p { text-align: justify; }

متلازمة الإنجاز المستمر: كيف تؤثر على الصحة النفسية دون أن تلاحظ

كتبت مي علوش

في عصر السرعة والمنافسة، أصبح السعي المستمر لتحقيق المزيد من الإنجازات سمة بارزة في حياة الكثيرين، خصوصًا بين الشباب، والمهنيين، والطلاب الطامحين للتميز.

وبينما يُنظر إلى الطموح كقيمة إيجابية، ظهرت مؤخرًا حالة نفسية تعرف بـ “متلازمة الإنجاز المستمر”، وهي حالة تصيب الأشخاص الذين لا يستطيعون التوقف عن العمل أو السعي وراء أهداف جديدة، حتى بعد تحقيق نجاحات ملموسة.

 

تتمثل متلازمة الإنجاز المستمر في شعور دائم بالحاجة إلى الإنتاج، وإنجاز المهام، وتحقيق الأهداف، دون السماح للنفس بالراحة أو الاستمتاع باللحظة. ويشعر المصابون بها غالبًا بالذنب عند الاسترخاء أو أخذ قسط من الراحة، لأنهم يربطون قيمتهم الذاتية بما ينجزونه فقط، وليس بما هم عليه.

 

وتكمن خطورة هذه المتلازمة في تأثيرها الخفي والمزمن على الصحة النفسية. فقد يؤدي هذا السلوك إلى الإرهاق العقلي المزمن، والقلق المستمر، والاحتراق النفسي، بل وقد يتطور الأمر إلى اكتئاب خفي يصعب ملاحظته، نظرًا لأن الشخص المصاب يبدو نشيطًا ومنتجًا من الخارج.

 

تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح للتعامل مع متلازمة الإنجاز المستمر والوقاية من آثارها النفسية:

الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى، فالإدراك بأن السعي المستمر قد يكون ضارًا هو بداية التعافي.

تخصيص وقت للراحة بشكل واعٍ ومنتظم، مثل ممارسة الهوايات، أو قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة.

فصل القيمة الذاتية عن الإنجاز المهني أو الأكاديمي، والتأكيد على أن الإنسان له قيمة لمجرد وجوده.

الامتناع عن مقارنة الذات بالآخرين، خصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعزز مشاعر التقصير.

الاستعانة بمختص نفسي عند الشعور بالإجهاد المزمن أو فقدان الشغف رغم كثرة الإنجازات.

تدريب النفس على التقدير الذاتي والامتنان لما تم إنجازه بدلاً من التركيز فقط على ما لم يُنجز بعد.

متلازمة الإنجاز المستمر قد تبدو دافعًا للنجاح، لكنها في حقيقتها قيد خفي، يدفع الإنسان لتجاهل احتياجاته النفسية والجسدية. الاعتدال هو المفتاح، والنجاح الحقيقي لا يكتمل دون توازن نفسي واستمتاع بالحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى