التأخر اللغوي عند الأطفال: متى تقلق؟ نصائح د. عمرو عبد الوهاب بدير للتشخيص والعلاج
كتبت – منى خالد

التأخر اللغوي عند الأطفال من المشكلات التي تثير قلق الأهل، خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل، حيث تعتبر اللغة أداة رئيسية للتواصل والتعلم. يلاحظ بعض الآباء أن أطفالهم لا يتحدثون في الوقت المتوقع أو أن مفرداتهم محدودة مقارنة بأقرانهم، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التأخر وطرق التعامل معه.
رؤية طبية موثوقة
يؤكد د. عمرو عبد الوهاب بدير – استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في حديثه لمنصة “طب توداي” أن التأخر اللغوي قد يكون عرضًا لمشكلة صحية أو بيئية، وليس مجرد اختلاف فردي في تطور الطفل. ويضيف أن التشخيص المبكر ووضع خطة علاجية متكاملة يساعدان على تحسين مهارات الطفل اللغوية وتقليل الآثار السلبية على نموه الاجتماعي والتعليمي.
متى نقول إن الطفل يعاني من تأخر لغوي؟
يتم تحديد التأخر اللغوي بمقارنة مهارات الطفل اللغوية بجدول التطور الطبيعي للأطفال. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن ينطق الطفل أولى كلماته في عمر 12 شهرًا، وأن يبدأ في تكوين جمل بسيطة في عمر سنتين. إذا تأخر الطفل عن هذه المراحل بفارق كبير، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة.
الأسباب الطبية للتأخر اللغوي
تشمل الأسباب الطبية للتأخر اللغوي مشاكل السمع، واضطرابات النمو العصبي مثل التوحد، ومشاكل في القدرات الذهنية، وأمراض أو إصابات دماغية مبكرة.
الأسباب البيئية والاجتماعية
العوامل البيئية لها دور كبير، مثل قلة التفاعل اللفظي بين الطفل والأهل، أو تعرضه لفترات طويلة أمام الشاشات، أو غياب التحفيز اللغوي في بيئته المحيطة.
التشخيص المبكر
يشدد د. عمرو عبد الوهاب بدير على أن التشخيص يجب أن يكون شاملًا، ويتضمن تقييم السمع، وفحص النمو العصبي والمعرفي، ومقابلة الأهل لمعرفة تاريخ تطور اللغة لدى الطفل.
خطة العلاج المتكاملة
خطة علاج التأخر اللغوي تعتمد على سبب المشكلة. في حالات ضعف السمع، قد يشمل العلاج تركيب سماعات أو إجراء جراحة. أما في الحالات الناتجة عن نقص التحفيز البيئي، فيكون الحل في جلسات التخاطب المكثفة والتدريب المنزلي المستمر.
دور جلسات التخاطب
جلسات التخاطب هي حجر الأساس في علاج معظم حالات التأخر اللغوي، حيث يعمل أخصائي التخاطب مع الطفل على تنمية مهارات النطق والمفردات وبناء الجمل، مع إشراك الأهل في تنفيذ التمارين في المنزل.
أهمية دور الأسرة
تؤكد الأبحاث أن مشاركة الأسرة النشطة في العلاج تعزز من سرعة التحسن. ويجب على الأهل التحدث مع الطفل باستمرار، قراءة القصص له، وتشجيعه على التعبير عن احتياجاته بالكلمات.
التوقعات المستقبلية
إذا بدأ العلاج في سن مبكرة، فإن فرص الطفل في اللحاق بمستوى أقرانه في اللغة تكون مرتفعة جدًا. أما التأخير في التدخل، فقد يؤثر على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية لاحقًا.
نصائح د. عمرو عبد الوهاب بدير
ينصح د. عمرو الأهل بعدم تجاهل أي علامات مبكرة للتأخر اللغوي، واللجوء إلى الطبيب فور ملاحظتها. كما يشدد على تقليل وقت الشاشات وزيادة الأنشطة التفاعلية مع الطفل.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى




