو مستمرة.
ويضيف: “ما دام التحول السرطاني لم يحدث بعد، يمكن إنقاذ الخلية وعودتها سليمة. الخطر يبدأ حين تتحول بالفعل إلى سرطان، عندها يصبح العلاج معقدًا.”
رسالة أمل
يختم د. وليد شوقي حديثه لـ “طب توداي” برسالة تحفيزية:
“ابدأ من الآن، أصلح السبب، ولا تخشَ السرطان.
إذا منعت التهيّج المزمن للخلايا، فأنت تقطع الطريق أمام المرض قبل أن يبدأ.”




