السلاحف مش لعبة.. كارثة بيئية تهدد نوعًا نادرًا بالانقراض بسبب التجارة العشوائية
كتبت/ مي السايح

في ظل تزايد الإقبال على اقتناء السلاحف كحيوانات أليفة، يغفل الكثيرون عن الكارثة البيئية التي تتسبب فيها هذه العادة، تقريرنا اليوم يسلّط الضوء على حقيقة مؤلمة تُعرض السلحفاة المصرية الصحراوية لخطر الانقراض الكامل، بسبب الصيد العشوائي والاتجار غير المسؤول.
أين تبدأ الأزمة؟
يبدأ المشهد من مناطق طبيعية مثل ليبيا وحدود فلسطين، حيث تعيش السلاحف في بيئتها الأصلية بحرية وسلام. لكن هناك من يستهدفها بلا رحمة، الصيادون يجمعون المئات منها دون مراعاة لحجمها أو نوعها أو حتى وضعها البيولوجي، إذ يُصاد حتى الأنثى التي تضع البيض.
تُجمع السلاحف في أجولة ضخمة رقيقة تُستخدم عادةً للبطاطس أو الأعلاف، ويحتوي الجوال الواحد ما بين 300 إلى 1000 سلحفاة، هذا النقل القاسي لا يراعي أدنى درجات الرفق بالحيوان، ما يؤدي إلى نفوق الكثير منها قبل أن تصل إلى السوق.
السلاحف ليست “زينة”
داخل المنازل، تُعامل السلحفاة كأنها قطعة ديكور، تُترك تحت الكنبة، تُطعَم أوراق الخس فقط، وتُحرم من كل مقومات الحياة التي تحتاجها لتبقى على قيد الحياة.
في بيئتها الطبيعية، تحتاج السلاحف إلى تنوع نباتي، وتربة بها كالسيوم، وشمس تنظم درجة حرارتها وتمنحها الأشعة فوق البنفسجية الضرورية لنمو عظامها.
كارثة بيئية على وشك الوقوع
السلاحف الصحراوية المعروفة علميًا باسم Kleinmanni أصبحت من أندر السلاحف في إفريقيا والعالم. الأنثى الواحدة لا تضع سوى 4 بيضات في الموسم، وتستغرق من 5 إلى 9 سنوات لتصل إلى النضج الكامل، مما يجعل قدرتها على تعويض الفاقد شبه معدومة. في المقابل، يفني الصيادون أجيالًا كاملة في يوم واحد!
تُشير التقديرات إلى أن هذا النوع النادر من السلاحف مهدد بالاختفاء التام من البرية خلال العشر سنوات القادمة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه من صيد جائر وتربية غير مدروسة داخل المنازل.