د. مي سامي: “دايت البشرة” مفهوم جديد في التغذية
كتبت رضا هنداوي
في خضم سباق الحميات الغذائية وتحديات إنقاص الوزن، ينسى كثير من الناس – خاصة النساء – أن فقدان الوزن قد يترك آثارًا سلبية على البشرة، من الجفاف إلى الشحوب وحتى التجاعيد المبكرة. لكن هل يمكن الجمع بين الرشاقة والنضارة؟ وهل هناك أنظمة غذائية تراعي صحة الجلد كما تراعي الوزن؟
الإجابة لدى خبراء التغذية باتت واضحة: نعم. هناك أنظمة غذائية ترتكز على عناصر تحفز إنتاج الكولاجين، وتمنح البشرة إشراقة صحية، وتُسهم في إنقاص الوزن دون أن تفقد الوجه نضارته أو امتلاءه الطبيعي.
في هذا التقرير، نكشف سر هذه الأنظمة، ونستعرض وجهة نظر طبية متخصصة مع د. ميّ سامي، أخصائية التغذية العلاجية.
“دايت البشرة” مفهوم جديد في التغذية
تقول د. ميّ سامي إن التركيز على الوزن فقط في اختيار النظام الغذائي قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الصحة العامة، وعلى نضارة البشرة تحديدًا. “بعض الأشخاص يتبعون أنظمة قاسية تؤدي إلى فقدان سريع للدهون والعضلات، بما فيها دهون الوجه، مما يُفقد البشرة حيويتها ويجعلهم يبدون أكبر سنًا”.
وتضيف: “دايت البشرة هو نظام يركز على تغذية الجلد أولًا، باستخدام عناصر مثل مضادات الأكسدة، الأحماض الدهنية، والماء، بالتوازي مع خفض السعرات الحرارية”.
ما علاقة الغذاء بنضارة البشرة؟
البشرة كالمرآة تعكس ما بداخل الجسم. نقص أي عنصر غذائي ينعكس مباشرة على الجلد، سواء بالجفاف أو الالتهابات أو التصبغات. وتوضح د. ميّ: “فيتامين C ضروري لإنتاج الكولاجين، والزنك يُسرّع التئام البشرة، بينما أوميغا 3 يُحسن مرونة الجلد ويقلل من الالتهابات”.
وتتابع: “من يتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على هذه العناصر، يلاحظ تحسنًا ملحوظًا في بشرة الوجه، حتى قبل فقدان الوزن”.
أخطاء شائعة في الحميات تضر بالبشرة
يحذر خبراء التغذية من عدد من الممارسات الغذائية الخاطئة التي تؤثر سلبًا على نضارة الجلد، منها:
- الأنظمة القاسية التي تعتمد على صنف غذائي واحد فقط
- الامتناع التام عن الدهون
- الإكثار من البروتين دون تناول كميات كافية من الخضروات
- تجاهل شرب الماء
- الاعتماد على مكملات دون إشراف طبي
“الكثير من السيدات يتبعن حمية البروتين فقط، مما يُفقد الجسم عناصر ضرورية للبشرة، مثل فيتامين A وE والبيتا كاروتين”، توضح د. ميّ.
أهم الأطعمة التي تدعم البشرة أثناء الرجيم
وفقًا لد. ميّ سامي، هناك قائمة من الأطعمة التي يجب أن تكون جزءًا من أي نظام غذائي صحي يرغب في الحفاظ على نضارة البشرة:
- الأفوكادو: غني بفيتامين E والدهون الصحية
- السلمون والسردين: غنيان بأوميغا 3
- الفلفل الأحمر والبرتقال: مصادر ممتازة لفيتامين C
- الخضروات الورقية: تحتوي على مضادات أكسدة
- الطماطم: تحتوي على الليكوبين الذي يحمي من أشعة الشمس
- المكسرات: مصدر جيد للزنك والسلينيوم
- الزبادي: يحتوي على البروبيوتيك المهم لصحة الأمعاء والجلد
العلاقة بين الأمعاء والبشرة
حديثًا، سلطت الدراسات العلمية الضوء على ما يُعرف بمحور “الأمعاء – الجلد”، والذي يُظهر أن صحة الجهاز الهضمي تؤثر بشكل مباشر على مظهر البشرة.
وتوضح د. ميّ: “الأنظمة التي تهمل الألياف أو تُحدث اضطرابًا في التوازن البكتيري داخل الأمعاء، قد تُسبب مشاكل جلدية مثل الحبوب، أو الاحمرار، أو شحوب الوجه. ولهذا فإن تناول البروبيوتيك والبريبايوتيك أصبح أساسيًا لصحة الجلد”.
متى تظهر نتائج النظام الغذائي على البشرة؟
تشير د. ميّ إلى أن التحسن في نضارة البشرة لا يكون لحظيًا، بل يحتاج إلى التزام أسبوعي منتظم على مدار شهر على الأقل، مع النوم الجيد وشرب الماء.
“البشرة تتجدد كل 28 يومًا تقريبًا، ولهذا فإن النتائج الحقيقية تظهر بعد دورة كاملة على الأقل، بشرط أن يكون النظام متوازنًا ويحتوي على العناصر الأساسية”، تقول د. ميّ.
هل يمكن فقدان الوزن دون التأثير على مظهر الوجه؟
الإجابة نعم، بشرط:
- خفض الوزن تدريجيًا وليس بسرعة
- الحفاظ على نسبة الدهون الصحية في الجسم
- ممارسة تمارين المقاومة
- تناول البروتين بكميات كافية
- العناية بالبشرة من الخارج (ترطيب، واقي شمس)
- الدعم الغذائي من خلال مكملات مثل الكولاجين (بإشراف طبي)
أخيرًا.. هل الجمال يأتي من طبق الطعام؟
الجمال ليس فقط في الكريمات أو جلسات التجميل، بل يبدأ من الملعقة، ومن طبق الطعام الذي نضعه أمامنا. النظام الغذائي المتوازن هو سلاح مزدوج يمنحنا صحة داخلية وجمالًا خارجيًا.
وتختم د. ميّ سامي بقولها: “كل امرأة تحلم ببشرة نضرة وجسم رشيق، والسر ليس في الحمية القاسية، بل في الذكاء الغذائي والاعتدال”.




