د. أحمد سامي يوضح: هل يتأخر تطور الكلام عند التوأم مقارنة بالأطفال الآخرين؟

تطور اللغة والكلام عند الأطفال من العلامات الأساسية لنموهم، حيث يبدأ الرضيع تدريجيًا بالمناغاة، ثم استخدام كلمات مفردة، وصولًا إلى تكوين جمل قصيرة. لكن السؤال الذي يطرحه كثير من الآباء والأمهات الذين لديهم توأم هو: هل يتأخر التوأم في الكلام مقارنة بالأطفال الآخرين؟

منصة طب توداي باعتبارها مرجعية العرب الطبية الأولى، توجهت إلى د. أحمد سامي – استشاري التخاطب واضطرابات النطق، الذي أكد أن هذه الظاهرة موجودة بالفعل لدى عدد كبير من حالات التوأم، لكنها لا تنطبق على جميعهم، وهناك عوامل متعددة تتحكم في سرعة أو بطء اكتسابهم للغة.

شاهد ايضا: أهم 11 نصيحة للحامل في 3 توائم

كيف يؤثر اللسان المربوط على النطق والأسنان؟ نصائح د. سامي الشربيني

د. عمرو عبد الوهاب بدير: جلسات التخاطب: كيف تُجرى؟ ومتى يبدأ الطفل في التحسن؟

العوامل المؤثرة في تطور الكلام عند التوأم

يشرح د. أحمد سامي أن تأخر الكلام عند التوأم قد يرتبط بعوامل بيولوجية وبيئية، حيث تلعب الوراثة دورًا، بالإضافة إلى بيئة الطفل، ومدى تعرضه للمحفزات اللغوية. وأشار إلى أن بعض التوائم قد يبتكرون لغة خاصة بينهم، تُعرف في الأوساط العلمية بـ”لغة التوأم” أو Twin Talk، مما قد يقلل من حاجتهم للتحدث باللغة السائدة في بيئتهم لفترة مؤقتة.

ظاهرة “لغة التوأم” وتأثيرها

تحدث د. أحمد سامي عن ظاهرة “لغة التوأم” التي تعتبر شكلاً من أشكال التواصل الحصري بينهما، حيث يستخدمان أصواتًا وكلمات خاصة لفهم بعضهما. هذه الظاهرة شائعة لدى الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا معًا، وتقل فرصتهم للتفاعل مع الآخرين.

ورغم أن هذه الظاهرة قد تبدو لطيفة للأهل، إلا أنها في بعض الحالات تؤدي إلى تأخير في اكتساب مفردات اللغة الأساسية، ما يجعل التدخل المبكر ضروريًا إذا لاحظ الأهل بطئًا ملحوظًا في تطور النطق.

دور التفاعل الأسري

من أبرز النقاط التي شدد عليها د. أحمد سامي أن التفاعل الأسري المستمر، والتحدث مع كل طفل على حدة، له أثر بالغ في تحسين مهارات النطق. ففي بعض الأسر، يتم التعامل مع التوأم كوحدة واحدة، مما يقلل من فرص التحدث الفردي معهم، ويؤثر على اكتسابهم للكلمات بشكل متوازن.

الفروق بين التوأم المتماثل وغير المتماثل

أوضح د. أحمد سامي أن التوأم المتماثل (Identical Twins) غالبًا ما يكون بينهم مستوى أعلى من التفاهم غير اللفظي، مما قد يجعلهم أقل اعتمادًا على الكلمات في التواصل في المراحل الأولى. أما التوأم غير المتماثل (Fraternal Twins)، فقد يتطور الكلام لديهم بشكل أكثر تقاربًا مع الأطفال العاديين، لأنهم يتواصلون مع الآخرين بصورة أوسع.

العوامل الطبية المحتملة

أكد د. أحمد سامي أن هناك عوامل طبية قد تفسر تأخر الكلام عند بعض التوائم، مثل الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة، وكلاهما يزيد من احتمالية حدوث تأخير طفيف في التطور اللغوي.

كما أشار إلى أن مشاكل السمع – حتى وإن كانت بسيطة – يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل على اكتساب اللغة، ولذا ينصح بفحص السمع مبكرًا عند ملاحظة أي تأخير في النطق.

متى يجب القلق وطلب استشارة طبية؟

ينصح د. أحمد سامي الأهل بمراقبة تطور الطفل اللغوي، فإذا بلغ عمر السنتين دون أن يستخدم 50 كلمة على الأقل أو لم يبدأ بتكوين جمل قصيرة، فهذا مؤشر يستدعي تقييمًا من أخصائي تخاطب.

وأضاف أن التدخل المبكر يعزز من فرص التحسن السريع، ويمنع تراكم المشكلات اللغوية لاحقًا، خاصة في البيئة المدرسية.

دكتور رامي فاروق: لماذا تتأخر دورتي الشهرية؟ 8 أسباب إلى جانب الحمل

نصائح لتحفيز الكلام عند التوأم

قدم د. أحمد سامي مجموعة من النصائح للأهل، أبرزها:

• التحدث مع كل طفل على حدة بشكل يومي.
• قراءة القصص بصوت عالٍ، ومناقشة الصور.
• تشجيع الطفل على التعبير عن احتياجاته بالكلمات.
• تجنب الاكتفاء بفهم لغة الإشارات أو الأصوات غير الواضحة.
• تنظيم أنشطة تفاعلية مع أطفال آخرين خارج المنزل.

تأثير التكنولوجيا على تطور الكلام

حذر د. أحمد سامي من الإفراط في تعريض الأطفال – خاصة التوأم – للشاشات في سن مبكرة، لأن ذلك يقلل من فرصهم للتفاعل اللغوي المباشر، وهو عنصر أساسي في تعلم الكلام.

أهمية الدور العاطفي الوالدين في تنمية ثقافة الاحترام بين الأطفال؟

تأخر الكلام عند التوأم ليس أمرًا حتميًا، لكنه احتمال قائم إذا لم تتوفر بيئة غنية بالمحفزات اللغوية، خاصة في ظل وجود “لغة التوأم” أو عوامل طبية مؤثرة. وهنا يأتي دور الأهل في المتابعة المستمرة، والتدخل المبكر عند الحاجة، بالتعاون مع الأطباء وأخصائيي التخاطب.

حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى