معجزة ربانية تنقذ سيدة من موت محقق بعد نزيف استمر 9 ساعات بمستشفى المطرية التعليمي

كتبت/ مي السايح

في واقعة نادرة وصفها الأطباء بأنها “معجزة ربانية بكل المقاييس”، نجت سيدة تبلغ من العمر 32 عامًا من موت محقق بعد نزيف حاد استمر أكثر من 9 ساعات خلال عملية ولادة قيصرية معقدة بمستشفى المطرية التعليمي في القاهرة، عقب إصابتها بـ”مشيمة ملتصقة” امتدت إلى جدار الرحم والمثانة البولية، وهي من أخطر الحالات في طب النساء والولادة.

كانت المريضة — وهي أم لخمسة أطفال سبق أن خضعت لعمليات قيصرية سابقة — قد تم حجزها بقسم النساء والولادة تحسبًا لحدوث نزيف مفاجئ في أي وقت، نظرًا لتشخيص الأطباء بوجود مشيمة ملتصقة بالمثانة والأوعية الدموية الرئيسية للحوض، وهي حالة تهدد الحياة بنسبة وفاة تقارب 100٪ أثناء أو بعد العملية، بحسب الفريق الطبي.

وفي صباح يوم الأحد، تعرضت المريضة لنزيف مفاجئ، ليتم نقلها فورًا إلى غرفة العمليات الساعة العاشرة صباحًا. خضعت المريضة لتخدير كلي، وتمت عملية ولادة قيصرية ناجحة خرج منها الجنين بصحة جيدة ولم يحتج إلى الحضانة، تلاها استئصال كامل للرحم والمشيمة الملتصقة بعد أن سببت إصابات خطيرة في المثانة البولية وشبكة الأوعية الدموية المحيطة بها.

استمرت العملية تسع ساعات كاملة (من العاشرة صباحًا حتى السابعة مساءً)، وتعرضت خلالها المريضة لنزيف حاد فاق كل التوقعات، إذ بلغ ما فقدته من دم أكثر من 10 لترات، تم جمعها في الفوط الجراحية، وأجهزة الشفط، وعلى أرضية غرفة العمليات.

ونظرًا لأن فصيلة دم المريضة كانت من الفصائل النادرة، لم يتوافر منها سوى 4 أكياس في بنك الدم بالمستشفى، فتمت الاستعانة ببنوك دم خارجية لتوفير باقي الكميات اللازمة لإنقاذ حياتها.

ووفقًا للفريق الطبي، تم نقل 8 أكياس دم من فصيلتها، وكيس من فصيلة O سالب، و12 كيس بلازما، و24 وحدة صفائح دموية، إلى جانب محاليل مختلفة لتعويض النزيف الحاد، حتى استقرت العلامات الحيوية للمريضة في نهاية العملية.

وبعد الإفاقة من التخدير، نُقلت المريضة إلى العناية المركزة بحالة مستقرة دون الحاجة إلى جهاز تنفس صناعي — وهو ما اعتبره الأطباء أمرًا خارقًا للعادة. وبعد يومين، خضعت المريضة لجراحة ثانية لاستخراج 8 فوط جراحية كانت قد وُضعت لوقف النزيف أثناء العملية الأولى.

شاهد أيضًا: بعد تزايد حالات سرطان عنق الرحم المتأخرة.. أطباء يطالبون الدولة بإدراج تطعيم الورم الحليمي ضمن البرنامج القومي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى