سيدة ترفض النوم خوفًا من البهاق.. طبيب يناشد بنشر الوعي حول مرض البهاق: “مش معدي.. لكن الجهل مؤذي”

كتبت/ مي السايح

في مشهدٍ يتكرر كثيرًا داخل عيادات الجلدية، جاءت سيدة في حالة ذعر، تطلب الكشف لأنها سلّمت باليد على شخص مصاب بالبهاق، ولم تنم منذ ذلك الحين خوفًا من أن تُصاب بالمرض. وبعدها بساعات، دخل شاب مرعوب لأنه كان ملاصقًا لمريض بهاق في زحام المترو.

مشاعر الخوف هذه – وإن بدت مبالغًا فيها – لا تُلام تمامًا، فغياب حملات التوعية والإعلام الصحي جعل كثيرين يجهلون حقيقة هذا المرض، بينما تتسابق البرامج التلفزيونية للحديث عن الجمال والتجميل، وتتجاهل أمراضًا جلدية مؤثرة مثل البهاق، الذي يُعد من أكثر الأمراض التي تُسبب معاناة نفسية واجتماعية لأصحابها.

يقول أحد أطباء الجلدية: “من أكثر المرضى الذين يكسرون القلب مرضى البهاق”، ثم يسرد مواقف مؤلمة:

  • شاب عمره 17 عامًا بكى أمام الطبيب، قائلًا: “المرض بهدلني ولفّيت على دكاترة كتير ومفيش فايدة”.
  • سيدة قال زوجها إنه يريد طلاقها لأنه “قرفان منها”.
  • زوجة أخرى يرفض أولاد زوجها لمس يدها خوفًا من أن “تسممهم”.
  • محامٍ يعاني من ارتباك أثناء حديثه، لأن الناس تنظر إليه بنظرة شفقة أو اشمئزاز.
  • فتاة صغيرة في الإعدادية، نُهرت من قريبتها لأنها لمست ابنها.
  • والفنان رامي جمال الذي أعلن إصابته بالبهاق، وأكد أن الناس بدأت تتجنبه، مما أثّر على مسيرته الفنية، رغم أنه لم يخطئ في شيء سوى أنه مريض.

هذه القصص تلخص مأساة البهاق في مجتمعٍ ما زال يحكم على المرضى بالنبذ، رغم أن البهاق ليس معديًا إطلاقًا، بل سببه اضطراب في الجهاز المناعي أو عوامل وراثية. لا ينتقل بالمصافحة، ولا اللمس، ولا الطعام.

شاهد: ما بين قرح الجلد وقدم شاركوت.. د. محمد مجدي بدر يحدد أخطر مراحل القدم السكري| فيديو

المؤلم في القصة ليس المرض نفسه، بل الجهل المجتمعي الذي يجعل المصاب يشعر بالعزلة، ويُعاني من اكتئاب ورفض ذاتي، والحقيقة أن مريض البهاق إنسان طبيعي، يمكن معانقته، مصافحته، ومشاركته الطعام دون أي خطر، وما يحتاجه حقًا هو القبول، والدعم، والنظرة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى