مصر تنضم إلى الدول القليلة التي تنجح في إعادة الرحم إلى مكانه بعد العلاج الإشعاعي للحفاظ على الخصوبة

في خطوة طبية مبتكرة، نجح فريق طبي في مصر في إجراء عملية لإعادة الرحم إلى مكانه الطبيعي بعد العلاج الإشعاعي، في واحدة من الحالات النادرة التي يتم فيها تطبيق هذا الإجراء في البلاد.

ويُعتبر هذا النوع من العلاج من أحدث التقنيات العالمية التي تهدف إلى حماية الخصوبة لدى النساء المصابات بالأورام، ويُعد بمثابة تطور مهم في علاج سرطان النساء.

خلال العلاج الإشعاعي، يتم نقل الرحم إلى منطقة أعلى في البطن لحمايته من التأثيرات السلبية للإشعاع، وهي عملية قد تبدو معقدة، إلا أن فريقاً من الأطباء المتميزين نجحوا في إعادة الرحم إلى مكانه الأصلي بعد انتهاء العلاج.

هذه التقنية تساهم في الحفاظ على صحة الرحم ووظائفه الحيوية، وهو ما أظهرته نتائج الأشعة التي أظهرت أن شرايينه وأوردته تعمل بشكل طبيعي وتضخ الدماء بكفاءة.

ما يميز هذه الحالة هو أنها تمثل المرة الثالثة في مصر التي يتم فيها تطبيق هذه التقنية الجديدة، ففي المنصورة تم إجراء حالتين ناجحتين، وفي أسيوط تم إجراء حالة أخرى مماثلة.

تعتبر مصر بذلك من الدول القليلة التي تتيح هذا النوع من العلاج المتقدم، والذي لم يُجرَ إلا في عدد قليل من الدول مثل الولايات المتحدة، البرازيل، إيطاليا، وإسبانيا.

وفي حديث مع الأطباء المعنيين، أكدوا أن هذه التقنية تعد قفزة علمية كبيرة في مجال الحفاظ على الخصوبة، خاصة للنساء اللاتي يعانين من الأورام. فقد تمكّن الأطباء من الحفاظ على خصوبة المريضات بينما يعالجون الأورام، وهو أمر يعد تقدماً كبيراً في الطب النسائي.

وأضاف الفريق الطبي أن الورقة البحثية التي تم إعدادها عن ثلاث حالات مختلفة، جاهزة الآن للمراجعة والنشر في المجلات الطبية العالمية، مما يسهم في نشر المعرفة عن هذه التقنية في الأوساط الطبية.

توجه الفريق الطبي بالشكر للمريضات اللواتي وثقن بهم لإجراء هذا العلاج المبتكر، وأكدوا أن هذه التقنية الجديدة تتطلب فهماً واسعاً من الجميع، حيث لا يزال هناك العديد من البلدان التي لم تتبنى هذه الطريقة بعد، كما قدموا شكرهم للجنة الأخلاقيات بكلية طب المنصورة، ولمركز الأورام بالجامعة، بالإضافة إلى زملائهم في جراحة الأورام النسائية ووحدة أورام النساء بكلية طب أسيوط، الذين كانوا جزءاً أساسياً في نجاح هذه العمليات.