متى يُسمح للطبيب بكشف سر المريض؟.. دار الإفتاء توضح

كتبت/ مي السايح

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الطبيب مؤتمن على أسرار مرضاه، وأن الأصل في الشريعة الإسلامية هو تحريم إفشاء السر الطبي، لأن ما يبوح به المريض أثناء الفحص أو العلاج يدخل في نطاق الخصوصية التي يجب صونها.

وأوضحت الإفتاء أن كشف أسرار المرضى يُعد خيانة للأمانة وصورة من صور الغيبة المحرّمة التي نهى عنها الإسلام، مشيرة إلى أن من يُفشي سرّ مريضه دون مسوغ شرعي يقع في خصلة من خصال النفاق التي حذر منها النبي ﷺ.

متى يجوز للطبيب إفشاء السر؟

أوضحت دار الإفتاء أن هناك استثناءات محدودة تبيح للطبيب كشف السر، إذا ترتب على كتمانه ضرر جسيم يتعدى إلى الآخرين.

ومن أبرز تلك الحالات:

  • إصابة المريض بمرض وبائي معدٍ يُخشى من انتشاره في المجتمع.
  • أو وجود شبهة جنائية تستوجب تدخل السلطات المختصة.

وشددت الإفتاء على أن الإفشاء في هذه الحالات يجب أن يكون في أضيق الحدود، مع إبلاغ الجهات الرسمية فقط دون نشر أو تعميم للمعلومة، التزامًا بالقاعدة الفقهية:

“يُتحمَّل الضرر الخاص لدفع الضرر العام”.

شاهد: ماذا قال طبيب شرعي عن زيادة حدة الجرائم التي يرتكبها الأطفال ويؤكد: بنشوف جرائم بشعة

القانون المصري يحدد ضوابط السرية الطبية

وبيّنت دار الإفتاء أن التشريعات المصرية أكدت نفس المبدأ، إذ تنص لائحة آداب مهنة الطب على أنه لا يجوز للطبيب إفشاء أسرار المريض إلا:

  • بقرار قضائي.
  • أو في حال وجود خطر مؤكد على حياة الآخرين.
  • أو في الحالات التي ينص عليها القانون صراحة.

الضرورة بقدرها.. والسر أمانة

اختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الأصل هو كتمان السر الطبي، وأن الاستثناء يكون للضرورة فقط، على أن يُراعى فيه مبدأ “الضرورة تُقدّر بقدرها”.

وأشارت إلى أن هذا المبدأ يحفظ كرامة المريض وثقة المجتمع في الأطباء، ويضمن في الوقت نفسه سلامة المجتمع من أي ضرر محتمل.

شاهد ايضًا: حين صار دفن الموتى أزمة.. كيف عاش الناس صدمة الموت خلال انتشار فيروس كورونا | فيديو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى