“بتكح دم”.. فتاة كادت تنهي حياتها بسبب اضطراب نفسي.. د. أحمد محفوظ يكشف القصة الكاملة

كتبت/ مي السايح

في الوقت الذي يتعامل فيه المجتمع بخفة مع فكرة «محاولات الانتحار» أو إيذاء النفس، يواجه عدد كبير من الشباب أزمة أعمق تُعرف طبيًا باسم اضطراب الشخصية الحدّية (Borderline Personality Disorder)، وهو اضطراب نفسي دقيق يجمع بين التقلب العاطفي الحاد، والخوف من الهجر، والرغبة الدائمة في لفت الانتباه حتى ولو بالأذى الذاتي.

الدكتور أحمد محفوظ، استشاري الباطنة، روى قصة مؤثرة عن فتاة عشرينية حضرت إلى عيادته تشكو من كحة مصحوبة بدم، وبصحبتها اثنتان من صديقاتها.

وبينما كان الطبيب يجري الفحص الروتيني، لاحظ وجود جروح متفرقة على ذراعيها. وعند سؤاله عن السبب، أجابت الفتاة بهدوء: «أنا اللي عملتها، كانت محاولات انتحار.. بس زمان».

شاهد ايضًا: حادثة سرقة في عز النهار.. كيف تؤثر الجرائم على صحة الفتيات النفسية

يقول الدكتور محفوظ: “الفحوصات لم تُظهر أي مشكلة في الرئتين، وغالبًا الحالة لم تكن كحة دم حقيقية، بل عرضًا نفسيًا. كثير من المرضى بيحاولوا التعبير عن ألم داخلي مش مفهوم، وده بيتكرر خصوصًا مع البنات المصابين باضطراب الشخصية الحدّية.”

ويضيف أن هذا الاضطراب يجعل المصاب يعيش في صراع دائم بين الرغبة في الحب والخوف من الفقد، وغالبًا ما يلجأ لإيذاء نفسه عندما يشعر بأن الآخرين لا يهتمون به أو يبتعدون عنه.

بحسب الدراسات النفسية، فإن الفتيات أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بخمس مرات مقارنة بالرجال، بينما تزيد نسب الانتحار الحقيقي لدى الرجال بمعدل الضعف، مما يعكس طبيعة التعامل المختلفة مع الألم النفسي بين الجنسين.

ويؤكد الدكتور محفوظ على أن كل محاولة انتحار يجب أن تؤخذ بجدية تامة، مشيرًا إلى ضرورة إحالة الحالات فورًا إلى أخصائي نفسي لتلقي العلاج الدوائي والسلوكي المعرفي.

شاهد أيضًا: كيف تؤثر الحالة النفسية على نتائج العلاج الطبيعي؟ نصائح د. وجيه فوزي حسن أستاذ العلاج الطبيعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى