طبيب: شاب” مسطول” دخل عليا الطوارئ وشتمني وهددني بالقتل..والأمن خاف منه
كتبت/ مي السايح

في مشهد صادم يعكس حجم المخاطر التي يواجهها الأطباء أثناء أداء واجبهم، روى طبيب شاب تفاصيل واقعة تهجم عليه من قِبل أحد الأشخاص داخل قسم الطوارئ، أثناء خياطته لطفل صغير مصاب، كاشفًا عن لحظات من الرعب عاشها في غرفة الطوارئ التي تحولت في ثوانٍ إلى ساحة تهديد واعتداء لفظي.
يقول الطبيب في شهادته: “كنت بخيط طفل صغير في الطوارئ، وفجأة دخل شاب في أوائل الثلاثينات، شكله باين عليه شارب، وعنده جرح بسيط جدًا. بدأ يزعق ويشتم، بيقولي إنت بتتأخر ليه؟!.
ويضيف: “حاولت أهدّيه وأشرح له إني مشغول بطفل حالته محتاجة خياطة دقيقة، لكن هو بدأ يعلّي صوته أكتر، وبدأ يهددني قدام الناس، وقاللي نصًا: (لو ما خيطتنيش دلوقتي هدبحك!)”.
الموقف لم يتوقف عند حد التهديد، إذ حاول الطبيب استدعاء فرد الأمن بالمستشفى، “نديت على الأمن، دخل فرد الأمن وشاف المنظر، بس خاف منه وسابه، لو كان طلع السلاح فعلاً وقتلني، أنا ماليش دية. ولو كنت دافعت عن نفسي وقتلته، كنت هدخل السجن!”
ويتابع الطبيب بحسرة: “في قانون المسؤولية الطبية الجديد، لو رفضت أعالجه أو أخيط له الجرح، ممكن أتحاسب وأتسجن. طب أعمل إيه؟! أنا في الآخر بني آدم، مش مقاتل. كنت واقف بخيط طفل، ووالدته بتبكي، وأنا مش عارف أحمي نفسي ولا المريض”.
مأساة يومية خلف أبواب الطوارئ
الواقعة التي أثارت موجة من التعاطف على وسائل التواصل الاجتماعي، ليست الأولى من نوعها. فالكثير من الأطباء، خاصة العاملين في أقسام الطوارئ، يعانون من الاعتداءات اللفظية والجسدية من بعض المرافقين أو المرضى الغاضبين، في ظل غياب الحماية الكافية داخل المستشفيات العامة.
مطالبات بحماية قانونية حقيقية
يطالب الأطباء منذ سنوات بضرورة تطبيق قانون حماية المنشآت الطبية الذي يضمن وجود أفراد أمن مدربين داخل المستشفيات، ويجرّم الاعتداء على الطواقم الطبية باعتباره اعتداءً على موظف أثناء تأدية عمله.
ويرى مختصون قانونيون أن الحوادث المتكررة تعكس حاجة عاجلة إلى تشريع متوازن، يضمن محاسبة الطبيب في حال الخطأ الطبي الجسيم، لكن أيضًا يحميه من التهديد والعنف أثناء تأدية عمله.
شاهد: وظائف جامعة القاهرة.. 145 فرصة لطبيب مقيم بمستشفيات الجامعة