في ذكرى رحيله.. إرث طبي وعلمي وإنساني خالد لطبيب الإنسانية هاني الناظر
كتب محمد طنطاوي

في هذا اليوم الذي يصادف رحيل الدكتور هاني الناظر، نقف متأملين في حياة هذا الرجل الذي ترك بصمة خالدة في سماء الطب والعطاء الإنساني. كان الدكتور هاني الناظر رمزاً للتفاني في خدمة المرضى وإبداعه في تقديم النصائح الطبية التي أنقذت أرواحاً وأثرت في عقول الكثيرين.
على مدار مسيرته الحافلة بالإنجازات، تمكن من إثبات جدارته العلمية والإنسانية في ميادين متعددة، مما جعله محط أنظار الإعلام والمجتمع الطبي على حد سواء.
نشأة الدكتور هاني الناظر وبداياته العلمية
ولد الدكتور هاني الناظر عام 1950 بمدينة القاهرة، وقد نشأ في بيئة تقدّر العلم والمعرفة. منذ نعومة أظافره، أظهر شغفاً بالعلوم والبحث، ما دفعه لاحقاً للالتحاق بكلية الطب بجامعة القاهرة، حيث برع في دراسته وحقق نتائج مميزة جعلت منه من أوائل الخريجين في تخصصه.
اقرأ أيضًا: نصائح الراحل الدكتور هاني الناظر للحافظ على الصحة وعدم ظهور علامات الشيخوخة .. فيديو
اقرأ أيضًا: الراحل الدكتور هاني الناظر يشرح بالفيديو علاج حمو النيل؟
مسيرته المهنية وإسهاماته في مجال الطب
بعد تخرجه، بدأ الدكتور هاني الناظر مسيرته المهنية في عدة مؤسسات صحية مرموقة؛ وكان له إسهامات بارزة في تطوير خدمات الرعاية الصحية. تدرج في المناصب حتى أصبح أحد أشهر أطباء الجلدية في مصر والعالم العربي، حيث شغل مناصب إدارية واستشارية في مؤسسات رائدة.
لم يقتصر دوره على الجانب العلاجي فقط، بل كان من رواد التوعية الصحية، مقدماً محاضرات وندوات تثقيفية حول الوقاية من الأمراض الجلدية والعناية بالصحة العامة.

أسلوبه الإنساني في التعامل مع المرضى
تميز الدكتور هاني الناظر بأسلوبه الفريد في التعامل مع المرضى؛ فقد كان يؤمن بأن الطب ليس مجرد مهنة علاجية، بل هو رسالة إنسانية تتمحور حول رحمة الإنسان ببشره.
ومن هذا المنطلق، كان دائمًا ما يحث مرضاه وزملاءه على تبني نمط حياة صحي، يتضمن التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والمتابعة الدورية مع المختصين. وقد ترك في ذكريات الكثيرين عبارة مشهورة وهو يقول: “الصحة ثروة، وعلينا الحفاظ عليها بكل الوسائل الممكنة”.
أبرز نصائحه الطبية ودعوته للوقاية
من أبرز النصائح الطبية التي كان يقدمها الدكتور هاني الناظر هي أهمية الوقاية قبل العلاج، إذ كان يشدد على ضرورة إجراء الفحوصات الدورية والتوعية بأساليب الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
كما كان يدعو إلى تبني العادات الصحية والابتعاد عن العادات الضارة كالتدخين والسمنة المفرطة، مؤكدًا على أن الوعي الصحي يبدأ من الفرد وينعكس إيجابياً على المجتمع بأكمله.

مكانته بين زملائه ورؤيته للطب
على الصعيد المهني، اشتهر الدكتور هاني الناظر بكونه من النادر من الأطباء الذين استطاعوا الجمع بين العمل الطبي الدقيق والإنسانية العميقة؛ فقد كان زملاؤه يشيدون بقدرته على الاستماع لهم وتقديم الدعم النفسي إلى جانب العلاج الطبي. وفي مقابلات عديدة تناولتها وسائل الإعلام، عبّر عن رؤيته المتواضعة للطب، مبيناً أن النجاح الحقيقي يكمن في تقديم العون للآخرين دون انتظار مقابل، ما جعله محط احترام الجميع.
تحدياته الصحية وإصراره على العطاء
لم تكن مسيرة الدكتور هاني الناظر خالية من التحديات، فقد واجه مرضاً عضالاً، ووعلى الرغم من معاناته مع المرض، ظل متمسكاً بمبادئه وعاداته الصحية التي طالما دعا إليها. وكان يشارك الجميع الالتقاء على صفحته بالفيس بوك والإجابة عن كل تساؤلاتهم، وفي أيامه الأخيرة، كان محاطاً بأفراد عائلته المقربين وزملائه الذين شاركوه آخر لحظاته بشهادات حب وتقدير لروح العطاء التي لم تفارق حياته.
وفاته وردود الفعل الإعلامية والمجتمعية
وقد نالت وفاته تغطية إعلامية واسعة، إذ عبرت وسائل الإعلام عن حزنها العميق لفقدان شخصية كانت بمثابة منارة للعلم والإنسانية. وبرزت تصريحات العديد من زملائه وأصدقائه الذين اعتبروا الدكتور هاني الناظر قدوة ومصدر إلهام في ميادين الطب والرعاية الصحية. كما أشار الإعلام إلى أن فقدانه يمثل خسارة جمة ليس فقط في المجال الطبي بل وفي المجتمع ككل، لما تركه من إرث قيم وأثر لا يمحى في حياة الكثيرين.
إرثه الطبي وتأثيره المستمر
وفي ذكرى وفاته السنوية، يتذكر الجميع ما قدمه الدكتور هاني الناظر من نصائح قيّمة وإسهامات علمية وإنسانية. ويستمر أتباعه في تطبيق تلك النصائح التي كانت تشكل حجر الأساس في منهجه الطبي والإنساني، مما يخلد ذكراه ويستمر تأثيره في الأجيال الجديدة من الأطباء والمهتمين بالصحة العامة.
مبادرة نجله لإحياء ذكرى والده واستمرار العطاء
مؤخراً أعلن نجله الدكتور محمد هاني الناظر عن افتتاح عيادة الطبيب الإنسان وهي عيادة مجانية تقدم خدمات الكشف المجاني للفقراء والمحتاجين، كما يقوم نجله الدكتور محمد هاني الناظر بإدارة صفحة والده الدكتور هاني الناظر والرد على أسئلة المتابعين كما كان يفعل والده الراحل، لتبقى الذكرى خالدة.
فرحمة الله على الطبيب الإنسان هاني الناظر