p { text-align: justify; }

“الجزار الطيب الذي احتضن أطفال السرطان.. حكاية عم ظاظا”

كتبت مي علوش

رغم رحيله، يبقى الأثر الطيب لعم ظاظا حاضرًا في القلوب والذاكرة، لم يكن عم ظاظا مجرد صاحب مبادرة خيرية، بل كان أبًا حقيقيًا للأطفال، وصديقًا صادقًا لأهاليهم. شاركهم الألم والأمل، وحمل همّهم كما لو كانوا أبناءه.

روت إحدى الأمهات: “بنتي ريتاج فضّلت تموت عنده، وفعلاً قضت آخر أيامها في بيته، وهو اللي كان ماسك إيدها”.

في هذا التقرير نعرض لكم بعضًا من ملامح حياة الراحل عم ظاظا.. رجلٌ صنع من الرحمة سيرة لا تُنسى.

يدعى صيام عبده، المعروف شعبيًا باسم “عم ظاظا الجزار”، ويُعد من أبرز رموز الكرم والعطاء في حي السيدة زينب بالقاهرة.

كان يعمل جزارًا بسيطًا، لكن قلبه الكبير جعله يترك أثرًا لا يُمحى في حياة آلاف الأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم.

يسكن عم ظاظا بجوار مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، ومنذ سنوات قرر أن يجعل من منزله محطة راحة ورحمة لأهالي المرضى القادمين من كل أنحاء مصر.

ماذا قدّم عم ظاظا لمرضى مستشفى السرطان؟

 

لاحظ عم ظاظا أن كثيرًا من الأسر الفقيرة كانت تنام على أرصفة الشوارع المحيطة بالمستشفى، فخصص لهم شقة من منزله، مجهزة بالكامل، تقدم الإقامة والطعام مجانًا.

كما اشترى على نفقته الخاصة سيارة “ڤان” لنقل المرضى وأهاليهم بين المستشفى والسكن، ورفض تمامًا تلقي أي تبرعات، مؤكدًا أن كل ما يقدمه هو “صدقة جارية على روح والدته وحماته”.

 

وداع مؤثر لرجل لن يُنسى

في يناير 2022، رحل عم ظاظا عن عالمنا، وخرجت جنازته من مسجد السيدة زينب في مشهد مهيب، شارك فيه المئات من أهالي المنطقة وأسر الأطفال المرضى.

وكانت المفارقة المؤثرة أن سيارة المرضى التي اشتراها لخدمتهم كانت تسير خلف نعشه، في مشهد يجسد وفاءه وإنسانيته حتى اللحظة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى