من غير فرشة ولا معجون.. ليه الحيوانات مش بيجيلها تسوس أسنان؟
كتبت/ مي السايح

بينما نحرص يوميًا على تفريش أسناننا واستخدام غسول الفم وزيارة طبيب الأسنان من حين لآخر، نجد أن الحيوانات سواء المفترسة أو الأليفة أو حتى العاشبة لا تقوم بأي من هذه الطقوس، ومع ذلك نادرًا ما تعاني من تسوّس الأسنان كما يحدث مع البشر.
يستعرض لكم “طب توداي” الأسباب العلمية وراء هذه المفارقة الغريبة، التي تثير تساؤلات ملايين من محبي الحيوانات والمهتمين بصحة الفم.
النظام الغذائي هو كلمة السر
السبب الأول والأهم يعود إلى طبيعة غذاء الحيوانات، والتي تختلف تمامًا عن النظام الغذائي البشري المعاصر، الحيوانات البرية تتغذى على لحوم طازجة أو نباتات طبيعية خالية من السكريات والمواد الصناعية، وهي العناصر الرئيسية التي تتغذى عليها بكتيريا الفم المسببة للتسوس.
كما أن البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان تعتمد بشكل أساسي على السكريات، وكلما زاد استهلاك الإنسان للأطعمة المحلاة أو المصنعة، زادت فرص تآكل المينا وظهور الثقوب.
اللعاب الطبيعي.. معقم بيولوجي
يمتاز لعاب الحيوانات بخصائص مميزة تختلف عن البشر، حيث يلعب دورًا فعالًا في تنظيف الفم بشكل طبيعي، ويحتوي على مركبات قادرة على مقاومة البكتيريا.
واللعاب عند بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط يحتوي على إنزيمات مطهّرة ودرجة حموضة مختلفة، مما يخلق بيئة فموية أقل عرضة لتكاثر البكتيريا الضارة.
الأكل الخشن ينظف الأسنان طبيعيًا
بينما يتناول البشر أطعمة طرية ومصنعة غالبًا، تتغذى الحيوانات على طعام خشن أو مليء بالألياف، مما يساهم بشكل مباشر في تنظيف الأسنان ميكانيكيًا أثناء المضغ.
فالمفترسات مثل الأسود تأكل العظام والأنسجة القاسية، والعاشبات مثل الأبقار تأكل الحشائش الجافة، وهو ما يوازي استخدام الفرشاة بطريقة غير مباشرة.
مش كل الحيوانات محظوظة
ورغم أن الحيوانات البرية نادرًا ما تصاب بمشكلات الأسنان، إلا أن الحيوانات الأليفة التي تعيش داخل المنازل وتتناول أطعمة مصنعة قد تعاني من تسوّس الأسنان أو التهابات اللثة، خاصة إذا لم يتم العناية بها بشكل دوري.
لذلك، تلجأ بعض العيادات البيطرية إلى تنظيف أسنان الحيوانات الأليفة أو تقديم ألعاب وأطعمة مخصصة للحفاظ على صحة الفم لديها.