د. عبد الحميد شاهين: متى تؤدي اضطرابات القولون إلى دخولنا مرحلة الجراحة
كتبت - منى عبد المنعم

يعاني الملايين حول العالم من اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل قرحة المعدة، التهابات القولون، أو ارتجاع المريء، وهي مشكلات مزعجة قد تتطلب تدخلًا دوائيًا طويل الأمد. لكن في بعض الحالات، لا يكون الدواء كافيًا، وتصبح الجراحة خيارًا لا مفر منه. فمتى نلجأ إلى الجراحة؟ وكيف يمكن للمريض أن يعرف أن حالته تحتاج إلى مشرط الطبيب؟ وكيف تطورت جراحات الجهاز الهضمي في العصر الحديث لتصبح أكثر أمانًا وفاعلية؟
في هذا التقرير من منصة طب توداي، نحاور الدكتور عبد الحميد شاهين، استشاري جراحة الجهاز الهضمي والمناظير، الذي يكشف لنا النقاط الفاصلة بين العلاج التحفظي والتدخل الجراحي، وكيفية الوقاية من الأمراض المزمنة التي قد تؤدي إلى عمليات معقدة.
الحالات التي تستدعي جراحة الجهاز الهضمي:
يوضح د. عبد الحميد شاهين أن جراحات الجهاز الهضمي لم تعد تقتصر فقط على الأورام أو الانسداد المعوي كما كان شائعًا سابقًا، بل أصبحت تشمل حالات أخرى متقدمة مثل:
- قرح المعدة المزمنة أو النازفة
- انسداد الأمعاء الدقيقة أو الغليظة
- الزائدة الدودية المتقيحة
- فتق الحجاب الحاجز المؤثر على التنفس
- أورام القولون أو المعدة
- الناسور أو الالتهابات الشديدة في القولون العصبي
- مضاعفات التهاب البنكرياس أو الكبد
ويضيف: “المريض قد يبدأ بشكوى بسيطة مثل حرقة مستمرة في المعدة أو إمساك مزمن، لكن تطورها دون متابعة قد يُفاجئه بقرار الجراحة”.
متى ننتقل من العلاج بالأدوية إلى الجراحة؟
يحدد الدكتور شاهين بعض العلامات التي تشير إلى أن العلاج الدوائي لم يعد كافيًا، مثل:
- عدم استجابة الجسم للعلاج بعد فترة زمنية محددة
- تكرار نوبات الألم أو النزيف الهضمي
- تغير في لون البراز أو وجود دم
- انخفاض الوزن بشكل ملحوظ وغير مبرر
- ظهور أورام في الفحوصات بالمنظار أو الأشعة
ويشير إلى أن “الجراحة لا تعني الخطر دائمًا، بل قد تكون الإنقاذ الحقيقي للحالة وتمنح المريض جودة حياة أعلى”.
دور المناظير في تقليل الحاجة للجراحة المفتوحة:
يوضح الدكتور عبد الحميد أن جراحات المناظير غيرت قواعد اللعبة في مجال الجهاز الهضمي، فهي:
- أقل ألمًا للمريض
- أسرع في فترة الشفاء
- تقلل من احتمالات العدوى
- تُجرى تحت تخدير جزئي في بعض الحالات
- تُستخدم لتشخيص وعلاج حالات متعددة في نفس الوقت
ومن أبرز العمليات التي تُجرى بالمنظار: استئصال المرارة، إصلاح الفتق، استئصال الزائدة، استئصال جزء من القولون، علاج الارتجاع المريئي.
المخاطر المحتملة وطرق الوقاية:
رغم أن جراحات الجهاز الهضمي أصبحت أكثر أمانًا، فإن المخاطر لا تزال قائمة مثل:
- العدوى الجراحية
- النزيف
- انسداد الأمعاء بعد الجراحة
- الفشل في الالتئام الكامل
ولهذا يشدد الدكتور شاهين على أهمية اختيار المستشفى المجهز، والجراح المتخصص، واتباع تعليمات ما بعد العملية بدقة، إلى جانب:
- الاهتمام بالغذاء الصحي
- البعد عن التدخين والكحوليات
- ممارسة الرياضة بانتظام
- تجنب الأدوية بدون وصفة طبية
نصائح د. عبد الحميد شاهين للوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي:
- تجنب الأطعمة الحريفة والدسمة خاصة في وجبة العشاء.
- قسم الوجبات إلى 4 أو 5 وجبات صغيرة بدلاً من وجبتين كبيرتين.
- تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا.
- تجنب النوم بعد الأكل مباشرة.
- التحكم في التوتر والقلق لأنهما من أهم محفزات القولون العصبي.
- إجراء فحص دوري بالمنظار لمن لديهم تاريخ عائلي مع أورام الجهاز الهضمي.
خلاصة التقرير:
جراحة الجهاز الهضمي لم تعد “كابوسًا” كما يتخيل البعض، بل قد تكون الأداة المثلى لاستعادة صحة المريض وإنقاذ حياته. ومع التطور الطبي الكبير، أصبحت الجراحات أكثر دقة وأمانًا، لا سيما باستخدام تقنيات المناظير الحديثة. المهم ألا ننتظر حتى تتفاقم الأعراض، وأن نُخضع الجسم للفحوصات والمتابعة المنتظمة، ونستشير الطبيب المتخصص في الوقت المناسب.




