حب الشباب وأثره النفسي: كيف تتعامل؟.. نصائح طب توداي للخروج من دوامة الإحباط
كتبت - ريناد حنا

حب الشباب ليس مجرد مشكلة جلدية، بل أزمة نفسية صامتة يعيشها كثير من الشباب والفتيات يوميًا. فمع كل بثرة جديدة، قد تتزايد مشاعر التوتر والإحراج وفقدان الثقة بالنفس. ومع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا، أصبحت الصورة المثالية للبشرة الخالية من العيوب هاجسًا لا يرحم. لكن كيف يمكننا أن نتعامل مع حب الشباب دون أن يفترسنا نفسيًا؟ “طب توداي” تفتح هذا الملف وتقدم أبرز النصائح الطبية والنفسية للخروج من هذه الأزمة بثقة وسلام نفسي.
حب الشباب.. أكثر من مجرد بثور
يظن البعض أن حب الشباب مشكلة بسيطة تنتهي بعد مرحلة المراهقة، لكنها في الواقع قد تمتد لسنوات وتترك ندوبًا، ليس فقط على الوجه بل على النفس أيضًا. وقد أوضحت منصة “طب توداي” أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين حب الشباب والاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، خصوصًا عند فئة الشباب.
تقول المنصة إن نسبة كبيرة من المصابين بحب الشباب يشعرون بالإحراج الشديد، ويتجنبون الاختلاط أو التقاط الصور أو حتى النظر في المرآة، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي وتأثر الأداء الدراسي أو المهني.
لماذا يؤثر حب الشباب نفسيًا بهذه القوة؟
- الصورة الذاتية: من الطبيعي أن يهتم الإنسان بمظهره، ولكن حين يشعر أن بشرته تشوه صورته في عيون الآخرين، تنكسر ثقته بنفسه.
- التنمر: يواجه البعض تعليقات جارحة أو نظرات غير مريحة من زملاء المدرسة أو العمل.
- الإحساس بالعجز: التجربة المتكررة للفشل في العلاج، أو تدهور الحالة رغم المحاولات، قد تولد شعورًا باليأس.
- المقارنة: على مواقع التواصل، تُعرض صور لبشرة مثالية، مما يزيد شعور المصاب بالاختلاف أو “العيب”.
رأي طب توداي: لا تترك حب الشباب يتحكم في حالتك النفسية
أكدت منصة “طب توداي” أن التوعية بأثر حب الشباب النفسي يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من خطة العلاج. وأضافت أن تجاهل الجانب النفسي يعطل الشفاء ويؤخر التحسن.
ونصحت المنصة كل من يعاني من هذه الحالة بعدم الانعزال أو تأنيب النفس، بل طلب الدعم من طبيب جلدية متخصص إلى جانب طبيب نفسي عند الحاجة.
كيف تتعامل نفسيًا مع حب الشباب؟
1. لا تخجل من شكلك
منصة “طب توداي” تنصح كل شاب وفتاة بأن يتذكروا أن حب الشباب لا يقلل من قيمتهم أو جمالهم. كل شخص له تحدياته، والبثور لا تعني أنك غير جذاب أو أقل من غيرك.
2. تحدث عن مشاعرك
إذا كنت تشعر بالحزن أو الغضب أو الإحباط، فلا تكبت ذلك. تحدث إلى صديق، أو معالج نفسي، أو حتى اكتب مشاعرك. التعبير عن الألم أول خطوات التعافي.
3. توقف عن المقارنة
ما تراه على مواقع التواصل ليس دائمًا حقيقيًا. العديد من الصور معدلة أو ملتقطة بفلتر. لا تقارن نفسك بصورة زائفة.
4. ركز على إنجازاتك
حب الشباب لا يمنعك من تحقيق أحلامك، النجاح لا يعتمد على بشرتك بل على قدراتك. ركز على ما تحققه وليس على ما تراه في المرآة.
5. التزم بالعلاج.. وكن صبورًا
العلاج الفعال لحب الشباب يستغرق وقتًا. “طب توداي” تؤكد أن الاستمرارية والمتابعة مع الطبيب هي السر، وأن التحسن قد يكون تدريجيًا، لكنه مضمون.
الدعم النفسي من الأسرة مهم
في كثير من الحالات، يكون الدور الأكبر للأسرة في دعم الشاب أو الفتاة. التنمر من داخل البيت – عبر تعليقات جارحة أو تلميحات – يمكن أن يكون أشد من الخارج. لذا تشدد منصة “طب توداي” على أهمية تفهم الأسرة لحالة المريض ومساعدته نفسيًا بدلًا من الضغط عليه.
متى تحتاج لمساعدة متخصصة؟
إذا كنت تعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض، فمن الأفضل زيارة طبيب نفسي:
- عزلة اجتماعية مفرطة
- أفكار سوداوية
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة
- نوبات بكاء أو غضب دون سبب واضح
- اضطرابات النوم أو الأكل
“طب توداي” تنصح بعدم الاستهانة بهذه المؤشرات، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الجسدية.
نظرة المجتمع.. تحتاج لتغيير
ما زال كثيرون يعتبرون حب الشباب أمرًا تافهًا أو مرحلة مؤقتة لا تستحق الاهتمام، وهو ما يزيد من معاناة المرضى. تقول “طب توداي” إن المجتمع بحاجة إلى مزيد من التوعية بأن الأمراض الجلدية قد تؤذي النفس أكثر من الجسد، وأن الدعم والتفهم هما الحل، لا السخرية أو التجاهل.
خلاصة طب توداي
- حب الشباب ليس مجرد بثور بل قضية نفسية تحتاج للعناية.
- الثقة بالنفس لا يجب أن تتوقف عند مظهر الجلد.
- لا تتردد في طلب المساعدة النفسية.
- احرص على علاج فعال تحت إشراف طبيب متخصص.
- كن رحيمًا بنفسك، فالجمال الحقيقي ينبع من الداخل.