أنيميا الفول عند الأطفال: المرض الصامت الذي يُفجّر أزمة مع أول لقمة!
كتبت مي علوش

قال د. محمد رشوان أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة والعناية المركزة للأطفال إن مرض أنيميا الفول هو مرض وراثي ينتقل من الأم إلى أطفالها الذكور، ولذلك يظهر بنسبة أكبر لدى الأولاد مقارنة بالبنات. وأوضح أن الإصابة به في الإناث نادرة، ولا تحدث إلا في حالة أن يكون الأب مصابًا والأم حاملة للمرض.
وأشار رشوان إلى أن المعلومة الشائعة بأن الفول هو السبب في الإصابة بالأنيميا غير دقيقة، موضحًا أن السبب الحقيقي هو نقص أو غياب إنزيم G6PD، الموجود على سطح كرات الدم الحمراء. هذا الإنزيم يحمي الخلايا من التكسير الناتج عن التعرض لمواد مؤكسدة سواء في الأطعمة أو الأدوية، وعند غيابه أو نقصه تتعرض كرات الدم الحمراء للتكسير.
وأوضح أن الفول يحتوي على مادة مؤكسدة اسمها “ديفسين”، تؤدي لتكسير كرات الدم الحمراء لدى المصابين. وتختلف درجة خطورة المرض حسب نسبة وجود الإنزيم في الجسم، فهناك حالات بسيطة ومتوسطة، بينما الحالات الشديدة تكون نتيجة غياب الإنزيم تمامًا.
وأكد رشوان أن الأعراض تظهر غالبًا عند بدء إدخال الطعام للطفل بعد الشهر السادس، وعند تناول أطعمة مثل الفول أو الطعمية أو البصارة، حيث تلاحظ الأم أن الطفل أصبح ضعيفًا ومرهقًا ووجهه شاحب ومصفر، وقد يتغير لون البول ليصبح داكنًا مثل لون الشاي، وهذه علامات لتكسير كرات الدم الحمراء، وينبغي التعامل معها باعتبارها علامات خطر.
وحول التشخيص، أوضح أن التحاليل المطلوبة تشمل صورة دم كاملة، والتي غالبًا ما تظهر انخفاض الهيموجلوبين لأقل من 6، مع وجود نسبة صفراء مرتفعة، بالإضافة لتحليل G6PD الذي يكشف نسبة الإنزيم، ولكن يُفضّل إجراءه بعد مرور 3 أسابيع من حدوث النوبة للحصول على نتيجة دقيقة.
ونبّه رشوان إلى أهمية الفحص المبكر للأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة، خصوصًا من ناحية الأب أو الجد. كما شدد على ضرورة تجنب مجموعة من الأطعمة مثل الفول بكافة أنواعه والفول السوداني والعدس والفاصوليا والحمص واللوبيا والسمسم والمكسرات، خاصة في السن الصغيرة.
وأضاف أن هناك أدوية تمثل خطرًا على الأطفال المصابين، أبرزها الأسبرين، وأدوية الملاريا، وبعض المضادات الحيوية مثل السلفا والكلورامفينيكول، وأدوية الإسهال مثل نيتازوكسانيد، موضحًا أهمية توعية الأهالي بهذه المخاطر لحماية صحة أطفالهم.