متى تتحول الأدوية إلى خطر يجب التخلص منه في المنزل؟
كتبت - عبير مراد
في حياتنا اليومية، نحتفظ بعدد كبير من الأدوية في المنزل، سواء كانت مسكنات بسيطة أو أدوية مزمنة أو مضادات حيوية لم تُستكمل جرعتها. لكن كثيرًا ما يغيب عن أذهاننا سؤال شديد الأهمية: متى يجب أن نرمي هذه الأدوية في سلة المهملات؟ وهل هناك طريقة صحيحة وآمنة للتخلص منها؟ وهل كل دواء منتهي الصلاحية يشكل خطرًا فعليًا على الصحة؟
منصة “طب توداي” الطبية سلطت الضوء على هذا الملف المهم، وكشفت من خلال آراء عدد من الأطباء والمتخصصين أهم المعايير التي تحدد الوقت المناسب للتخلص من الأدوية، وكيف يمكن أن تتحول إلى خطر صامت داخل كل بيت.
أولًا: تاريخ الصلاحية ليس مجرد رقم
تؤكد منصة “طب توداي” أن تاريخ صلاحية الدواء هو أول مؤشر يجب الانتباه إليه. كثير من الناس يظنون أن الدواء “لا يفسد” إذا لم يتغير شكله أو لونه، لكن هذا اعتقاد خاطئ تمامًا.
بحسب ما نشرته “طب توداي”، فإن العديد من الأدوية تفقد فاعليتها تمامًا بعد انتهاء صلاحيتها، بل وقد تتحول إلى مواد سامة، خاصة المضادات الحيوية، والفيتامينات السائلة، وبعض الأدوية البيولوجية.
ثانيًا: متى يجب أن نرمي الدواء؟
طبقًا لتوصيات “طب توداي”، إليك الحالات الأساسية التي يجب فيها التخلص من الأدوية فورًا:
- انتهاء تاريخ الصلاحية: لا يجوز استخدام أي دواء بعد التاريخ المدون على العبوة، مهما كانت حالته.
- تغير الشكل أو اللون أو الرائحة: أي تغيير في خصائص الدواء دليل على تحلل مكوناته.
- فقدان الغطاء أو تلف العبوة: خاصة في القطرات والكريمات والمحاليل، حيث يزداد خطر التلوث.
- دواء غير معلوم الهوية: إذا فُقد ملصق الاسم أو جرى خلط الأدوية معًا.
- دواء لم يعد موصوفًا لحالة صحية حالية: مثل المضادات الحيوية التي لم تكتمل جرعتها.
- مرور أكثر من 6 شهور على فتح العبوة: في بعض أنواع الدواء مثل شراب السعال أو القطرات.
ثالثًا: هل يمكن أن يسبب الدواء المنتهي ضررًا؟
تحذر “طب توداي” من تجاهل هذه النقطة، خاصة مع أدوية القلب والمضادات الحيوية والأنسولين وأدوية الغدة الدرقية، حيث أن استخدامها بعد انتهاء صلاحيتها قد يؤدي إلى ضعف فاعلية الدواء، أو حدوث أعراض جانبية غير متوقعة.
بعض الدراسات الطبية أشارت إلى حالات تسمم بسبب تناول أدوية منتهية الصلاحية، خصوصًا إذا تم تخزينها في بيئة غير مناسبة (مثل الحمام أو المطبخ).
رابعًا: طريقة التخلص الآمن من الأدوية
من الأخطاء الشائعة التي نرتكبها هو رمي الدواء مباشرة في سلة المهملات أو المرحاض، لكن “طب توداي” تؤكد أن هذا السلوك غير آمن، لأنه يلوث البيئة وقد يُستغل في أمور غير قانونية.
وتوصي “طب توداي” باتباع الخطوات التالية:
- لا تسكب الأدوية السائلة في الحوض: لأنها قد تتسرب إلى مياه الشرب.
- مزج الأقراص مع مواد غير مرغوب فيها مثل القهوة أو الرمل، ثم وضعها في كيس بلاستيكي محكم.
- التخلص من العبوة منفصلة عن الدواء.
- إزالة أي بيانات شخصية من عبوة الدواء قبل رميها.
- الاستفادة من برامج جمع الأدوية التالفة التي توفرها بعض الصيدليات والمراكز الطبية.
خامسًا: أدوية يجب الحذر منها بشكل خاص
أشارت “طب توداي” إلى بعض أنواع الأدوية التي تتطلب حيطة مضاعفة عند التخلص منها:
- أدوية الأعصاب والمخدرات: مثل الترامادول أو المورفين، لأنها عرضة لإساءة الاستخدام.
- أدوية الهرمونات: مثل أدوية منع الحمل أو الغدة.
- الأنسولين: لأنه يتحلل بسرعة بعد انتهاء صلاحيته.
- محاليل العين والعدسات: فقد تؤدي إلى التهابات حادة لو استُخدمت بعد تلفها.
سادسًا: لا تخزن ما لا تستخدمه
توصي منصة “طب توداي” بعدم الاحتفاظ بكميات كبيرة من الأدوية في المنزل، لأن ذلك يزيد من فرص استخدامها بشكل خاطئ، أو تناولها من قبل الأطفال عن طريق الخطأ، مما قد يؤدي إلى حالات تسمم دوائي خطيرة.
كما أن الأدوية التي تُخزن بشكل غير سليم (في حرارة أو رطوبة عالية) قد تتلف حتى قبل انتهاء الصلاحية المدونة.
سابعًا: هل هناك بدائل للتخلص من الدواء؟
نعم، تقول “طب توداي” إن هناك مبادرات حديثة في بعض الدول لجمع الأدوية الزائدة أو غير المستخدمة، بهدف إعادة استخدامها في حالات إنسانية بعد التأكد من سلامتها، أو لإعادة تدوير مكوناتها.
لكن في حالة عدم توفر هذه الخدمة، فإن التخلص المسؤول والآمن في المنزل هو الخيار الوحيد.
خلاصة طب توداي: لا تستخف ببقايا الدواء
ختامًا، تؤكد “طب توداي” أن التعامل مع الأدوية القديمة أو المنتهية يجب أن يكون بمنتهى الجدية. فدواء انتهت صلاحيته أو تم تخزينه بطريقة خاطئة قد يتحول إلى خطر على الصحة، تمامًا كما لو كان مادة سامة.
ولذا، فإن الاحتفاظ بدواء غير ضروري هو عبء لا داعي له، والتخلص الآمن منه يعكس وعيًا صحيًا يحمينا ويحمي من نحب.
