كيف تحمي نفسك وأولادك من الغازات السامة المنتشرة في الهواء؟

كتب - آسر محمود

في ظل تزايد التلوث البيئي وارتفاع معدلات الانبعاثات السامة في المدن والقرى على حد سواء، أصبحت الغازات السامة المنتشرة في الهواء خطرًا حقيقيًا يهدد صحة الإنسان، خصوصًا الأطفال وكبار السن.

هذه الغازات، التي لا تُرى ولا تُشم أحيانًا، يمكن أن تتسلل إلى رئاتنا كل يوم، وتسبب أمراضًا خطيرة تبدأ من التهابات الجهاز التنفسي، ولا تنتهي عند الربو المزمن أو السرطان.

موقع طب توداي يسلط الضوء في هذا التقرير على أهم أنواع الغازات السامة، ومصادرها، وأخطارها، والأهم: كيف تقي نفسك وأسرتك منها بوسائل بسيطة وفعالة.


ما هي الغازات السامة المنتشرة في الهواء؟

الغازات السامة هي مركبات كيميائية ضارة موجودة في الهواء، قد تكون ناتجة عن مصادر صناعية أو طبيعية أو منزلية. من أبرز هذه الغازات:

  • أول أكسيد الكربون (CO):
    غاز عديم اللون والرائحة، يخرج من عوادم السيارات والمدافئ غير المهواة، ويُعد من أخطر الغازات القاتلة.

  • ثاني أكسيد النيتروجين (NO2):
    غاز سام ينبعث من احتراق الوقود، يسبب تهيج الجهاز التنفسي، ويؤثر على وظائف الرئة.

  • الأوزون (O3):
    يتكون قرب سطح الأرض من تفاعل أشعة الشمس مع الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، وهو غاز مؤكسد قوي يضر بالجهاز التنفسي.

  • الفورمالدهيد (Formaldehyde):
    غاز ينبعث من مواد البناء، الأثاث، وبعض منتجات التنظيف، يسبب تهيج العين والحلق وقد يكون مسرطنًا على المدى الطويل.


من الأكثر عرضة لخطر الغازات السامة؟

رغم أن الجميع معرضون لخطر هذه الغازات، فإن بعض الفئات أكثر هشاشة وتأثرًا:

  • الأطفال:
    رئاتهم صغيرة وعمليات التنفس لديهم أسرع، ما يجعلهم يستنشقون كميات أكبر نسبيًا من الهواء.

  • كبار السن:
    يعانون غالبًا من أمراض مزمنة بالجهاز التنفسي أو القلب، وتزيد الغازات من حدة أعراضهم.

  • مرضى الربو والحساسية:
    تستفز الغازات أعراضهم وتؤدي إلى نوبات حادة.

  • النساء الحوامل:
    يمكن أن تؤثر الغازات على نمو الجنين وتسبب مضاعفات خلال الحمل.


ما هي الأعراض الناتجة عن التعرض للغازات السامة؟

تختلف الأعراض حسب نوع الغاز وشدة التعرض، ومن أبرزها:

  • صداع مستمر

  • ضيق في التنفس

  • تهيج العين والأنف والحنجرة

  • سعال مزمن

  • فقدان التركيز أو النعاس (خاصة في حالات أول أكسيد الكربون)

  • نوبات ربو أو أزمات تنفسية مفاجئة


كيف تحمي نفسك وأسرتك من الغازات السامة؟

1. التهوية الجيدة للمنازل

يؤكد خبراء البيئة في طب توداي أن التهوية الطبيعية هي السلاح الأول لمكافحة الغازات السامة. احرص على:

  • فتح النوافذ يوميًا لتجديد الهواء.

  • تركيب شفاطات قوية في المطبخ والحمام.

  • عدم استخدام المدفأة أو السخانات في أماكن مغلقة دون تهوية.


2. تجنب التعرض المباشر لعوادم السيارات

إذا كنت تعيش في منطقة مزدحمة أو قرب شارع رئيسي:

  • لا تفتح النوافذ المطلة على الطريق خلال الذروة المرورية.

  • استخدم النباتات الداخلية التي تساعد على تنقية الهواء.

  • ابتعد عن الأماكن المغلقة التي تتجمع فيها الغازات مثل الجراجات غير المهواة.


3. استخدام أجهزة كشف الغازات

هناك أجهزة صغيرة توضع في المنزل، تنبهك في حال وجود تسرب لغازات مثل أول أكسيد الكربون. هذه الأجهزة يمكنها أن تنقذ الأرواح، خصوصًا في الشتاء.


4. اختيار مواد البناء والديكور الآمنة

تجنب المنتجات التي تحتوي على فورمالدهيد أو مركبات عضوية طيّارة (VOC)، مثل:

  • الأرضيات الخشبية منخفضة الجودة.

  • الدهانات والمذيبات الكيميائية.

  • الأثاث المغطى بمواد لاصقة غير آمنة.

اختر بدائل معتمدة تحمل ملصقات “صديقة للبيئة”.


5. لا تحرق القمامة أو البلاستيك

حرق القمامة داخل المنازل أو حولها يؤدي إلى إطلاق غازات شديدة السمية، مثل الديوكسينات، وهي من أخطر المواد المسرطنة.


6. تجنب التدخين داخل المنزل

التدخين يطلق أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية، منها العديد من الغازات السامة التي تؤثر على الجهاز التنفسي للأطفال والكبار.

إذا لم تستطع الإقلاع، فليكن التدخين خارج المنزل تمامًا.


7. نباتات تنقي الهواء

بعض النباتات يمكنها امتصاص الغازات السامة من الهواء مثل:

  • الصبار

  • الألوفيرا

  • زنبق السلام

  • نبات العنكبوت

ويُنصح بوضع هذه النباتات في غرف النوم والمعيشة.


8. دور المدارس والمؤسسات

يجب أن تشارك المدارس والهيئات الحكومية في التوعية بمخاطر الغازات السامة من خلال:

  • محاضرات تثقيفية

  • ملصقات في الفصول

  • تحفيز الأطفال على الزراعة

  • تقليل استخدام المواد الكيميائية في التنظيف


9. متى تطلب المساعدة الطبية؟

إذا شعرت بأي من الأعراض التالية، فاطلب المساعدة فورًا:

  • ضيق تنفس مفاجئ أو اختناق

  • غثيان ودوخة عند استخدام المدفأة

وهنا يأتي دور الإسعافات الأولية بسرعة تهوية المكان ونقل المصاب للهواء الطلق، ثم نقله للمستشفى إن لزم الأمر.


نصيحة “طب توداي”

لا تتهاون في مسألة الهواء الذي تتنفسه أنت وأسرتك. التلوث والغازات السامة ليست أمراضًا موسمية، بل تهديد دائم يتسلل في صمت. اجعل بيتك آمنًا، ونفَسك نظيفًا، وتعامل مع الوقاية البيئية على أنها جزء أساسي من الرعاية الصحية اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى