كيف يتحول الخوف من زيادة الوزن إلى اضطراب أكل خطير؟.. طب توداي يوضح أعراض البوليميا
كتبت/ شهد عبدالرحمن
تجاوزت السمنة مرحلة كونها مجرد “مشكلة صحية”، لتتحول إلى هاجس عالمي؛ إذ تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من السمنة، من بينهم 650 مليون بالغ، و340 مليون مراهق، و39 مليون طفل، ويتوقع أن يصل نحو 167 مليون إنسان إلى حالة صحية متدهورة بحلول 2025 نتيجة زيادة الوزن.
لكن المفارقة المثيرة أن الخوف من السمنة يتنامى بنفس المعدل تقريباً. هذا الخوف الذي يعرف طبياً بـ “رهاب السمنة” (Obesophobia)، أصبح أحد الاضطرابات النفسية المرتبطة بالصورة الجسدية والوزن، خاصة عند النساء والفتيات في مرحلة المراهقة والشباب.
يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم الأعراض والعواقب المرتبطة برهاب السمنة، إلى جانب طرق التعامل معه.
شاهد: ازاي تخلي جسمك منحوت بعد الولادة؟ .. نصائح طب توداي لخسارة الوزن واستعادة الرشاقة
التوابل السحرية لحرق الدهون.. كيف تساعدك بهارات مطبخك على خسارة الوزن بطرق طبيعية وآمنة؟
ما هو رهاب السمنة؟
رهاب السمنة هو خوف مبالغ فيه وغير منطقي من زيادة الوزن أو من الأشخاص الذين يعانون من البدانة. قد يبدو في البداية مجرد قلق عابر، لكنه سرعان ما يتحول إلى هاجس يومي ينعكس على الحياة الاجتماعية والنفسية، ويرتبط غالباً باضطرابات الأكل مثل “الشره المرضي” أو “فقدان الشهية العصبي”.
الأعراض الشائعة لرهاب السمنة
الأشخاص المصابون بهذا الرهاب لا يتوقفون عند القلق فقط، بل تظهر عليهم أعراض جسدية ونفسية قد تشبه نوبات الهلع، ومن أبرزها:
• القشعريرة المفاجئة.
• الدوخة وفقدان الاتزان.
• التعرق المفرط.
• خفقان وتسارع ضربات القلب.
• الغثيان واضطرابات المعدة.
• ضيق التنفس والشعور بالاختناق.
هذه الأعراض تجعل المصاب يعيش في دائرة مغلقة من الخوف والقلق المستمر، حتى دون وجود سبب واقعي لزيادة الوزن.
العواقب: من العزلة الاجتماعية إلى البوليميا
لا تتوقف خطورة رهاب السمنة عند القلق فقط، بل قد يقود إلى عواقب نفسية وجسدية أخطر، أبرزها.
• العزلة الاجتماعية: خوف المصاب من الاندماج بسبب صورة جسده.
• الاكتئاب والقلق المزمن: نتيجة التفكير المستمر في الوزن والمظهر.
• اضطرابات الأكل: مثل البوليميا (الشره المرضي العصبي)، حيث يدخل الشخص في دائرة مفرغة من الإفراط في تناول الطعام ثم التخلص منه عن طريق التقيؤ أو الممارسات القاسية مثل الصيام المفرط والرياضة العنيفة. هذا الاضطراب يترك آثاراً خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية.
العواقب الأخطر من الأعراض
قد يظن البعض أن المشكلة تنحصر في الأعراض الجسدية، لكن الخطر الحقيقي يكمن في العواقب النفسية والاجتماعية. رهاب السمنة قد يقود إلى:
• عزلة اجتماعية نتيجة الخوف من تقييم الآخرين.
• الاكتئاب واضطرابات المزاج.
• اضطرابات الأكل مثل التقيؤ المتعمد أو الإفراط في الحمية الغذائية.
• تدهور الصحة الجسدية بسبب فقدان العناصر الغذائية الأساسية.
كيف تتعاملين مع رهاب السمنة؟
التعامل مع هذا النوع من الرهاب يبدأ من الداخل، من طريقة نظر الإنسان إلى نفسه. بعض النصائح التي يقدمها الأطباء النفسيون:
• التركيز على احترام الذات بعيداً عن الوزن أو الشكل الخارجي.
• طلب الدعم النفسي من مختصين عند الحاجة.
• ممارسة الرياضة من أجل الصحة لا من أجل “المظهر فقط”.
• إدراك أن الوزن مجرد رقم لا يحدد قيمتك ولا مكانتك الاجتماعية.
