“مش لوحده أبدًا.. دور الأسرة الذهبي في دعم الطفل المتوحد نفسيًا وسلوكيًا”

كتبت - ماجدة سامح

التوحد ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة تحتاج إلى رعاية وفهم ودعم حقيقي. وبحسب ما ذكرته منصة “طب توداي”، فإن الدور الأسري يمثل حجر الزاوية في حياة الطفل المتوحد، حيث تسهم الأسرة في تشكيل عالمه، تعزيز قدراته، وتذليل العقبات أمامه. فكيف يمكن للأسرة أن تصبح الداعم الأول؟ وكيف تؤثر تصرفاتهم ومواقفهم على سلوك الطفل ومهاراته الاجتماعية والمعرفية؟


ما هو اضطراب التوحد؟

التوحد أو اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) هو حالة تؤثر على التطور العصبي للطفل، وتؤدي إلى صعوبات في التواصل، التفاعل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة. ويظهر عادة في السنوات الثلاث الأولى من العمر.

وبحسب منصة “طب توداي”، فإن التشخيص المبكر والدعم الأسري يشكلان عاملًا فارقًا في تحسين جودة حياة الطفل المتوحد، وزيادة فرصه في الاندماج والتعلم.


الأسرة هي خط الدفاع الأول

تلعب الأسرة دورًا حيويًا منذ لحظة الشك في سلوكيات الطفل وحتى سنوات العلاج الطويلة. وتوضح “طب توداي” أن الأسرة هي من تلاحظ الأعراض المبكرة مثل تأخر النطق، الانعزال، أو التصرفات المتكررة، مما يدفعها لطلب المساعدة الطبية والتشخيص السليم.

وبعد التشخيص، تصبح الأسرة الجسر الحقيقي بين الطفل والعالم، وهي من تتحمل العبء الأكبر في تقديم الرعاية اليومية وتطبيق التعليمات العلاجية.


أشكال دعم الأسرة للطفل المتوحد

  1. الدعم العاطفي والنفسي:
    يحتاج الطفل المتوحد إلى بيئة مليئة بالحب والقبول. يجب أن يشعر أنه ليس مختلفًا أو مرفوضًا. فالدعم العاطفي ينعكس على ثقته بنفسه، ويشجعه على التعبير والتفاعل.
  2. المشاركة في جلسات العلاج:
    كثير من البرامج العلاجية تتطلب تعاون الأسرة، خاصة جلسات تحليل السلوك التطبيقي (ABA) أو علاج النطق. ووجود أحد الوالدين أثناء الجلسات يساعد على استمرار نفس النمط السلوكي في المنزل.
  3. تهيئة المنزل:
    بحسب “طب توداي”، فإن تهيئة المنزل بطريقة تساعد الطفل على الفهم والتركيز مثل استخدام الجداول المصورة، والتقليل من المحفزات البصرية والضوضاء، تسهل على الطفل فهم روتينه اليومي.
  4. التدريب والتثقيف الأسري:
    لا يمكن للأسرة أن تدعم طفلها المتوحد بفعالية دون معرفة كافية بالاضطراب. لذا تنصح منصة “طب توداي” بضرورة حضور ورش العمل، والاطلاع على المواد التعليمية التي تشرح كيف يتعاملون مع نوبات الغضب، وكيف يحفزون اللغة والتواصل.
  5. التعاون مع المدرسة والمعالجين:
    الأسرة ليست وحدها في هذه الرحلة. بل يجب أن تتعاون مع كل من المعلمين، الأخصائيين النفسيين، وأطباء الأطفال. هذا التعاون يضمن توحيد أسلوب التعامل وتحقيق نتائج أفضل.
  6. توفير أنشطة ترفيهية مناسبة:
    الأنشطة مثل الرسم، الموسيقى، واللعب الحسي ليست ترفًا بل وسيلة لتفريغ الطاقة، وتعليم مهارات جديدة. ويمكن للأسرة أن تكتشف نقاط قوة الطفل وتبني عليها.

التحديات التي تواجه الأسرة

رغم الدور العظيم الذي تقوم به الأسرة، إلا أن الواقع مليء بالتحديات:

  • الإجهاد النفسي والجسدي:
    تربية طفل متوحد تتطلب طاقة مضاعفة، وتُعرض الأهل للضغط المستمر والقلق بشأن المستقبل.
  • نظرة المجتمع:
    تؤكد منصة “طب توداي” أن غياب الوعي المجتمعي عن التوحد يُشكل عبئًا إضافيًا على الأسرة، خاصة مع التعليقات الجارحة أو التمييز.
  • تكلفة العلاج:
    غالبًا ما تكون جلسات العلاج والسلوك والتخاطب باهظة، مما يشكل تحديًا اقتصاديًا للأسر متوسطة ومحدودة الدخل.
  • إهمال باقي أفراد الأسرة:
    في كثير من الحالات، يتركز كل الاهتمام على الطفل المتوحد، مما يخلق فجوة مع الإخوة والأخوات ويؤثر على تماسك الأسرة.

نصائح طب توداي للأسر

  • لا تقارنوا طفلكم بغيره.
  • احتفلوا بأي تطور مهما كان بسيطًا.
  • ابحثوا دائمًا عن الدعم النفسي سواء فردي أو جماعي.
  • خصصوا وقتًا للراحة الشخصية كي لا تنهاروا.
  • احرصوا على مشاركة الخبرات مع أسر أخرى لديها نفس التحدي.

قصص نجاح: كيف دعمت الأسرة طفلها؟

تروي إحدى الأمهات على منصة “طب توداي” كيف لاحظت أن طفلها لا ينطق كلمات واضحة حتى عمر ثلاث سنوات، وظن الجميع أنه مجرد تأخر بسيط. وبعد التشخيص بالتوحد، قررت أن تتعلم كل ما يخص الاضطراب، وأن تصبح “المعالج الأول” لطفلها.

بفضل المثابرة والدعم الأسري، استطاع الطفل أن يدخل مدرسة عادية، ويتحدث بطلاقة، ويتفاعل مع أقرانه. تقول الأم: “كل شيء تغير عندما قررت ألا أستسلم، وأن أؤمن بقدرة ابني”.


الخاتمة:

دعم الطفل المتوحد لا يحتاج إلى معجزات، بل إلى حب حقيقي، وفهم عميق، وصبر لا ينتهي. الأسرة هي المرآة التي يرى الطفل نفسه فيها، فإن منحوه الثقة والقبول، سيتجاوز الكثير من الحواجز. وكما تقول منصة “طب توداي”، فإن وجود الأسرة الواعية هو العلاج الأهم في حياة طفل التوحد.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى