كيف يؤثر الصيام على وزن الجنين ونموه؟.. متى يجب القلق

كتبت: ريم عبد العزيز

يُعد الحمل من الفترات الحساسة في حياة المرأة، حيث يتطلب جسمها تغذية سليمة لدعم نمو الجنين بشكل صحي. ومع حلول شهر رمضان، تتساءل العديد من النساء الحوامل عن تأثير الصيام على صحة الجنين، وهل يمكن للصيام أن يؤثر سلبًا على نموه؟ الحقيقة أن تأثير الصيام على الحمل يعتمد على عدة عوامل، مثل صحة الأم، مرحلة الحمل، والتغذية التي تحصل عليها بين الإفطار والسحور.

في هذا المقال، سنستعرض كيف يؤثر الصيام على الجنين ونموه، وما النصائح التي يجب على الحوامل اتباعها لضمان صيام آمن وصحي.

كيف يؤثر الصيام على صحة الجنين؟

تتأثر صحة الجنين بصحة الأم بشكل مباشر، فكل ما تتناوله من غذاء وسوائل يؤثر على نموه. وهناك عدة عوامل تحدد ما إذا كان الصيام آمنًا للحامل أم لا، منها:

1. تأثير الصيام على وزن الجنين

تشير بعض الدراسات إلى أن الصيام قد يؤدي إلى انخفاض طفيف في وزن الجنين، خاصة إذا لم تحصل الأم على تغذية متوازنة بعد الإفطار. فالتغذية غير الكافية قد تؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائية المهمة لنمو الجنين، مثل البروتينات والحديد وحمض الفوليك.

2. تأثير الصيام على مستوى السكر في الدم

الصيام يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في دم الأم، مما قد يؤثر على إمدادات الجلوكوز للجنين، خاصة إذا استمر الصيام لفترات طويلة دون تناول وجبات غنية بالطاقة بعد الإفطار. هذا الأمر قد يزيد من احتمالية الشعور بالتعب والدوخة لدى الحامل.

3. خطر الجفاف ونقص السوائل

الماء ضروري جدًا لنمو الجنين، ويؤدي نقص السوائل إلى انخفاض كمية السائل الأمنيوسي (Amniotic Fluid) المحيط بالجنين، مما قد يؤثر على حركته وصحته العامة. لذلك، من الضروري أن تشرب الحامل كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور.

4. تأثير الصيام على نشاط الجنين

بعض الحوامل قد يلاحظن أن حركة الجنين تقل خلال ساعات الصيام، وهو أمر قد يكون مرتبطًا بانخفاض مستويات السكر والطاقة. لذا، يجب على الحامل متابعة حركة الجنين، وإذا لاحظت انخفاضًا شديدًا في حركته، فمن الأفضل استشارة الطبيب.

متى يكون الصيام غير آمن للحامل؟

رغم أن العديد من النساء الحوامل يمكنهن الصيام دون مشكلات، إلا أن هناك حالات يكون فيها الصيام غير مستحب، منها:

إذا كانت الحامل تعاني من سكري الحمل أو انخفاض حاد في السكر.
إذا كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مشكلات في القلب.
إذا كانت مصابة بفقر الدم الشديد (الأنيميا).
إذا كانت في الأشهر الثلاثة الأولى وتعاني من غثيان شديد أو قيء مستمر.
إذا كان الحمل بتوأم، حيث تحتاج الأم إلى تغذية مضاعفة لدعم نمو الجنينين.

في هذه الحالات، يُفضل استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، حيث قد يكون الامتناع عن الطعام والشراب خطرًا على صحة الأم والجنين.

كيف يحسّن الصيام صحة الجهاز الهضمي؟

نصائح للحامل عند الصيام

إذا قررت الحامل الصيام بعد استشارة الطبيب، فهناك بعض النصائح التي تساعدها على الحفاظ على صحتها وصحة جنينها:

تناول وجبة سحور غنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان، البيض، والألبان، للحفاظ على مستويات الطاقة.
الإكثار من شرب الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف.
تجنب الأطعمة المالحة والمقلية التي قد تسبب العطش الشديد خلال النهار.
تناول المكملات الغذائية الموصوفة من الطبيب، مثل الحديد وحمض الفوليك لضمان حصول الجنين على جميع العناصر الغذائية اللازمة.
مراقبة حركة الجنين، وإذا لاحظت الحامل قلة في حركته، يجب عليها الإفطار فورًا واستشارة الطبيب.
الراحة والنوم الكافي لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق أثناء الصيام.
عدم بذل مجهود كبير خلال ساعات الصيام، خاصة في الأجواء الحارة، لتجنب فقدان السوائل والطاقة.

هل يختلف تأثير الصيام حسب مرحلة الحمل؟

نعم، حيث يختلف تأثير الصيام على الجنين حسب فترة الحمل:

الثلاثة أشهر الأولى: يكون الصيام أصعب، خاصة إذا كانت الحامل تعاني من الغثيان والقيء، مما قد يؤدي إلى نقص التغذية.
الثلاثة أشهر الثانية: تُعتبر فترة أكثر استقرارًا، ويكون الصيام أكثر أمانًا، لكن مع ضرورة متابعة صحة الأم والجنين.
الثلاثة أشهر الأخيرة: تحتاج الحامل إلى طاقة إضافية لدعم وزن الجنين، لذلك يجب التأكد من الحصول على تغذية متكاملة خلال فترة الإفطار.

الوسوم