د. محمد ثروت عمارة: ما الفرق بين العجز الجنسي والضعف الجنسي؟
كتبت ـ رنا صموئيل

في عالم يعج بالمفاهيم الخاطئة، يظل الحديث عن الصحة الجنسية عند الرجال محاطًا بهالة من التردد والخجل. ومن بين أكثر المصطلحات التي تُستخدم بلا تمييز أو فهم دقيق: “الضعف الجنسي” و”العجز الجنسي”. فهل هما وجهان لعملة واحدة؟ أم أن هناك فرقًا جوهريًا بين الحالتين؟
في هذا التحقيق، نحاول تبسيط المفاهيم، وتحديد متى تكون المشكلة عرضية مؤقتة، ومتى تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا، وذلك من خلال لقاء مع الدكتور محمد ثروت عمارة، أستاذ واستشاري علاج الضعف الجنسي.
الفرق بين الضعف الجنسي والعجز الجنسي
يشير الدكتور محمد ثروت عمارة إلى أن الخلط بين المصطلحين يؤدي إلى حالة من الذعر غير المبرر عند كثير من الرجال، موضحًا:
“الضعف الجنسي يشير إلى عدم القدرة المؤقتة أو المتكررة على تحقيق أو الحفاظ على الانتصاب بشكل كافٍ لممارسة العلاقة الزوجية، وهو أمر قد يكون مرتبطًا بعوامل نفسية أو جسدية ويمكن علاجه غالبًا دون تدخل جراحي.”
أما العجز الجنسي، فيُعد حالة متقدمة وأكثر تعقيدًا، حيث يفقد الرجل القدرة الكاملة على الانتصاب، حتى مع وجود الإثارة أو الرغبة الجنسية.
ويضيف د. ثروت: “العجز يُشخّص عندما تفشل جميع العلاجات الدوائية والسلوكية، ويكون اللجوء إلى الدعامة الذكرية هو الحل الأمثل.”
متى يكون الضعف طبيعيًا ومتى يُصبح مرضًا؟
كثير من الرجال، بحسب د. عمارة، يمرون بـ”أيام سيئة جنسيًا”، وقد يعانون من ضعف انتصاب عارض بسبب التوتر أو الإرهاق أو حتى بعد وجبة دسمة. وهنا لا داعي للقلق.
لكن هناك مؤشرات تنذر بالخطر يجب الانتباه إليها، ومنها:
- استمرار المشكلة لأكثر من 3 أشهر.
- تكرار الفشل في إتمام العلاقة.
- غياب الانتصاب الصباحي.
- الشعور بعدم الرغبة أو انعدام الإحساس الجنسي.
ويشرح د. ثروت: “إذا تكررت المشكلة وبدأت تؤثر على العلاقة الزوجية والثقة بالنفس، فلا بد من زيارة الطبيب. التأخر قد يُحول الضعف إلى عجز كامل.”
الأسباب النفسية والعضوية: خيط رفيع بين الرأس والجسد
يؤكد د. محمد ثروت عمارة أن الضعف الجنسي يمكن أن يكون:
أولًا: نفسيًا بحتًا، مثل:
- التوتر والقلق من الأداء (Performance anxiety)
- الاكتئاب
- المشكلات الزوجية
- الصدمة النفسية أو التعرض لفشل جنسي سابق
ثانيًا: عضويًا، نتيجة:
- مرض السكري
- ارتفاع ضغط الدم
- أمراض القلب وتصلب الشرايين
- انخفاض هرمون التستوستيرون
- اضطرابات الغدة الدرقية
- استخدام بعض الأدوية (خاصة مضادات الاكتئاب ومدرات البول)
ويضيف: “هناك أيضًا حالات مختلطة، حيث يتداخل العاملان النفسي والعضوي، مما يتطلب علاجًا مزدوجًا.”
التشخيص.. يبدأ من الحوار
يبدأ التشخيص الجيد – حسب د. عمارة – بحديث صادق بين الطبيب والمريض. ليس المطلوب تحاليل معقدة في البداية، بل فهم نمط الحياة، العادات، التاريخ المرضي، طبيعة العلاقة الزوجية.
ثم تأتي الفحوصات المساعدة:
- تحليل هرمون التستوستيرون
- دوبلر العضو الذكري لفحص تدفق الدم
- تحاليل السكر والكوليسترول
“التشخيص نصف العلاج. لا يوجد حل واحد يناسب الجميع”، كما يوضح د. عمارة.
متى نبدأ العلاج؟ وكيف يكون؟
أولًا: تغييرات نمط الحياة
- تقليل الوزن
- الإقلاع عن التدخين
- ممارسة الرياضة بانتظام
- النوم الجيد
ثانيًا: العلاج الدوائي
- مثبطات PDE5 مثل الفياجرا وسياليس
- أدوية تحسين الدورة الدموية
- أحيانًا: العلاج الهرموني إذا كان هناك نقص بالتستوستيرون
ثالثًا: العلاج النفسي
- جلسات العلاج السلوكي المعرفي
- الدعم الزوجي
رابعًا: في حالة العجز الكامل – يتم اللجوء إلى:
- الحقن الموضعي داخل القضيب
- الدعامة الذكرية كحل جراحي دائم
الدعامة الذكرية.. نهاية العجز وبداية حياة جديدة
يشير د. محمد ثروت عمارة إلى أن كثيرًا من المرضى يظنون أن تركيب الدعامة يعني “النهاية الجنسية”، بينما الحقيقة عكس ذلك تمامًا.
“الدعامة ليست فقط حلاً نهائيًا وفعالًا للعجز الجنسي، لكنها تعيد للرجل ثقته بنفسه، وتمنحه انتصابًا طبيعيًا دون الاعتماد على الأدوية.”
هناك نوعان رئيسيان من الدعامات:
- الدعامة المرنة: بسيطة، قليلة التكلفة، تناسب كبار السن.
- الدعامة الهيدروليكية: أكثر تطورًا، تمنح إحساسًا طبيعيًا بالانتصاب والانكماش.
يقول د. ثروت: “نسبة نجاح عمليات الدعامة لدينا في مصر مرتفعة جدًا، والمضاعفات نادرة مع الجراح الخبير.”
كيف نحافظ على صحتنا الجنسية؟
في ختام اللقاء، ينصح الدكتور محمد ثروت عمارة الرجا بالآتي:
- لا تخجل من التحدث عن مشكلتك الجنسية.
- لا تستسلم للإعلانات المضللة أو الأعشاب مجهولة المصدر.
- حافظ على وزنك ونمط حياتك.
- افحص مستوى السكر والضغط والكوليسترول بانتظام.
- واستشر طبيبًا مختصًا عند أول علامة ضعف.
الخاتمة
التمييز بين “الضعف الجنسي” و”العجز الجنسي” ليس ترفًا لغويًا، بل هو مدخل أساسي للفهم والعلاج. ومع تطور الطب، لم يعد الخوف من هذه المشكلات مبررًا، خاصة حين يتوفر في مصر خبراء متمرسون مثل د. محمد ثروت عمارة، القادرين على تقديم حلول فعالة تُعيد للرجل ثقته بنفسه.