طفلك لا “يتمارض” بل يحتاجك… متى يكون الدلع نداء استغاثة؟

كتبت مي علوش

يخلط كثير من الأهالي بين “الدلع” وطلب الطفل الحقيقي للاهتمام، وهو ما قد يؤدي إلى التعامل الخاطئ مع سلوكيات الطفل. في هذا السياق، أشار الدكتور يزن عبده، خبير العلاقات الأسرية، إلى أن الطفل الذي يُكثر من البكاء أو يُظهر تعلّقًا مفرطًا بوالديه، لا يمكن تصنيفه تلقائيًا كـ”مدلل”، بل قد يكون يعاني من نقص في الاحتواء العاطفي.

وأوضح د. عبده أن الطفل في سنواته الأولى لا يمتلك الأدوات الكافية للتعبير عن مشاعره بشكل منطقي، لكنه يشعر بعمق، ويحتاج إلى من يصغي إليه لا من يعاقبه.

وأضاف أن استخدام الصراخ أو التهديد بالعقاب لا يؤدي إلى تقويم السلوك، بل يفاقم شعور الطفل بعدم الأمان، ويؤسس لفجوة نفسية بينه وبين أهله.

وأشار إلى أن كثيرًا من السلوكيات التي توصف بـ”الدلع” هي في حقيقتها محاولات غير ناضجة للتعبير عن الحاجة إلى الحب والاهتمام. لذا فإن الحل يكمن في الإصغاء الجيد، والاحتضان، وتسمية مشاعر الطفل، بدلاً من كبتها أو تجاهلها.

وأكد أن التربية الواعية لا تعني التساهل، لكنها توازن بين الحزم والحنان، وتراعي النمو العاطفي للطفل. وتابع: “حين يشعر الطفل بالأمان العاطفي، يصبح أكثر تعاونًا، وأقل لجوءًا لسلوكيات لفت الانتباه”.

وختم د. يزن عبده حديثه بنصيحة مهمة: “راقب سلوك طفلك، واسأل نفسك: هل يعبر عن دلال، أم عن ألم خفي؟ الإجابة ستغير طريقة تعاملك معه بالكامل”.

نصائح عامة من د. يزن عبده للتعامل مع الطفل الذي يطلب اهتمامًا:

1- استمع دون مقاطعة: أعطِ طفلك المساحة ليعبّر عمّا يشعر به، حتى وإن لم يكن كلامه منظمًا.

2- احتضن مشاعره، لا تصرفه عنها: بدلًا من قول “ما في شي بيستاهل تبكي”، قل له “أنا شايف إنك زعلان، تعال نحكي”.

3- ميّز بين السلوك والمشاعر: عاقب السلوك الخاطئ إن وُجد، لكن لا تعاقب مشاعر الطفل أو تحرمه من التعبير عنها.

4- احرص على الروتين العاطفي: قبلة قبل النوم، وقت خاص للحوار، وحضن دون سبب… كلها تبني الأمان النفسي.

5- لا تجعل الاهتمام مشروطًا: يجب أن يشعر الطفل أنك تحبه دائمًا، لا فقط عندما يكون “جيدًا” أو “هادئًا”.

6- اطلب المساعدة عند الحاجة: إذا استمر السلوك بشكل مزعج ومؤثر على الحياة اليومية، لا تتردد في استشارة مختص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى