“أحلامنا تحطمت”.. ماذا يحدث داخل قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا
كتبت/ مي السايح

شهد قسم النساء والتوليد بكلية الطب – جامعة طنطا حالة من الجدل خلال الأيام الماضية، بعدما تقدم 8 نواب من أصل 15 باستقالاتهم بشكل متتابع، اعتراضًا على ما وصفوه بـ«ظروف عمل قاسية» وبيئة تدريب لا تساعد على استمرارهم مهنيًا أو نفسيًا.
وفي تصريحات خاصة، أوضحت الدكتورة رنين جبر (إحدى النواب المستقيلين)، أن الأطباء الشباب بالقسم تعرضوا خلال فترة العمل لما يفوق طاقتهم، قائلة: “منذ التحاقنا بالقسم ونحن نؤدي النبطشيات بلا توقف، تصل أحيانًا إلى أكثر من 72 ساعة متواصلة، بنوم لا يتجاوز ساعتين أو ثلاثة وسط ضغط رهيب ومع افتقاد أبسط مقومات الراحة”.
وأضافت أن الإدارة أخبرتهم منذ البداية بأن “القسم مكتمِل” وأن وجودهم مؤقت وغير مرغوب فيه، مشيرة إلى أنه جرى التعامل معهم باعتبارهم قوة عمل فقط دون تدريب فعلي، مع تحميلهم مسؤوليات أكبر من طاقتهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم كنواب تحت التدريب.
بعد أن رفضه الأطباء لسنوات.. د. عواض محمد الخولي يُجري عملية تقويم عمود فقري لشاب بـ135 درجة اعوجاج
وأشارت جبر إلى أن النواب كانوا ينامون على الأرض أو على كراسي المرضى لعدم وجود استراحات آدمية، كما جرى إلزامهم بالحضور لساعات طويلة قبل بداية النبطشيات، أو استدعائهم ليلًا في مواقف كان يمكن تأجيلها، بالإضافة إلى تطبيق ما يشبه “نظامًا عقابيًا جماعيًا”، بحيث يُحمَّل الجميع مسؤولية أي خطأ فردي.
وتابعت: “كنا مطالبين بكتابة الأوراق الطبية أكثر من مرة يدويًا، والمشاركة في مهام لا علاقة لها بالجانب التعليمي أو الطبي، حتى أننا قمنا بأدوار أقرب للتمريض والعمال”.
كما لفتت إلى أن النواب واجهوا صعوبة في تسجيل أوراق الماجستير، وتأخرًا ملحوظًا في الحصول على فرص التدريب والتعليم، مما جعلهم في وضع أقل من زملائهم في الأقسام الأخرى، مؤكدة أن العديد منهم شعر بأن الحلم الذي دخلوا القسم لأجله بدأ ينهار.
وقالت جبر إنهم رغم العمل بتفانٍ طوال 11 شهرًا دون أيام راحة أو تقدير، فإن الظروف داخل القسم لم تتحسن، وكان القرار النهائي بالاستقالة بعد فشل جميع محاولات التواصل وتقديم الشكاوى الداخلية.
واختتمت حديثها قائلة: “لم نترك أماكننا بإرادتنا، لكن وقعنا في بيئة طاردة لا تسمح بالنمو العلمي ولا الإنساني. حلمنا أن نصبح أطباء نساء ناجحين، لكن الواقع كان كفيلًا بتدمير الحلم”.