النسيان المتكرر: متى يكون عاديًا ومتى يدق ناقوس الخطر؟
كتبت مريم أحمد عبد الكريم

🧠 النسيان المتكرر: هل هو عرض طبيعي أم بداية الزهايمر؟
تقرير خاص – طب توداي | المرجعية الطبية الأولى للعرب في مصر والشرق الأوسط
🔹 النسيان… جزء من الحياة أم جرس إنذار؟
كلنا ننسى. ننسى الأسماء، المواعيد، أماكن المفاتيح، أو حتى ماذا كنا نريد أن نقول. لكن في أي لحظة يتحوّل هذا النسيان من شيء طبيعي ناتج عن ضغط الحياة، إلى عرض مرضي يُنذر ببداية مرض الزهايمر؟
يوضح د. أحمد عبد اللطيف، أستاذ طب الأعصاب بجامعة عين شمس، في حديث خاص لـ”طب توداي”:
“النسيان ليس دائمًا عرضًا مقلقًا، لكنه يصبح مثيرًا للقلق عندما يؤثر على الأنشطة اليومية أو يترافق مع تكرار نفس الأسئلة، أو صعوبة في إيجاد الكلمات أثناء الحديث، أو فقدان الطريق في أماكن مألوفة.”
🔹 الفرق بين النسيان الطبيعي والزهايمر
لفهم ما إذا كان النسيان طبيعيًا أو لا، يجب أولًا التمييز بين:
✅ النسيان العابر والطبيعي:
- نسيان أسماء الأشخاص والتذكر لاحقًا.
- نسيان موعد وتم تذكره أو تذكيرك به.
- بطء بسيط في التذكر مع تقدم العمر.
- لا يؤثر على القدرة الوظيفية أو الاستقلالية.
❌ النسيان المرضي المرتبط بالزهايمر:
- تكرار نفس الجمل أو الأسئلة.
- نسيان الأسماء وعدم تذكرها إطلاقًا.
- نسيان مواعيد مهمة باستمرار.
- ارتباك في الأماكن المألوفة أو فقدان الطريق.
- صعوبة في اتخاذ قرارات بسيطة.
- تغيّرات في الشخصية والسلوك.
تقول د. ميادة فوزي، استشارية طب الشيخوخة، لـ”طب توداي”:
“أكبر فرق هو أن النسيان الطبيعي لا يؤثر على الحياة اليومية، بينما نسيان الزهايمر يغيّر طريقة الشخص في التعامل مع العالم من حوله.”
🔹 العوامل التي تؤثر على قوة الذاكرة
تتأثر ذاكرتنا بعدة عوامل، بعضها يمكن التحكم به، وبعضها خارج السيطرة:
🧬 عوامل بيولوجية:
- التقدّم في العمر
- الوراثة
- الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم
🧠 عوامل نفسية وعقلية:
- التوتر والقلق
- الاكتئاب
- قلة النوم
💊 عوامل دوائية:
- بعض الأدوية تسبب ضعف الذاكرة كأثر جانبي (مثل بعض أدوية الضغط، مضادات الاكتئاب، أدوية النوم)
🥗 نمط الحياة:
- التغذية غير المتوازنة
- قلة النشاط البدني والعقلي
- العزلة الاجتماعية
🔹 متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة طبيب مختص إذا ظهرت الأعراض التالية:
- النسيان المتكرر الذي يؤثر على العمل أو العلاقات الاجتماعية
- صعوبة في أداء الأنشطة اليومية المعتادة
- فقدان الطريق أو التوهان في أماكن مألوفة
- صعوبة في تحديد الوقت أو المكان
- تغيرات مزاجية وسلوكية مفاجئة
يشدد د. مروان الكيلاني، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، على ضرورة التدخل المبكر قائلًا:
“التشخيص المبكر هو مفتاح إبطاء تدهور الحالة. ليس كل نسيان زهايمر، لكن تجاهل الأعراض قد يضيع فرصة تحسين جودة الحياة.”
🔹 تشخيص الزهايمر
يعتمد تشخيص الزهايمر على:
- التقييم السريري:
فحص القدرات المعرفية والسلوك. - اختبارات الذاكرة والانتباه:
مثل اختبار “ميني-منتال” المعروف (MMSE). - تحاليل الدم والأشعة:
مثل الرنين المغناطيسي للكشف عن ضمور في الدماغ. - متابعة تطور الأعراض:
لمعرفة إذا كانت ثابتة، متزايدة، أو مرتبطة بمرض آخر.
🔹 كيف نحافظ على ذاكرتنا مع التقدم في العمر؟
🥦 التغذية السليمة:
- تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة (الفواكه والخضروات)
- تقليل الدهون المشبعة
- التركيز على أوميغا-3 (الأسماك الدهنية)
🧘♂️ تقليل التوتر:
- ممارسة التأمل أو اليوغا
- النوم الكافي
🧠 تمرين العقل:
- تعلم لغة جديدة أو مهارة
- حل الألغاز والكلمات المتقاطعة
🤝 التواصل الاجتماعي:
- الحفاظ على تفاعل اجتماعي منتظم
- التطوع أو الانخراط في أنشطة جماعية
🚶♂️ النشاط البدني:
- المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يُعزز تدفق الدم للدماغ
🔹 هل هناك أمل في علاج الزهايمر؟
لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ للزهايمر، لكن هناك أدوية تساعد على:
- إبطاء تطور الأعراض
- تحسين التركيز والذاكرة مؤقتًا
- تقليل اضطرابات السلوك
كما يجري البحث عالميًا في مجالات واعدة، منها العلاج بالخلايا الجذعية، والأدوية المضادة لترسبات “بيتا أميلويد” المرتبطة بالزهايمر.
🔹 هل النسيان حتمي مع التقدم في السن؟
ليس بالضرورة.
تؤكد د. نهى الشربيني، استشارية طب الأعصاب، لـ”طب توداي”:
“النسيان جزء طبيعي من الحياة، لكنه ليس حتميًا مع الشيخوخة. بالعكس، يمكننا تقوية ذاكرتنا وتفادي التدهور من خلال نمط حياة نشط وذكي.”
🔹 في الختام… حافظ على دماغك كما تحافظ على قلبك
الذاكرة كنز ثمين، وحمايتها تبدأ اليوم، وليس حين تظهر الأعراض. النسيان ليس دائمًا دليلًا على الزهايمر، لكنه نداء يطلب منك التوقف، المراجعة، والتحرك.
✅ نصائح طب توداي:
- لا تستهين بأي عرض غريب في ذاكرتك أو عند أحد أفراد أسرتك
- لا تؤجل زيارة الطبيب المختص
- لا تعتمد فقط على الإنترنت.. استشر المتخصصين
- حافظ على نمط حياة نشط ومتوازن




