أمل جديد .. هل يمكن علاج التوحد نهائيًا؟ .. خطوات الوقاية المبكرة وسبل التعامل الذكي
كتبت - شيرين وهبة

في السنوات الأخيرة، ازدادت حالات اضطراب طيف التوحد بين الأطفال بشكل لافت، مما أثار قلق الأهل والمجتمع الطبي على حد سواء. ورغم التطور في فهم طبيعة هذا الاضطراب وأسبابه، فإن السؤال الذي يطرحه الجميع لا يزال حاضرًا بقوة:
هل يمكن علاج التوحد نهائيًا؟ وهل هناك طريقة فعالة للوقاية من إصابة الأطفال به؟
في هذا التحقيق الطبي من منصة طب توداي، نناقش واقع التوحد، نرصد أحدث ما توصل إليه العلم في العلاجات، ونقدم دليلًا شاملًا للوقاية المبكرة وتحسين حياة الطفل والأسرة.
ما هو اضطراب التوحد؟
اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) هو اضطراب عصبي تطوري يؤثر على طريقة تواصل الفرد وتفاعله مع الآخرين، ويتميز بأنماط سلوك متكررة ومحدودة.
يظهر عادة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وتختلف الأعراض من طفل لآخر، ما جعل الأطباء يطلقون عليه “الطيف”.
أبرز أعراض التوحد عند الأطفال
-
تأخر الكلام أو عدم التحدث
-
تجنب التواصل البصري
-
صعوبة في التفاعل الاجتماعي
-
الانشغال بحركات متكررة مثل رفرفة اليدين أو الدوران
-
التمسك بروتين معين بشدة
-
تأخر في اللعب التخيلي أو التفاعل العاطفي
معلومة من طب توداي:
اكتشاف الأعراض مبكرًا يزيد فرص نجاح التدخل العلاجي وتحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية.
هل يمكن علاج التوحد نهائيًا؟
الواقع الطبي حتى الآن يشير إلى أن التوحد لا يُشفى نهائيًا، لأنه ناتج عن عوامل عصبية وبنيوية في الدماغ، لكن يمكن إدارته بشكل فعال وتحقيق تحسن كبير في الحالة بفضل التدخل المبكر والعلاج متعدد التخصصات.
أنواع العلاجات المعتمدة عالميًا:
1. العلاج السلوكي المعرفي (ABA)
يعد التحليل السلوكي التطبيقي من أنجح الأساليب في تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية والسلوكية.
يركز على تعزيز السلوك الإيجابي وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها.
2. علاج النطق والتخاطب
يساعد في تنمية مهارات التواصل، خاصة عند الأطفال غير الناطقين أو الذين يعانون من صعوبات في الفهم والتعبير.
3. العلاج الوظيفي
يعمل على تحسين مهارات الطفل الحركية والحسية والإدراكية، مما يساعده على الاعتماد على نفسه في الأنشطة اليومية.
4. العلاج باللعب
وسيلة فعالة لفهم الطفل وتعديل سلوكه عبر أنشطة مرحة وموجهة تساعد على بناء تواصله العاطفي والاجتماعي.
5. العلاج الدوائي
رغم أن التوحد لا يُعالج بالأدوية، إلا أن بعض الأدوية تستخدم لعلاج أعراض مصاحبة مثل القلق، فرط الحركة، أو اضطرابات النوم.
أمل جديد: هل توجد دراسات لعلاج نهائي؟
تشير بعض الأبحاث الجديدة إلى محاولات واعدة في مجالات مثل:
-
العلاج بالخلايا الجذعية
-
التعديل الجيني
-
العلاج بالتغذية والمكملات
-
الذكاء الاصطناعي في تحسين مهارات التواصل
لكنها لا تزال قيد التجارب ولم تعتمد بشكل نهائي بعد.
هل يمكن الوقاية من التوحد؟
رغم أن التوحد لا يمكن منعه بشكل تام لأن أسبابه تشمل عوامل جينية وبيئية معقدة، إلا أن هناك عدة إجراءات يمكن أن تقلل من فرص ظهوره أو تحد من حدته:
1. المتابعة الطبية أثناء الحمل
-
الحرص على متابعة الحمل دوريًا
-
تناول المكملات المهمة مثل حمض الفوليك
-
تجنب التعرض للعدوى أو الأدوية الضارة
2. التغذية الجيدة للأم والطفل
-
الحصول على نظام غذائي متوازن خلال الحمل
-
الرضاعة الطبيعية على الأقل 6 أشهر
-
تجنب الأطعمة المصنعة والمليئة بالمواد الحافظة
3. مراقبة التطور السلوكي واللغوي
منصة طب توداي توصي الأمهات بمراقبة سلوك الطفل منذ الأشهر الأولى:
-
هل يضحك؟
-
هل يتفاعل مع الأصوات؟
-
هل يحاول نطق كلمات بسيطة في عمر السنة؟
إذا لاحظت الأم تأخرًا ملحوظًا، يجب التوجه لطبيب الأطفال أو أخصائي النمو فورًا.
4. الابتعاد عن الشاشات
تعرض الأطفال المفرط للهواتف والتلفاز في سن مبكرة قد يؤثر سلبًا على نموهم اللغوي والاجتماعي، ويزيد العزلة.
5. بيئة أسرية صحية
-
الحوار الدائم مع الطفل
-
اللعب المشترك
-
تقليل الضغوط النفسية داخل الأسرة
دور الأسرة في دعم الطفل المتوحد
الأسرة هي الركيزة الأساسية في رحلة علاج التوحد. وكلما كانت الأسرة متفهمة ومدعّمة للطفل، زادت فرصه في الاندماج بالمجتمع.
نصائح طب توداي لأولياء الأمور:
-
الالتزام بجلسات العلاج والمتابعة
-
التعامل مع الطفل بهدوء وصبر
-
تجنب المقارنة مع الأطفال الآخرين
-
الاحتفال بأي تقدم صغير يحققه الطفل
-
الحصول على دعم نفسي للأسرة إذا لزم الأمر
هل التوحد إعاقة دائمة؟
التوحد ليس إعاقة ذهنية، بل هو اختلاف في طريقة التفكير والتفاعل. كثير من الأشخاص المصابين بالتوحد يمتلكون مواهب استثنائية في مجالات مثل الرياضيات، الموسيقى، الرسم، والبرمجة.
المفتاح هو اكتشاف نقاط القوة وتنميتها.