هل ظهور الزوائد الجلدية يعتبر إنذارا بالإصابة بالسرطان

كتبت رحاب عبد القادر

في عالم الأمراض الجلدية، تظهر العديد من الحالات التي تُثير القلق رغم أنها غالبًا ما تكون بسيطة. من بين هذه الحالات، الزوائد الجلدية التي يراها البعض عرضًا مزعجًا أو حتى علامة خطر، بينما يتعامل معها آخرون على أنها أمر عادي لا يحتاج إلى تدخل.

“طب توداي” تسلط الضوء على الزوائد الجلدية في هذا التقرير المفصل، الذي يستعرض طبيعتها، أسبابها، سبل الوقاية والعلاج، والفروق بين الزوائد الآمنة وتلك التي تستدعي القلق.


ما هي الزوائد الجلدية؟

الزوائد الجلدية (Skin Tags)، والتي تُعرف طبيًا باسم الأكروكوردون (Acrochordon)، هي نمو جلدي صغير غير سرطاني يظهر على سطح الجلد، عادة في مناطق الاحتكاك مثل الرقبة، تحت الإبطين، الجفون، الثديين، والفخذين.

تكون هذه الزوائد غالبًا بلون الجلد أو أغمق قليلًا، ولها ملمس ناعم أو متجعد، وتتدلّى من الجلد بطرف صغير يُشبه الساق أو العنق.

تُعد الزوائد الجلدية شائعة جدًا، وتُصيب نسبة كبيرة من الأشخاص بعد سن الثلاثين، وتزداد مع التقدم في العمر أو الوزن.


هل الزوائد الجلدية خطيرة؟

السؤال الشائع الذي يدور في ذهن من يلاحظ ظهور زائدة جلدية هو: هل هي خطيرة؟
والإجابة باختصار: غالبًا لا.

في معظم الحالات، تكون الزوائد الجلدية حميدة وغير ضارة، ولا تتحول إلى أورام خبيثة. لكنها قد تُسبب الإزعاج الجمالي أو تهيج الجلد، خاصة إذا كانت في مناطق معرضة للاحتكاك أو الحلاقة.

رغم ذلك، فإن أي تغيير مفاجئ في شكل الزائدة، أو لونها، أو حجمها، أو إذا ظهرت بها أعراض مثل النزيف، الحكة، الألم أو التقرح، يجب أن يدفع المريض إلى استشارة طبيب الجلدية لاستبعاد أي احتمالات خطيرة.


أسباب ظهور الزوائد الجلدية

لم يتم تحديد سبب واحد مؤكد لظهور الزوائد الجلدية، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في ظهورها، منها:

1. الاحتكاك المتكرر

تظهر الزوائد في المناطق التي يحدث فيها احتكاك متكرر بين الجلد والجلد أو بين الجلد والملابس.

2. زيادة الوزن والسمنة

الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم ثنيات جلدية أكثر، مما يعزز فرص الاحتكاك وظهور الزوائد.

3. الوراثة

تلعب العوامل الجينية دورًا في زيادة احتمالية الإصابة، حيث يمكن أن تتكرر الحالة في أفراد الأسرة.

4. مرض السكري

تشير الدراسات إلى أن مرضى السكري من النوع الثاني لديهم نسبة أعلى من ظهور الزوائد الجلدية، وربما يرتبط ذلك بمقاومة الإنسولين.

5. التغيرات الهرمونية

قد تظهر الزوائد أثناء الحمل أو في فترات تغير هرموني ملحوظ، مما يدل على وجود علاقة هرمونية محتملة.


من الأكثر عرضة للإصابة بالزوائد الجلدية؟

يمكن أن تظهر الزوائد الجلدية عند أي شخص، لكن تزداد احتمالية الإصابة في الفئات التالية:

  • من تجاوزوا سن الأربعين.

  • المصابون بالسمنة أو زيادة الوزن.

  • مرضى السكري من النوع الثاني.

  • النساء الحوامل.

  • الأشخاص ذوو التاريخ العائلي في الإصابة.


هل يجب إزالة الزوائد الجلدية؟

الإجابة تعتمد على طبيعة الزائدة وموقعها.
في الحالات التي تكون فيها الزوائد الجلدية غير مؤلمة أو غير مزعجة، يُمكن تركها دون تدخل طبي. لكن يُنصح بالإزالة إذا:

  • كانت تؤثر على الشكل الجمالي.

  • سببت تهيجًا أو نزيفًا.

  • ظهرت في أماكن غير مريحة مثل الرقبة أو الجفون.

  • ازدادت في الحجم أو تغير لونها.

ومن المهم التأكيد على أن الإزالة يجب أن تكون تحت إشراف طبي، وليس باستخدام الطرق المنزلية العشوائية، لتجنب العدوى أو التهيج أو التسبب بندبات.


طرق إزالة الزوائد الجلدية

يوجد عدة طرق فعالة وآمنة لإزالة الزوائد الجلدية، ويقوم الطبيب باختيار الأنسب حسب حجم الزائدة وموقعها:

1. الكي الكهربائي (Electrocautery)

يتم استخدام تيار كهربائي لحرق الزائدة وإزالتها. وهي طريقة فعالة وسريعة.

2. التجميد بالنيتروجين السائل (Cryotherapy)

تُجمّد الزائدة باستخدام النيتروجين السائل حتى تسقط لاحقًا خلال أيام.

3. القص الجراحي (Excision)

يتم قص الزائدة باستخدام أدوات جراحية معقمة، وعادة لا تتطلب تخديرًا إلا في حالات الزوائد الكبيرة.

4. الليزر

طريقة دقيقة وفعالة، خاصة في المناطق الحساسة أو الوجه.


التحذير من العلاجات المنزلية

يلجأ البعض لاستخدام الخيط لربط الزائدة حتى تسقط، أو تطبيق مواد كيميائية مثل الخل أو الزيوت.
هذه الطرق غير موصى بها طبيًا وقد تسبب:

  • التهابات جلدية.

  • تهيج أو تصبغات.

  • جروح عميقة أو ندوب.

  • عدوى بكتيرية.

لذلك، تؤكد “طب توداي” أن الطبيب المختص وحده هو من يجب أن يقرر ويُجري الإزالة.


هل تعود الزوائد الجلدية بعد إزالتها؟

غالبًا لا تعود نفس الزائدة بعد الإزالة، لكن من الممكن ظهور زوائد جديدة في مناطق أخرى، خاصة إذا استمرت العوامل المحفزة (مثل الاحتكاك أو السمنة).
لهذا فإن الوقاية والاهتمام بالعوامل المؤثرة يلعبان دورًا كبيرًا في الحد من تكرار المشكلة.


هل الزوائد الجلدية معدية؟

لا، الزوائد الجلدية ليست ناتجة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، وليست معدية بأي شكل من الأشكال.
هي حالة جلدية شائعة غير مرتبطة بالتلامس أو انتقال العدوى.


نصائح “طب توداي” للوقاية من الزوائد الجلدية

1. الحفاظ على الوزن المثالي

تقليل الاحتكاك الجلدي من خلال خفض الوزن يُقلل فرص ظهور الزوائد.

2. ارتداء ملابس قطنية مريحة

للحد من التهيج الجلدي في مناطق الاحتكاك.

3. الترطيب المنتظم للجلد

لمنع تشقق الجلد وتعرضه للتلف.

4. مراقبة المناطق المعرضة للاحتكاك

وخاصةً الرقبة والإبطين والجفون، والحرص على نظافتها وجفافها.

5. الفحص الدوري للبشرة

خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع الزوائد الجلدية أو مشاكل في التمثيل الغذائي.


خلاصة

الزوائد الجلدية ظاهرة شائعة لكنها غالبًا ما تكون غير ضارة، ومع ذلك فهي تستحق الاهتمام والمتابعة الطبية إذا ظهرت تغيّرات أو كانت مصدر إزعاج.
الرسالة التي تنقلها “طب توداي” بوضوح: لا تستهين بجسمك، ولا تتردد في مراجعة الطبيب عند الشك.

الصحة تبدأ من الجلد… وما يبدو بسيطًا اليوم قد يكون مؤشرًا على شيء أعمق، لذا فلنُبقِ أعيننا مفتوحة على التفاصيل الصغيرة التي تُشكّل فرقًا كبيرًا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى