فيديو “الحرم المكي” يشعل الجدل.. تحرك رسمي مصري وسعودي بعد واقعة الإعتداء على معتمر من رجل الأمن
كتبت/ مي السايح

أثار مقطع فيديو متداول يظهر الإعتداء على معتمر مصري داخل الحرم المكي الشريف من إحدى رجال الأمن، ويمسك بيد سيدة بقوة لدفعها إلى الوقوف ومغادرة موقعها داخل الحرم، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وسط مطالبات بتوضيح ملابسات الواقعة التي أثارت تعاطفاً واستنكاراً في آن واحد.
وفي أول رد رسمي، أعلن السفير حداد الجوهري، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، أن وزارة الخارجية المصرية تتابع الواقعة باهتمام بالغ.

وقال الجوهري في تصريحات صحفية إن الوزارة وجهت السفارة المصرية في الرياض والقنصلية العامة في جدة بالتواصل مع السلطات السعودية الشقيقة “لاستجلاء ملابسات الحادثة”، مشيراً إلى أن الجهات المعنية في القاهرة على تواصل مستمر مع نظيراتها في المملكة “لمتابعة التطورات أولاً بأول”.
من جانبها، أكدت قوات الأمن العام السعودية أن “القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة” باشرت ضبط أحد المخالفين للتعليمات داخل الحرم المكي، وبدأت اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، بعد أن أظهر المقطع المنتشر على الإنترنت تعامل رجل أمن مع مجموعة من المعتمرين بشكل أثار الجدل.
وبحسب الفيديو، ظهر الشرطي وهو يمسك بيد سيدة بقوة لدفعها عن أحد المواقع داخل الحرم، ثم دفع معتمراً مصرياً حاول التدخل، لتنشب مشادة كلامية قصيرة التقطتها عدسات الزوار وانتشرت سريعاً عبر منصات التواصل.
موقف رئاسة شؤون الحرمين
وفي أول تعليق رسمي من داخل الحرم، شدد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، على أن أمن الحرمين وسلامة قاصديهما “خط أحمر لا يمكن تجاوزه”، مشيراً إلى أن الحفاظ على النظام داخل الحرمين مسؤولية جماعية وواجب شرعي.
وقال السديس إن الالتزام بتعليمات الأمن والمنظمين في الحرمين هو “عبادة وقربة إلى الله تعالى”، لأنه يسهم في حفظ الأرواح وصون المقدسات وضمان سلامة الجميع، مؤكداً أن المملكة أخذت على عاتقها حماية الحرمين وخدمة قاصديهما من كل أنحاء العالم.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
وشهد المقطع المتداول تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت التعليقات بين من اعتبر تصرف رجل الأمن “غير لائق” ويستدعي المحاسبة، وبين من رأى أن الفيديو “قُطع من سياقه” وأن رجال الأمن يؤدون مهامهم الصعبة لحماية النظام داخل الحرم.
ولا تزال السلطات المصرية والسعودية تتابع التحقيقات للوقوف على كامل تفاصيل الواقعة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى نتائج التحقق الرسمي المنتظر إعلانها خلال الأيام المقبلة.




