عايزاها حتة لحمة حمرة.. أم ترفض إجهاض طفلتها رغم توقع الأطباء فشل كليتيها
كتبت/ مي السايح

رواية إنسانية مؤثرة ترويها أم عن رحلة حملها بابنتها «آرام»، بين تقارير طبية قاتمة تدعو إلى الإجهاض، وإيمان عميق اختار الصبر والتوكل على الله، لتنتهي الحكاية بنجاة طفلتها واحتفالها اليوم بعيد ميلادها السابع.
تقول الأم إنها خلال فترة الحمل خضعت لفحوصات طبية أظهرت، بحسب الطبيبة المعالجة، أن الجنين معرض بنسبة عالية لأن تُولد بكليتين معطلتين، وأن الأطباء يوصون بإنهاء الحمل في أسرع وقت.
“قالت الطبيبة: الصورة تشير إلى أن احتمال أن تولد ابنتك بكليتين معطلتين عالٍ جدًا.. ويجب عليكم أن تقوموا بإجهاض”.
تضيف الأم أنها في البداية تأثرت برأي الأطباء، وبدأت تميل إلى فكرة الإجهاض، رغم معرفتها بمخالفة ذلك للشرع ورفض والدة الطفلة (الجدة) لهذا القرار.
تقول: تخيلت معاناة طفلة صغيرة تخضع لجلسات غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعيًا، وتمنيت أن أرحمها من هذا الألم، وظننت – في لحظة ضعف – أني أرحم بها من خالقها.
وتتابع: “اتصلوا بي من المستشفى لأخذ القرار النهائي.. كنت قد عزمت في داخلي على الإجهاض، ثم جاءني خاطر قوي: هذا ابتلاء، فهل سأصبر أم سأقتل روحًا؟”
في تلك اللحظة الفارقة، غيّرت الأم قرارها تمامًا، وعندما اتصلت بها المستشفى تنتظر الرد النهائي قالت لهم جملة أصبحت عنوانًا لقصة حياتها مع ابنتها: “أريدها لو كانت مجرد قطعة لحم”
تقول الأم إن المتحدثة من المستشفى صدمت من ردها وحاولت إقناعها بالإجهاض مجددًا، لكنها حسمت الموقف قائلة: “قُضي الأمر، لا تتصلي مرة أخرى بخصوص هذه القضية”
شاهد أيضًا: نجاح ولادة قيصرية لحالة حرجة في كلية طب قصر العيني باستخدام جهاز الإيكمو
بعد أشهر من القلق والترقب، وبينما كانت على بعد شهر واحد فقط من موعد الولادة، خضعت لفحوصات جديدة. هذه المرة كانت النتائج مختلفة؛ إذ تبين أن المشكلة تتركز في إحدى الكليتين فقط، بينما الكلية الأخرى تعمل بكفاءة عالية، ما أثار دهشة لجنة الأطباء التي اجتمعت معهم لمراجعة الحالة.
المفاجأة الأكبر يوم الولادة
تروي الأم أن المفاجأة الحقيقية لم تكن قبل الولادة، بل بعدها؛ فحين وُلدت «آرام» أظهرت الفحوص أن الكليتين تعملان بشكل طبيعي وعلى أفضل وجه، في تناقض كامل مع التوقعات الأولى التي بُنيت عليها توصيات الإجهاض.
تقول الأم: “عندما ولدت كانت الكليتان تعملان على أفضل وجه.. وهنا كانت الصدمة الأكبر للأطباء، لكن ما كان ذلك على الله بعزيز”
شاهد أيضًا: احذري من ممارسة العلاقة الحميمة بعد الإجهاض
وتضيف أنها كلما تذكرت أنها فكرت يومًا في إنهاء حياة طفلتها، شعرت بثقل الذنب: “هذه قصة العشق التي بيني وبين ابنتي آرام.. كلما أتخيل أني فكرت أني كنت سأقتلها أستغفر ربي وأضمها حتى أكاد أن أخنقها من شدة الحب”
اليوم، وبعد مرور سبع سنوات على تلك التجربة القاسية، تحتفل «آرام» بعيد ميلادها السابع، لتبقى قصتها رسالة أمل لكل أم وأب يمرون بظروف مشابهة، بين تقارير طبية مقلقة وخوف على مستقبل الجنين، وبين قلب يتشبث بالرجاء والدعاء.




